• ٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المحبون الجدد في عيد الحب

المحبون الجدد في عيد الحب
ما من رجل أو امرأة عبر التاريخ البشري المكتوب، إلا وعاش قصة حب بشكل أو بآخر.. وليس هناك قصة تتطابق مع الأخرى بتفاصيلها، حتى لو تقاطعت في مظهرها ونهايتها، ما يجعل الحب هو العلاقة الأكثر إشكالية وغرابة بين الجنسين، والأسمى في الوقت ذاته، التي قد تجعل المرء يحلق في عوالم من السعادة والنشوة النفسية، وتدفعه إلى الانطلاق والإبداع، خصوصاً حين يتوج الحب ببناء عائلة سعيدة تكون ركيزة أساسية لمجتمع متفاهم ومتماسك. وفي التاريخ أساطير وقصص لمشاهير وأناس عاديين غيّر الحب حياتهم وجعلهم مضرب مثل، إلا أنّ هذه الأيام تمثل عصر السرعة في كل شيء، حتى أنها وصلت إلى طريقة التعبير عن الأحاسيس، إذ نجد كل طرف من طرفي العلاقة يحاول إيصال مشاعره بلمح البصر؛ حيث تلعب وسائل الاتصال الحديثة الوسيلة المثلى التي تحقق هذا الأسلوب، الذي قد يساعد في حالات كثيرة على التهرب من المواجهة، ويسهل المهمة في اللحظات الحرجة. التعبير عن العواطف عبر وسائل الاتصال الحديثة نتناولها في تحقيقنا الآتي:   - الإعجاب: لم يتم التعبير عنه بأي وسيلة، حيثُ انقطعت كل سبل الاتصالات وراء القضبان، فعندما حاول أحمد شريف، التعبير عن إعجابه بفتاة في المول، لجأ للطريقة التقليدية، وهي "التلطيش": ليأخذ على الأقل الاسم الذي تتداوله عبر الفيس بوك، وقال لها: "أنا أعرفك بس مش عارف شفتك فين؟"، فردت عليه: "الدنيا الصبح"، ولكنه واصل الكلام والحديث معها، يتابع أحمد: "فجأة جاءت الشرطة وأخذتنا حتى تم إطلاق سراحنا مساء بكفالة". ولشدة إعجاب محمد حمودة، طالب ثانوية من فلسطين، بسارة أرسل لها 120 رسالة نصية، كتب في إحداها: "تطمن يا حبيبي كل شيء فيك ساحرني وهوى غيرك بقلبي مثل حلم إبليس في الجنة"، لكنها لم ترد، وعدا عن أنّه اعتبرها مغرورة، وجد أنّه قد بذَّر الكثير من الماسجات باسم الحب. اعتادت سارة حمادي، طالبة مغربية، أن تدردش عبر الفيس بوك مع خطيبها في لحظة بوح بإعجاب منقطع النظير، وهي ترى أنّها وسيلة ناجعة لكي تقرِّب المسافة، تتابع: "أستكمل تعابيري في منزلي بالدردشة عبر الصوت والصورة بواسطة النت".   - الفراق: اعتاد الشبان عند توديع أو فراق شخص عزيز، لم يُتح لهم المجال بالتواصل معه بوضع بعض الصور التعبيرية مثل صور المسجد الحرام والكعبة الشريفة، ولكن أغلبها لفتيات وبأسماء مستعارة، حيثُ يصعب الكشف عن هويتهنّ، ولكن الصورة التي يتم وضعها قد تشي بأن صاحبتها على الأقل من شبه الجزيرة العربية، وهذا ما فعلته من أطلقت على نفسها اسم أندريا، حيثُ وضعت في يوم الحب منشوراً تقول فيه: "كل الأحباب اجتمعوا وأنا حبيبي ليس معي... رور"، وتوالت الردود بغرض التودد، وكلها تشير إلى حالة فراق عبر الفيس بوك ولو ليوم واحد في العام. فيما يأسف فايز الغنيم، طالب من السعودية، على أنّ الاحتفال بيوم الحب، يبدأ بتعارف على الفتيات من خلال الفيس بوك، وربما ينتهي بفراق! وعندما دبَّ الفراق بين علا خالد، اختصاصية تجميل من فلسطين وبين خطيبها، أرسلت له برسالة تحمل كل الألم والعذاب لفراقهما عن بعضهما البعضن وتصر على حبها له فقالت: "جمعتنا الدنيا وإحنا ما نعرف بعضاً، وتفرقنا الآن وقلوبنا متعلقة ببعضط. وعندما لم يرد عليها، وأيقنت أنّه قد هجرها للأبد، أرسلت "ماسج" ما بين العتاب والفراق تقول فيه: "أرسلت لك إبليس يوسوس لك تنساني، رجع إبليس قال لي لا تتعب حالك هو ناسيك". أحمد موسى فني كمبيوتر، من فلسطين، اقتبس رسالة نصية من الإنترنت، وأرسلها لخطيبته حين قررت فراقه، لكنه لم يدقق بما هو مكتوب بها جيِّداً؛ لأن تعليمه متوسط، وحين قرأتها قررت أن تعود له نظراً لطيبة قلبه وبساطته، كما قالت له بعد ذلك، وقد كان فحوى الماسج: "شريت لي ثوب عشان لقياك راحت موضته ومالبسته، شريت لي عطر مازهاني بلقياك له سنين بعلبته مالمسته".   - الزعل: في حالة الزعل يُكثر رواد المواقع من كتابة الابتهالات والأدعية. فسارة، طالبة في المرحلة الثانوية من السعودية، تروي كيف أن عدد الـ"Like" يكون مثال فخر بينها وبين زميلات مدرستها على كل ما تنشره على الفيس بوك، وخصوصاً في يوم الحب بما تضعه من دببة وورود حمراء، وتتابع: "تزوجت صديقتي وعاشت أروع قصة حب بدأت بتفاصيل غريبة، وهي الـ"LIKE". واستمرت ما بين تبادل التعليقات حيناً، أو الغضب من تعليقات إحداهنّ على صفحة خطيبها حيناً آخر، وبمرور أسبوع من الزعل عاد الحبيب وقرر أن يتزوجها، وهو يضع لها على كل تصرف تفعله "LIKE". وقد اعتاد خالد محمود، موظف، من فلسطين رغم أنّه متزوج منذ 16 سنة، إذا زعل من زوجته أن يكتب لها مقدمة الأغنية التي تحبها، ودائماً يرددها لها فترضى مباشرة وهي: "ربي ما يحرمني منك، ربي يخلي لي إياكط. للورا خليل. ويتواصل حميد الزعيم، موظف مغربي، مباشرة مع خطيبته عبر إنترنت المقهى، وأكثر ما يدفعه لذلك هو تعبيره عن زعله، بل غضبه حينما لا يعجبه تصرف منها!   - التعلق: باقات ورود أو صور لوجوه مبتسمة، أو قلوب حمراء يعبر فيها المحبون عن تعلقهم، فيما بُرمجت دقات قلب شيماء من الرياض متأثرة بتسجيل علامة "like" من صديق، تعلقت به، وراحت تنتظر إشاراته، تتابع: "بدأ الكلام ينساب بيننا يوماً بعد يوم، إلى أن أصبحت أنتظر منه علامة "like" على كل ما أنشره على الفيس بوك، وإذا لم أجدها كنت أشعر أنّه غاضب مني، وكان بالفعل يغيب عني يوماً كاملاً، ليتركني أفكر به، وفي اليوم التالي كنت أحذف كل ما لم يضع علامة تعلقه به، حتى طلبني للزواج، وفي يوم الحب نتذكر سوياً ذكرى أوّل "like" بيننا. فيما وجدت هناء زايد، موظفة في دبي، ومتعلقة بزوجها إلى حد المطاردة، نفسها في حال حرجة، أمام زوج بدأ يتهرب منها، ولا يرغب حتى بمحادثتها إلا بكلمات قليلة، فاستغلت يوم الحب، وأرسلت له رسالة نصية من خلال الهاتف قالت فيها: "أعلم أنك مثل الرجال الآخرين تجد حديثي فارغاً، ولكن يريحني ويسعدني أن أحدثك في يوم الحب فأعطني شيئاً من اهتمامك"، تعلّق هناء: "عاد إلى البيت، وعادت الأمور إلى مجاريها". فيما ظلت عبير العضي، موظفة علاقات عامة، من فلسطين، ترسل وتتلقى الماسجات من خطيبها لمدة عام دون أن تتوقف عن الحديث معه عبر حسابهما على الفيس بوك طوال الليل، دون أن تتوصل معه لحل بشأن تحديد زفافهما، حتى كتبت له: "دخيل الله ابعد عني أنت ملزق فيني زي توأم السيامي". تروي لنا شيماء منصور ملكة جمال العرب عن صديقة لها، بأنها كتبت تعليقاً على الفيس بوك بعفوية يقول: من دخل قلبي مرة لم يخرج منه بالمرة، فما كان من أحد الموجودين في ذلك الوقت على الفيس بوك إلا أن تواصل معها بعبارات شديدة الرومانسية، ومنذ ذلك الوقت وهما على علاقة عاطفية جميلة، وفي طريقها للنهاية السعيدة.   - تهديد: لا يخلو الأمر من وجود شخصيات مختلفة، حسب تعبير البعض يستغلون وسائل الاتصال السريع للتعبير عن أحاسيسهم السريعة أيضاً، حتى باتت إشراق أحمد، طالبة، في دبي تتشاءم من يوم الحب حيثُ غدر بها أحدهم، بادعائه كلاماً كاذباً عبر الفيس بوك، تتابع: "أغلقت الطريق بوجهه، ولكنه عاد ليهددني، فكتبت له هذه الرسالة عبر الفيس بوك: "مات حبك أكيد، وسهم غدرك أصابني بالوريد، وحبك خلاص اندفن وغطاه الجليد، ولا يهمني أي تهديد". ولعل من القصص التي تم تداولها بالعديد من المواقع الإلكترونية والواتس آب، ما نشر عن زوج سعودي لجأ إلى الشرطة؛ لحمايته من زوجته التي هددت بفضحه ونشر لقطات صوَّرتها في غرفة نومه مع زوجته الثانية بعد ما علمت بزواجه منها، والسبب هو جنون الحب، وخيّرته بين أمرين، إما أن تنشر مقطع الفيديو الذي قامت بتصويره، أو أن يطلقها؟ وقد تم تدوين محضر بذلك؛ لحمايته من تهديدات زوجته الغيورة.   - التهرب: ولأنّ الخجل مازال يدب في أوصال أحمد سالم، موظف، متزوج حديثاً، وجد أن إرسال رسالة نصية لها يعبر فيها عن إعجابه، أقصر طريق، وقال فيها: "أضمك حيل حيل وأتنفس أنفاسك.. وأقول أحبك حيل ما راسك إلى ساسك". لكن أحمد يعترف أنّ الرسالة النصية إن وصلت إلى قلب زوجته، فستكون أوفر من الهدية التي ربما تكلفه كثيراً. نفس المطب وقع فيه أحمد الملا، طالب جامعي من الإمارات، وقد وجد يوم الحب فرصة؛ ليقول لفتاة عبر رسالة نصية غير مكلفة إنّه يحبها، فهو غير قادر على البدء بتحمل تكاليف الزواج، وببساطة كتب لها: "أقدر مشاعرك نحوي، ولكن لابدّ أن تتفهمي ظروفي، وإلا قد أفكر بالعدول عن الموضوع". ولأن شرِّ البلية ما يضحك تمادى عبدالله عمر، "مهندس معماري" من فلسطين في ماسجاته، فكتب لها: إن لم تجمعنا الأيام فربما جمعتنا الأحلام، فرد عليه بماسج أنهت كل شيء بينهما، وجعلته يغلق موبايله لشهر كامل فقد كان فحوى الماسج: خخخخخخخخخ...... أما ابنة بلده نداء عواد، خريجة إعلام، فقد بدأت خطيبها يتهرب منها ويغلق موبايله. وقام بتغيير حسابه على الفيس بوك، فأرسلت بوست على حسابها يقرؤه كل "الجروب" المشتركين بينهما، فكتبت فيه: تهرب مني أم تهرب من خيانتك، وين ما تحط راسك حتلاقي خيالي بيحاسب ضميرك... تقول نداء إنّ هذا البوست أثار كل الأصدقاء المشتركين في "الجروب".   - الجدل: الذي أنهى الجدل بين راما عبدالكريم، طالبة في الإمارات وخطيبها، رسالة نصية وقعت على رأسه وقع الحديد، والسبب هو الاختلاف على موعد الزفاف، فهي تريده في يوم الحب، وهو مصرّ على أن يكون الحفل يوم عيد ميلاده، واشتد الجدل الذي وصل إلى فسخ الخطوبة، وقد أنهت راما الجدل برسالة نصية قالتك فيها: "كنت غالي وأتغنى فيك بس اليوم ما أبيك واليوم وافق على الحب الله يرضيك بس ايش ينفع الفراق مهما كنت قوي أنا حديد"! وكانت النتيجة إيجابية حسب قولها. ويجد وسيم محمد، طالب جامعي، من فلسطين، أن إمكانية إرسال الرسائل النصية بسهولة سببت له صداعاً وتعباً في أعصابه، جاءه من خطيبته التي كثيراً ما تجادله، فقال لها: "مهما اختلفنا حبيبي وضاع منا الطريق، البحر في الآخر بيعرف شطه والسفينة بتعرف ميناها الوحيد".   - لا لوسائل التواصل: قصة حورية بوطيب المذيعة في القناة المغربية الأولى، مع خطيبها الفنان يوسف الجندي معروفة على السجادة الحمراء في مهرجان السينما في مراكش، حيثُ وضع خاتم الخطوبة في إصبعها أمام الحضور، ورغم استخدام حورية لمختلف وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها نادراً ما تلجأ إليها للتواصل مع خطيبها، معتبرة أن وسائل التكنولوجيا الحديثة تمتص تلك الحميمية التي تعتري العلاقات الإنساني كيفما كانت. وتحكي أنها فضلت مؤخراً كتابة رسالة بخط يدها؛ لتبارك