عندما تتعب في إقناع ابنك العنيد بطاعتك في شيء ما؛ فبدلاً من أن تغضب استخرج منه العقوق والرفض وأعنه على برك، وذلك بأن تقول له: ما الذي سيشجعك على القيام بذلك؟ ولا تدع إجابات مثل لا أعلم أو لا شيء تصيبك بالإحباط، فسوف يعلم طفلك أنّك جاد عندما تعيد عليه السؤال مرة أخرى وعندما تصر على الحصول على إجابة، ويمكنك أن تعطيه مهلة ليفكر وبعدها يخبرك بما سيشجعه على طاعتك في تلك المسألة... وإذا كان طفلك أكبر سنّاً فكن مهيئاً إلى أن يكون الرد الأوّل مستفزاً، فإنّ طفلك العنيد يرغب في أن يرى ردة فعلك الغاضبة، وهو يعرف كيف يثير أعصابك، لذلك ننصحك بألا تجعل رد طفلك الأوّل عن سؤالك يصيبك بالإحباط، فقط انظر إليه وقم بإيماءات مرحة، وانتظر حتى يعطيك إجابات منطقية، وسوف يحدث ذلك إذا أدرك طفلك أنّك ستكون هادئاً ولن يستطيع استثارة أعصابك...
أبي الحبيب، أمي الحبيبة.. إنّكم لا تطيعون الله تعالى في كلّ ما يأمركم به، ومع ذلك يسامحكم ويعفو عنكم، فلماذا تطلبون منا أن نطيعكم في كلّ شيء، ولا تسامحوننا إن قصّرنا في حقّكم؟
والمثال التالي يوضح لك كيف تحفز طفلك العنيد وتشجعه على طاعتك؛ إذا أردت من طفلك العنيد أن يحافظ على نظافة غرفته، وحاولت معه مراراً وانتهى الأمر بأن قال لك: "أنا سعيد بها هكذا ولا أريد تنظيفها"، هنا تمالك أعصابك وقل له: "فكِّر معي ما الذي يشجعك إذاً على تنظيفها؟ فكِّر في الأمر وسوف أسألك مرة ثانية غداً"... وفي اليوم التالي عندما تسأله مجدداً قد يهزّ كتفيه وهو يقول: "لا أعلم"، لا تضغط عليه وانتظر يوماً أو اثنين واسأله مرة ثالثة، وفي هذه المرة قد يقول لك: لقد وجدت ما يشجعني على تنظيفها إنّها النقود أريد نقوداً، هنا أظهر له أنّك تفكر في كلامه وقل له: ما هو المبلغ الذي سيشجعك؟ قد يرد عليك بسرعة: خمسة آلاف جنيه، لا تبدِ أي ردة فعل، فقط انظر إليه وابتسم وقم بإيماءة مرحة وكرر كلامه متعجباً: خمسة آلاف جنيه! قل له: إنّك لن تقبل هذا العرض وأنّ عليه تطوير عرضه ليناسبك... بعد قليل من الحوار ستجده يقول لك "حسناً.. سآخذ خمسة جنيهات"... والآن يمكنك إنهاء الصفقة بقولك: اتفقنا للثلاثة أسابيع القادمة سوف أعطيك خمسة جنيهات كلّ أسبوع إذا حافظت على غرفتك نظيفة، ولكن بعد انتهاء الأسابيع الثلاثة عليك أن تفكر في شيء غير النقود يحفزك إبقاء غرفتك نظيفة"...
إنّ هذه الطريقة لها فائدتان، الأولى: أنّها تمنعك من رشوة طفلك العنيد دائماً عندما تحتاج إلى تعاونه في أمر ما، والثاني: أنّه يحث طفلك على التفكير من منطلق "ما الذي يشجعني حتى أقوم بشيء ما لا أرغب في القيام به"... إنّ هذه الخطوة تعلم طفلك كيف يتحمس ويحفز نفسه مستقبلاً، وذلك بعد أن يكبر ويغادر المنزل ولا يجد مَن يشجعه على أداء مهامه الثقيلة...
قوائم العمل اليومية وقطع البلاستيك الملونة:
وبعد أن تتحاور وتتناقش مع أطفالك، حان الوقت لتطبق معهم إحدى طرق التشجيع المبدعة، اتفق مع أطفالك على أن يكون لكلّ واحد منهم قائمة يومية بالأعمال التي يجب عليه القيام بها، وتقسم القائمة لجزأين، الأوّل: إجباري، ويحتوي على (خمس مهام) إجبارية يحددها الأب والأُم، والثاني: اختياري، ويحتوي على (خمس مهام) اختيارية يحددها الطفل، مع الأخذ في الاعتبار أنّ الأطفال ليسوا في حاجة إلى أطنان من المهام، ولذلك يجب أن تركز على المهام الضرورية بما يتناسب مع عمر الطفل، قم بإعداد تلك القائمة مع طفلك ليلاً قبل أن ينام أو صباحاً بعد الفجر...
قائمة العمل الخاصة بـ ...... (اسم الطفل)
مهام إجبارية
مهام اختيارية
1-
1-
2-
2-
3-
3-
4-
4-
5-
5-
يجب أن تتوقع عدم وفاء طفلك بمهمتين من المهام المتوقع القيام بها يومياً، وهذا إذا بلغ عدد المهام المحددة سبعاً أو عشراً، أما إذا كانت قائمة مهام الطفل تشتمل على خمس مهام أو أقل؛ فلا تتسامح إلّا في إسقاط مهمة واحدة فقط...
والآن حان الوقت لتخبر أطفالك بنظام المكافآت، ففي اليوم الذي يسلمنا فيه الطفل قائمة أعماله ناجحة بنسبة نقبلها؛ يمكنه الحصول على قطعتين من البلاستيك:
· قطعة بلاستيكية حمراء مستديرة لكلّ منها قيمة زمنية محددة (خمس دقائق مثلاً)، وهذه تستخدم كأوقات يفعل فيها الطفل ما يحبه مثل: نحكي له حدوتة، يلعب بلعبة معينة.
· قطعة بلاستيكية زرقاء لكلّ منها قيمة نقدية محددة (جنيه مثلاً)، وهذه تستخدم كأموال لشراء ملابس أو ألعاب.
إنّ القطعتين البلاستيكيتين تقدم كمكافآت إذا حقق الطفل معادلة اليوم الناجح وسلمنا القائمة منجزة بنسبة نقبلها، وإن لم يفعل ذلك ولم يكن ناجحاً في تنفيذ قائمة أعماله يفقد اثنتين من قطع البلاستيك التي يملكها، وللطفل حرّية اختيار الوقت الذي يستبدل فيها قطع البلاستيك الملونة بما يعادلها من وقت أو مال..
الخبير التربوي: عبدالله محمد عبدالمعطي
المصدر: كتاب أطفالنا.. كيف يسمعون كلامنا؟
vتشجيع الأبناء على الطاعة
عندما تتعب في إقناع ابنك العنيد بطاعتك في شيء ما؛ فبدلاً من أن تغضب استخرج منه العقوق والرفض وأعنه على برك، وذلك بأن تقول له: ما الذي سيشجعك على القيام بذلك؟ ولا تدع إجابات مثل لا أعلم أو لا شيء تصيبك بالإحباط، فسوف يعلم طفلك أنّك جاد عندما تعيد عليه السؤال مرة أخرى وعندما تصر على الحصول على إجابة، ويمكنك أن تعطيه مهلة ليفكر وبعدها يخبرك بما سيشجعه على طاعتك في تلك المسألة... وإذا كان طفلك أكبر سنّاً فكن مهيئاً إلى أن يكون الرد الأوّل مستفزاً، فإنّ طفلك العنيد يرغب في أن يرى ردة فعلك الغاضبة، وهو يعرف كيف يثير أعصابك، لذلك ننصحك بألا تجعل رد طفلك الأوّل عن سؤالك يصيبك بالإحباط، فقط انظر إليه وقم بإيماءات مرحة، وانتظر حتى يعطيك إجابات منطقية، وسوف يحدث ذلك إذا أدرك طفلك أنّك ستكون هادئاً ولن يستطيع استثارة أعصابك...
أبي الحبيب، أمي الحبيبة.. إنّكم لا تطيعون الله تعالى في كلّ ما يأمركم به، ومع ذلك يسامحكم ويعفو عنكم، فلماذا تطلبون منا أن نطيعكم في كلّ شيء، ولا تسامحوننا إن قصّرنا في حقّكم؟
والمثال التالي يوضح لك كيف تحفز طفلك العنيد وتشجعه على طاعتك؛ إذا أردت من طفلك العنيد أن يحافظ على نظافة غرفته، وحاولت معه مراراً وانتهى الأمر بأن قال لك: "أنا سعيد بها هكذا ولا أريد تنظيفها"، هنا تمالك أعصابك وقل له: "فكِّر معي ما الذي يشجعك إذاً على تنظيفها؟ فكِّر في الأمر وسوف أسألك مرة ثانية غداً"... وفي اليوم التالي عندما تسأله مجدداً قد يهزّ كتفيه وهو يقول: "لا أعلم"، لا تضغط عليه وانتظر يوماً أو اثنين واسأله مرة ثالثة، وفي هذه المرة قد يقول لك: لقد وجدت ما يشجعني على تنظيفها إنّها النقود أريد نقوداً، هنا أظهر له أنّك تفكر في كلامه وقل له: ما هو المبلغ الذي سيشجعك؟ قد يرد عليك بسرعة: خمسة آلاف جنيه، لا تبدِ أي ردة فعل، فقط انظر إليه وابتسم وقم بإيماءة مرحة وكرر كلامه متعجباً: خمسة آلاف جنيه! قل له: إنّك لن تقبل هذا العرض وأنّ عليه تطوير عرضه ليناسبك... بعد قليل من الحوار ستجده يقول لك "حسناً.. سآخذ خمسة جنيهات"... والآن يمكنك إنهاء الصفقة بقولك: اتفقنا للثلاثة أسابيع القادمة سوف أعطيك خمسة جنيهات كلّ أسبوع إذا حافظت على غرفتك نظيفة، ولكن بعد انتهاء الأسابيع الثلاثة عليك أن تفكر في شيء غير النقود يحفزك إبقاء غرفتك نظيفة"...
إنّ هذه الطريقة لها فائدتان، الأولى: أنّها تمنعك من رشوة طفلك العنيد دائماً عندما تحتاج إلى تعاونه في أمر ما، والثاني: أنّه يحث طفلك على التفكير من منطلق "ما الذي يشجعني حتى أقوم بشيء ما لا أرغب في القيام به"... إنّ هذه الخطوة تعلم طفلك كيف يتحمس ويحفز نفسه مستقبلاً، وذلك بعد أن يكبر ويغادر المنزل ولا يجد مَن يشجعه على أداء مهامه الثقيلة...
قوائم العمل اليومية وقطع البلاستيك الملونة:
وبعد أن تتحاور وتتناقش مع أطفالك، حان الوقت لتطبق معهم إحدى طرق التشجيع المبدعة، اتفق مع أطفالك على أن يكون لكلّ واحد منهم قائمة يومية بالأعمال التي يجب عليه القيام بها، وتقسم القائمة لجزأين، الأوّل: إجباري، ويحتوي على (خمس مهام) إجبارية يحددها الأب والأُم، والثاني: اختياري، ويحتوي على (خمس مهام) اختيارية يحددها الطفل، مع الأخذ في الاعتبار أنّ الأطفال ليسوا في حاجة إلى أطنان من المهام، ولذلك يجب أن تركز على المهام الضرورية بما يتناسب مع عمر الطفل، قم بإعداد تلك القائمة مع طفلك ليلاً قبل أن ينام أو صباحاً بعد الفجر...
قائمة العمل الخاصة بـ ...... (اسم الطفل)
مهام إجبارية
مهام اختيارية
1-
1-
2-
2-
3-
3-
4-
4-
5-
5-
يجب أن تتوقع عدم وفاء طفلك بمهمتين من المهام المتوقع القيام بها يومياً، وهذا إذا بلغ عدد المهام المحددة سبعاً أو عشراً، أما إذا كانت قائمة مهام الطفل تشتمل على خمس مهام أو أقل؛ فلا تتسامح إلّا في إسقاط مهمة واحدة فقط...
والآن حان الوقت لتخبر أطفالك بنظام المكافآت، ففي اليوم الذي يسلمنا فيه الطفل قائمة أعماله ناجحة بنسبة نقبلها؛ يمكنه الحصول على قطعتين من البلاستيك:
· قطعة بلاستيكية حمراء مستديرة لكلّ منها قيمة زمنية محددة (خمس دقائق مثلاً)، وهذه تستخدم كأوقات يفعل فيها الطفل ما يحبه مثل: نحكي له حدوتة، يلعب بلعبة معينة.
· قطعة بلاستيكية زرقاء لكلّ منها قيمة نقدية محددة (جنيه مثلاً)، وهذه تستخدم كأموال لشراء ملابس أو ألعاب.
إنّ القطعتين البلاستيكيتين تقدم كمكافآت إذا حقق الطفل معادلة اليوم الناجح وسلمنا القائمة منجزة بنسبة نقبلها، وإن لم يفعل ذلك ولم يكن ناجحاً في تنفيذ قائمة أعماله يفقد اثنتين من قطع البلاستيك التي يملكها، وللطفل حرّية اختيار الوقت الذي يستبدل فيها قطع البلاستيك الملونة بما يعادلها من وقت أو مال..
الخبير التربوي: عبدالله محمد عبدالمعطي
المصدر: كتاب أطفالنا.. كيف يسمعون كلامنا؟
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق