• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المسجد الأقصى.. مكانة عظيمة وفضائل جمة

عمار كاظم

المسجد الأقصى.. مكانة عظيمة وفضائل جمة

المسجد الأقصى، مسجد عظيم مبارك له مكانة عالية في نفوس المؤمنين ومنزلة رفيعة في قلوبهم، فهو مسجد قد خصّ في الكتاب والسنة بميزات كثيرة وخصائص عديدة وفضائل جمة تدل على رفيع مكانته وعظيم قدره. هو قبلة المسلمين الأولى، وهو البيت الذي كان مركز الرسالات السابقة، كما كان قبلتهم ومقر اعتكاف الأنبياء، ومحور اهتمام الأمة التي كانت تحمل الرسالة، وكان المسلمون يتخذون المسجد الأقصى قبلة في مكة، وكلمة (المسجد) هي بالأصالة اسم مكان، فالعبرة بالمكان وليس بالبنيان، وهذا المكان هو الذي أسرى الله تعالى بعبده خاتم النبيين إليه ليلاً.

المسجد الأقصى هو مسرى رسول الله (ص)، كما ورد في الآية الكريمة باسمه الصريح: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء/ 1).

هو أول مسجد أسس على التقوى وأول مسجد بني في الإسلام، قال الله تعالى في سورة التوبة: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَاراً وَتَفرِيقاً بَينَ الْمُؤْمِنِينَ وَإرصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ* لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالُ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (التوبة/ 107-108)، هذه الآيات تشهد لهذا المسجد العظيم بالعظمة، والخير والبركات.

إنّ للمسجد الأقصى المبارك في نفوس المسلمين أهمية خاصة ومكانة عظيمة، يكنون له الود الشديد والحب العميق، اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم، فهو إجماع الأمة كلها من أقصاها إلى أقصاها، ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس، والغيرة عليها، والذود عن حماها، وحرماتها ومقدساتها، وبذل النفس والنفيس في سبيل حمايتها، ورد المعتدين عليها، فاللقدس قدسية إسلامية مقدرة وهي تمثل في حس المسلمين ووعيهم الإسلامي.

يصادف الحادي والعشرين من شهر أغسطس عام 1969 ذكرى حزينة للمسلمين وخاصة الفلسطينيين بالنكبة الكبرى التي أصابت أقدس مقدساتهم، حيث ارتكب الكيان الصهيوني جريمة نكراء ضد المسجد الأقصى، بإضرامه النيران في جنباته.

أحدثت هذه الفاجعة الأليمة، فوضى في العالم، وفجرت ثورة غاضبة خاصة في أرجاء العالم الإسلامي، في اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، وعمت المظاهرات القدس بعد ذلك احتجاجاً على الحريق.

وتأتي ذكرى حريق المسجد الاقصى لتؤكد أن مدينة القدس بمقدساتها ستظل عربية وإسلامية الهوية مهما حاولت سلطات الاحتلال تغيير معالم المدينة المقدسة، فالمسجد الأقصى حق المسلمين، لأنهم ورثة الرسالات السماوية السابقة، وهو رمز اصطفاء الله تعالى لرسالة الإسلام خاتمة الرسالات السابقة تصدقها وتهيمن عليها، كما قال تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (المائدة/ 48). فالمسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء السابقين، ويعتبرون تبجيلهم وتوقيرهم ركناً من أركان دينهم، ومن ثم، فإنّهم أتباع هؤلاء الأنبياء، الأقدر على حماية هذا المكان المقدس، ولن يسود السلام إلا بعودة الحق لأهله.

تعليقات

  • 2022-12-02

    younus

    ماشاء الله

ارسال التعليق

Top