لخطيبها حلول السنة الميلادية الجديدة، "سأقوم بنفس الشيء في عيد الحب"، مثلها عزيز الكرفي، موظف مغربي، يفضل الرسائل كتعبير للحب، ويعود بذاكرته إلى ذلك الوقت الذي كان يسمع فيه صوت الدراجة النارية لساعي البريد، فيهرع لسؤاله عن رسالة له، فيجيبه وقد عرف مقصوده والابتسامة تعلو محياه أنّ الرسالة وصلت أو أنها في طريق الوصول، وهو بالتالي يعرف هدفه أي قراءة رسالة حبيبته، التي كانت لا تعبر عن حبها إلا وقد نظمت قصيدةخطتها بيدها، وأرفقتها بوردة حمراء دالة على عمق الحب الذي انتهى بالزواج فيما بعد. حتى بطاقات الحب يمكن تبادلها بشكل مجاني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.   - روشتة.. 5 طرق تعيش بها احتفال يوم الحب تضعها الدكتورة أريج داغستاني للشابات والشباب؛ من أجل استثمار الحالة الشعورية في يوم الحب بالصورة الإيجابية: وهي: 1- اعثروا على الحب الحقيقي من مصدره الصحيح، أو الحالة الشعورية أوّلاً. 2- ابحثوا في المصادر الموثوق بها مثل: الأب والأُم والإخوة. 3- اكتشفوا المعايير الإيجابية لمجتمعكم، واعملوا على تنقيتها من الشوائب. 4- قلدوا الاحتفال بشكل سليم. 5- قارنوا مؤشرات الحب الصحيحة بغيرها لاكتشاف الفرق.   - الرأي الاجتماعي: هل نعرف ما هو الحب الحقيقي؟ * فقدان الشيء يدفع الشباب إلى مؤشرات الحاجة، برأي المستشارة الأسرية الدكتورة أريج داغستاني، من السعودية، وهذه المؤشرات لا تدل على أن هناك حباً، تتابع: "التعبير عن حالة التعلق بيوم الحب إلكترونياً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والتي من أشهرها موقع فيس بوك، يؤكد أنها مجرد تقليد للدول التي نعتبرها القدوة، وتقليدهم يعطي الشباب إحساساً بالأفضلية، ومواكبة للتقدم، لكن شبابنا يمارسونها بطرق غير صحيحة وغير إيجابية". * بسبب المشاغل، فإن معظم الناس يتخيلون الحب في هذا اليوم فقط، برأي الدكتور جمال أبو نعاج أستاذ علم الاجتماع، الذي يعلّق: "رغم ذلك يظهر التنافر، فالزوجة رومانسية والرجل جدي، وقد يمضي يوم الحب دون أن يغير من طبع أحدهم، أو تؤثر فيه مجرد وردة". * فيما تأسف الأخصائية الاجتماعية هند السعدي من فلسطين؛ لأن شباب هذه الأيام كثيرو الكلام قليلو الفعل، وهناك إحصائيات سنوية عن ملايين الماسجات السنوية، التي يتداولونها للتعبير عن مشاعرهم، والتي تستنزف المال وتهدره، وتفتر فيها العواطف بسرعة، بينما كان الحب قديماً يُقلل من نسب الطلاق والنحلال، تتابع: "هذه الطرق أعطت الفتاة مساحة للحرية قليلاً ما تحترمها، فأصبحت هي التي تبادر وتعاتب وتنشر الحب أمام الجميع، الوضع الاقتصادي السيئ وإهدار الوقت، كل ذلك مشكلات سببتها طرق التواصل الحديثة". * وبرأي الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع من مصر أنّ التعليقات التي يستخدمها الشباب لا تعبر عن عمق حقيقي وتفهم واضح للمشكلات من حولهم، ولكنها فقط مجرد انفعالات تشبه تعليقاتهم على مباريات كرة القدم. وأرجعت هدى هذا إلى انخفاض درجة وعيهم واستخدامهم للأحكام السريعة وتعاملهم مع القضايا بدرجة كبيرة من السطحية. * فيما يجزم علي شعباني الباحث الاجتماعي المغربي، أنّ الشبكات الاجتماعية تستعمل بشكل قليل بين المتزوجين إلا في حالات استثنائية، ويتابع: "التعبير بالكلام عبر الدردشة بالصوت والصورة، أبلغ من التواصل المباشر خاصة في الفترات الأولى من التعارف، الذي قد تعترض عليه ثقافة المجتمع وتربية الجنسين في العالمين العربي والإسلامي".

ارسال التعليق

Top