• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

«الفشل» ظاهرة صحية

حذيفة عبدالمعطي/ تقديم خبير التنمية د. عنتر سليمان

«الفشل» ظاهرة صحية

◄من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالفشل عند محاولة عمل شيء ولا ينجح فيه، وربما ينسحب الفرد منا عند مواجهة عمل ما لأوّل مرة، ولا يستطيع الخوض فيه؛ فيصاب بالهزيمة النفسية، ولربما وصل به الأمر إلى أن يدع هذا الأمر بالكلية وينصرف عن هدفه بلا رجعة.

ولا عجب إن وجدنا كلّ الناجحين كانوا يجدون فرص النجاح في كلّ محاولة فاشلة، فلولا أنهم فشلوا ما عرفوا طريق النجاح، فلا تجزع إن فشلت في أمر ما.. نجح فيه غيرك، واجعل الفشل درساً لك... لاختلافك عن الناجحين قبلك...

فدائماً نسمي الفشل تجربة؛ لأنّ التجربة عندما لا تنجح تكون درساً لا ينسى...

وكما يقول بيل جيتس (من الأهمية بمكان الاحتفال بالنجاح، لكن ما هو أهم الدروس المستفادة من الفشل..).

ولذلك فليس هناك فشل وإنما خبرات وتجارب (الفشل هو الخطوة التي تسبق النجاح بدعمك وإرادتك).

·      إن فشلت في دراسة ما.. كانت تجربة لربما تكون هي الوقود الأساسي والمحفز الداخلي لنجاحك في السنوات القادمة والدراسات الأخرى.

·      إن فشلت في مشروع تجاري... كانت تجربة لربما تكون هي السبب في التخطيط الجيد والدراسة التسويقية في مشروعات أخرى وسبيل لإنجاحها.

·      إن فشلت في علاقة مع إنسان أو إنسانة... كانت تجربة لربما تكون هي فائدة؛ تجعلك يقظ العقل، صاحب خبرة في التعامل مع طبائع البشر وسبباً في نجاح العلاقة القادمة.

النجاح يقابله تغيير إيجابي، تنمية مهارة، استفادة من دروس الماضي واستثمارها.

فالنبيّ (ص) يقول: "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" فقد يلدغ المسلم الذكي مرة، ولكن تكون هذه المرة لأصحاب العقول... بمثابة تجربة ودرساً يتعلم منه فلا يلدغ مرة ثانية.

أخي القارئ وأختي القارئة: إن فشلت في تجربة ما، فقم وعاود مرة أخرى، وانفض عنك الغبار، وتسلق جبل الصبر والحمد ولا تقل فشلت، ولكن قل "تعلمت درساً من تجربة".

(في المدرسة أو في الجامعة نتعلم الدروس ثمّ نواجه الامتحانات، أما في الحياة فإننا نواجه الامتحانات ثمّ نتعلم الدروس).

"إذا تعلمت من الفشل فأنت لم تفشل أبداً" (زيج زيجلر).

واقرأ معي هذه القصة:

ذات صباح ضم الفصل الأستاذ الأمريكي "ديل كارنيجي" وزملاؤه الطلبة على لسانه يقول: دلف المدرس "مستر براندوين"، ومعه زجاجه مملوءة باللبن، ووضعها أمامه على المكتب، وتعلقت أبصارنا بهذه الزجاجة، وانطلقت خواطرنا تتساءل: ما صلة اللبن بدروس الصحة؟ وفجأة نهض المدرس ضارباً زجاجة اللبن بظهر يده فإذا هي تقع على الأرض، ويراق ما فيها، وهنا صاح مستر براندوين: لا يبكي على اللبن المراق، ثمّ نادنا الأستاذ واحداً واحداً لنتأمل الحطام المتناثرة والسائل المسكوب على الأرض، ثمّ جعل يقول لكلّ منا: انظر جيداً إنني أريد أن تذكر هذا الدرس مدى حياتك، لقد ذهب اللبن واستوعبته البالوعة، فمهما تشد شعرك، وتسمح للهم والنكد أن يمسكا بخناقك فلن تستعيد منه قطرة واحدة... لقد كان يمكن بشيء من الحيطة والحذر أن تتلافى هذه الخسارة، ولكن فات الوقت، وكلّ ما نستطيعه أن نمحو أثرها وننساها ثمّ تعود إلى العمل بهمة ونشاط. (من كتاب: جدد حياتك للغزالي).

ذلك حقّ، وإليه يشير الحديث الشريف "استعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان "وبهذا نعفي على الماضي، ونستأنف المسير في نشاط ورجاءٍ".

النجاح ليس عدم فعل الأخطاء، النجاح هو عدم تكرار الأخطاء (برناردشو).

أنا أفكر وأفكر لشهور ففي 99 حالة تخيب نتيجة تفكيري، لكنها تصيب في المرّة المائة (أينشتاين).►

 

حاول ثمّ حاول مرة ثانية، فالفشل في المرة الأولى بوابة العبور للنجاح في المرات القادمة

 

المصدر: كتاب الكفاح بريد النجاح

ارسال التعليق

Top