عندما تأتي العطلة الصيفية تكون هناك حاجة على الدوام إلى إيجاد أمور مفيدة لفعلها في العطلة، فالعطلة الصيفية إحدى الفترات التي ينتظرها الكثيرون طوال العام، وذلك للاستراحة من التعب والإرهاق الذي يتعرض إليه الفرد طوال فترة السنة، وذلك إذا كان الشخص طالب يدرس بالمدارس أو بالجامعات أو رجل عامل بالشركات أو غير ذلك أو سيدة عاملة، فالعطلة الصيفية هي تلك الفترة التي يقضي فيها الشخص وقتاً مختلفاً عما يقوم به طوال العام، فنجد البعض يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية بالتوجه إلى أماكن التنزه والأماكن السياحية المختلفة، ولكن ذلك بالطبع لن يرضي رغبة الجميع، فالبعض يخططون لأن تصبح عطلتهم الصيفية أكثر اختلافاً، ولكن لم يتمكنوا من التخطيط المنظم لعطلتهم.
فالجدير بالذكر أن العطلة الصيفية يتمكن فيها الأشخاص من ممارسة كافة أنواع الأنشطة والرياضات المفضلة لديهم، والتي تمنعهم أشغالهم طوال العام عن مزاولتها، كما أن البعض يفضل أن يطور من نفسه ومهاراته خلال فترة إجازته السنوية، لتوفر لديهم الوقت الكافي للقيام بتلك الأمور، وأيضاً لاكتساب مهارات أخرى جديدة. والفراغ يعد من أكثر الأمور التي تعرض الفرد للانحراف الاجتماعي والسلوكي، كما أن الأمر قد يتطور ويحول الشخص لشخص عدواني يعاني من مشاكل عدم القدرة على التعامل مع الآخرين، ولذلك فانشغال الفرد في عطلته الصيفية، والتخطيط المنظم لها مسبقاً من الأمور الهامة التي يجب الاهتمام بها.
وبشكل عام تعد العطلة الصيفية ليست فقط لقضاء وقت ترفيهي من خلال التوجه لأماكن السفر والتنزه وما غير ذلك، بل تستطيع أن تتمكن من الاستفادة بها من خلال القيام ببعض من الأمور التي تنقصك من استكمال الدراسة أو ممارسة بعض من الرياضات المفضلة لدى الشخص، والتي لا يتمكن من ممارستها في الأوقات الأخرى، كما يرغب البعض أيضاً في زيادة صلة الرحم بين الأهل والأقارب خلال فترة الإجازة الصيفية، تلك العلاقة التي تضعف بعض الشيء نتيجة لانشغالات الحياة، فيقوم البعض بعمل زيارات للأقارب والأهل والأصدقاء أيضاً بالإضافة إلى تنظيم رحلات جماعية تجمعهم بهم، فذلك بالطبع قد يغير من طبيعة الحياة المملة التي يشعر بها الفرد، وأيضاً يجعله يقوم بشيء جديد ومختلف في حياته، ولذلك فأصبحت العطلات الصيفية اليوم فرصة جيدة للعمل على سد تلك الثغرات، وأيضاً النواقص التي يشعر بها الإنسان في حياته سواء من شيء مفضل لديه لم يتمكن من عمله أو أي شيء آخر.
من الضروري جداً أن تكون العطلة التي تستخدمها من أجل الشعور بحال أفضل وتقليل الضغط والتوتر الناشئين من إرهاق الحياة العادية، هي عطلة رائعة جدا لكي تؤدي غرضها. فكيف تحصل إذا على تلك العطلة الجيدة التي ستخرج منها بحال أفضل ومستعداً لمواجهة الحياة؟ عليك بالتخطيط المسبق الجيد لها.
لكي تستغل العطلة الصيفية عليك بتوزيع أيام العطلة من خلال جدول تقسم فيه أيام الإجازة وتحدد كلّ يوم كيف ستقوم بقضائه، مع وضع ملاحظة هامة وشعار تعمل على تحقيقه وتطبيقه، وهو قضاء إجازتي بما يخدم مصلحتي، ولا أضر نفس ولا حتى غيري، إذا عملت بهذا الشعار من المؤكد إنك ستقضي إجازة صيفية جميلة. وبهذا تحقق العطلة الصيفية أهدافها من منظور تربوي لإعداد جيل منتج يساهم في تكافل المجتمع وخدمته واعداد ابناءه الطلبة للمستقبل. حاول أن تعيش في اللحظة واستمتع بالتجربة، أن تعيش اللحظة وسيلة هامة لكي تستفيد من عطلتك إلى أقصى حدّ وتجعلها تبدو أطول لا تتوقّع الكثير. فالإجازة الصيفية ينبغي أن تكون فرصة جيدة للتزود بالذخيرة الإيمانية والأنشطة ذات التأثير التربوي التي تبقى فائدتها مدى الحياة، ويزيد رسوخها يوماً بعد يوم.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق