"إنّ العالم من السعة ما يمكننا أن نحيى فيه معاً ونحن على ثقة بأننا لسنا بحاجة للتطفّل على بعضنا البعض"..
يطمح الشباب في أكثر الأحيان لعلاقات إنسانية مبتغاة مع الآخرين وقد تتردد على مسامعنا عبارات من قبلهم توحي إلى أنّهم يتصورون أنّ الآخرين لا يفهمونهم بشكل صحيح.
وتدور علاقات الشباب الإنسانية بالمحيطين بهم حول المحاور الستة التالية:
أ) أواصر التفاهم: إلى أي مدى نفهم الشباب؟ وإلى أي حد يتمكن الأبوان، والمسؤولون التربويون من التغلغل إلى عالم جيل الشباب المفعم بالأسرار والألغاز. لتكوّن مثل هذه العلاقات ينبغي لنا:
- معرفة مواهبهم وقابلياتهم الفريدة من نوعها.
- معرفة إحتياجاتهم النفسية الأساسية.
- معرفة ميولهم ورغباتهم وبالتالي التعرف على سلوكهم والآلية الدفاعية التي يتبنونها.
وينجم عن مثل هذه المعرفة:
- شعور الشباب بالاستئناس والتآلف معنا إثر ثقتهم بتفهمنا لهم.
- في ظل هذه المعرفة لنا أن نتغلغل إلى أعماق قلوبهم.
- في حالة تعرفنا على الشباب يمكننا أن نتوقع نمط سلوكهم والأسلوب الملائم للإشراف عليهم.
ب- التعامل الودي: يجب أن يكون تعاملنا مع الشباب بشكل يكسبهم الثقة بحبنا لهم وأنّ بمقدورهم مبادلتنا مشاعرهم النزيهة.
ت- الأسلوب الحواري: إنّ خطواتنا نحو إبرام أواصر التفاهم مع الشباب تكون أكثر سرعة كلما زدنا من محاوراتنا المثمرة والودية معهم. وإنّ اتباع الأساليب الحوارية مع أبناء جيل الشباب يؤدي إلى:
1- نجاحنا في فهم الصعاب والمشاكل التي يعانون منها من خلال حديثنا معهم مما يسهل حل مشاكلهم.
2- التحدث مع الشباب يرسم أمامهم خطوط توقعات الآخرين منهم وهذا ما يعتبر بوابة التفاهم المتبادل معهم.
3- تفهم الشباب مدى المحبة والألفة التي نشعرها إزاءهم من خلال تحدثنا إليهم.
ث- أسلوب التشجيع: يرغب الشباب عادة في تشجيعهم من قبل المحيطين بهم كلما أحرزوا النجاح في تحقيق هدف من أهدافهم في الحياة. إنّ هذا الموضوع ونظراً لآثاره القريبة وكذلك البعيدة المدى في حياة الشباب يسترعي فائق الاهتمام. وإدراك حقيقة اندفاع الشباب وراء المحفزات الخارجية أكثر من تأثرهم بدوافعهم الذاتية يفرض علينا إتباع سلوك واع ومشجع عند تعاملنا معهم.
ج- أسلوب التشاور: يرغب الشباب في تشاور بقية أعضاء أسرهم أو مسؤولي مدارسهم معهم باعتبارهم شخصيات واعية، لتتاح لهم بذلك فرصة من أجل تبيين قابلياتهم الذاتية، وكذلك ليتمكنوا من الركون إلى مبدأ التشاور مع المحيطين بهم عد الضرورة. هذا ما يستوجب خلق أجواء إنسانية طيبة مبنية على أساس الاحترام المتبادل معهم لفسح المجال أمامهم للإستفادة بشكل واف من فرص التشاور.
ح- الأسوة: إنّ شباب اليوم هم رجال ونساء الغد وهم يرغبون في مشاهدة نموذج حي ومتكامل للشخصية المنشودة لديهم بين الأفراد المحيطين بهم. وبما إنّ الذاكرة المرئية هي أكثر ثباتاً وقوة من الذاكرة السمعية، إذن يفترض على المحيطين بالشباب بالعمل على بناء شخصياتهم عبر إعتماد المظاهر السلوكية الحسنة وترغيبهم بالأسلوب العملي (أكثر من الأسلوب الحواري) في إتخاذ مثل هذه الأسوة.►
المصدر: كتاب الشباب والقوة الرابعة للحياة
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق