• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مختارات روائية لحياة أفضل

أسرة البلاغ

مختارات روائية لحياة أفضل

الإنسان ميال بطبعه لمعرفة علّة الشيء وسبب نشوئه وتشكّله، أي الإلمام بما وراء الحدث، وطبيعة الحكم الذي يترتّب عليه، وما هي أسبابه، ولذلك فهو كثير السؤال بأداة الإستفهام (لماذا)، حتى أنّ موسى (ع) رغم تعهّده بعدم السؤال كان ينسى ما اشترطه على نفسه وتعهّد به للعبد الصالح، فيطرح إزاء كلّ حدث: لماذا؟

طائفة من الروايات والأحاديث سهلت علينا مهمة البحث عن أسباب وعلل أمور مهمة قد نفهمها بشكل مغاير، أو ننظر إليها نظرةً من جانب واحد.. إليك بعضها:

1- لماذا اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟

يجيب علي بن موسى الرضا (ع) عن هذا السؤال بالقول: "إتّخذ اللهُ -عزّوجل- إبراهيمَ خليلاً لأنّه لم يردَّ أحداً، ولم يسأل أحداً غيرَ الله عزّوجلّ".

وفي رواية أُخرى: "ما اتّخذ الله إبراهيمَ خليلاً إلّا لإطعامه الطعام، وصلاته بالليل والناس نيام".

2- لماذا لم يُقتل السامريّ؟

سُئِلَ موسى الكاظم (ع) هذا السؤال، فأجاب: "أوحى الله عزّوجل إلى موسى: ألّا تَقتُلِ السامريّ فإنّه سخيّ".

3- لماذا استقبال الأرض وتوديعها؟

قال لقمان لإبنه وهو يوصيه: "إذا نزلتَ بأرضٍ فصلِّ ركعتين قبلَ أن تجلس، وإذا ارتحلتَ فصلِّ ركعتين، ثمّ ودِّع الأرض التي حللتَ بها، وسلِّم عليها وعلى أهلها، فإنّ لكلّ بقعةً أهلاً من الملائكة".

4- لماذا يفسد الدين؟

يجيب عليّ أمير المؤمنين (ع)، فيقول: "مَن كثر شكّه فَسدَ دينه".

وقال (ع): "بدوام الشكّ يحدث الشَّرك".

5- لماذا تُحرَم صلاة الليل أحياناً؟

جاء رجل إلى عليّ (ع)، فقال: إنَّي حُرِمتُ الصلاةَ بالليل.

فقال (ع): "أنتَ رجل قد قيّدتك ذنوبُك".

6- لماذا النهي عن معاداة الناس؟

قال رسول الله (ص): "ما أتاني جبرئيل (ع) قطّ إلّا وعظني في آخر قوله لي: إيّاك ومشارّة الناس (معاداتهم) فإنّها تكشفُ العورة وتذهب بالعزّة".

وكان (ع) يقول: "ما نُهيتُ عن شيء بعد عبادة الأوثان مثلما نُهيتُ عن ملاحاة (معاداة) الرجال".

7- لمذا انقلابُ الدرجاتِ والعناوين؟

في الخبر، عن الصادق (ع): "يدخل رجلان المسجد أحدهما عابد والآخر فاسق فيخرجان من المسجد والفاسق صِدِّيق والعابد فاسق، وذلك أنّه يدخلُ العابدُ المسجدَ وهو مدلٌّ (مغرور ومعجب) بعبادته، فيكون فكره في ذلك، ويكون فِكرُ الفاسق في التندُّم على فسقه، فيستغفر الله من ذنوبه".

8- لماذا الفرقةُ والتشتت؟

قال عليّ (ع) في تبيان سبب ذلك: "إنّما أنتم إخوان على دين الله، ما فرّق بينكم إلّا خبثُ السرائر، وسوء الضمائر، فلا توازرون (تتعاونون)، ولا تناصحون، ولا تباذلون، ولا توادّون".

9- لماذا اختلافُ الناس؟

وقال (ع) في الكشف عن أحد أهم وأبرز أسباب الإختلاف: "لو سكتَ الجاهلُ ما اختلفَ الناسُ".

لأنّ العلماء يمكن أن يتفاهموا من خلال لغة الحوار العلميّ المشترك بينهم، وكذلك العقلاء وأهل الثقافة والمعرفة. أمّا دخول الجاهل على الخط، الذي يدَّعي المعرفة وهو منها صفر، أو لديه فُتات منها، فهو الذي يُبلِّل الطين، وهو الذي يزيده بلّة!

10- لماذا حرّم الله الرِّبا؟

ورد عن محمّد الباقر (ع) تعليله لسبب تحريم الرِّبا: "إنّما حَرَّم اللهُ عزّوجلّ الرِّبا لئلّا يذهب المعروف".

11- لمذا هلكت الأُمم السابقة؟

هناك أكثر من إجابة وكلّها صادق وصحيح، فكلّ سبب مذكور هو سبب داعٍ ومهم لهلاك الأُمم المنحرفة عن طريق الحق، العاملة بأهوائها.

أ) عن النبيّ (ص): "إنّما هلك مَنْ كان قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحدّ".

ب) عن عليّ (ع): "إنّما هلك مَنْ كان قبلكم أنّهم عملوا المعاصي ولم ينههم الرِّبانيون والأحبارُ عن ذلك، فإنّهم لّما تمادوا في المعاصي، نزلت بهم العقوبات".

ت) وعنه (ع): "إنّما هلك مَنْ كان قبلكم أنّهم منعوا الناس الحقّ فاشتروه، وأخذوهم بالباطل فاقتدوه".

ث) وجاء عنه (ع): "إنّما هلك مَنْ كان قبلكم بطول آمالهم، وتغيّب آجالهم".

أي نسوا الموت، وغابت آجالهم ومصائرهم عن أعينهم.

ج) وقال (ع): "أهلكُ شيءٍ استدامةُ الضَّلال".

ارسال التعليق

Top