حقاً إن المتابع لكلِّ إعلاميات البلدان على اختلاف أنظمتها.. الاجتماعية والسياسية يلاحظ أنها غير خالية من أخبار الحج وموسمه السنوي الدائم الذي يصادف بحلول كلّ شهر ذي الحجة في كلّ سنة هجرية.. تماماً كهذه الأيام. وإحاطة الأخبار المتناقلة عن موسم الحج وأداء مناسكه بقدر ما تشكل واجباً عند المسلمين إلا أنّ هذه الإحاطة ليست بمنأى عن متابعة غير المسلمين أيضاً الذين تأخذهم الدهشة كيف أنّ قلوب المسلمين الحقيقيين العامرة بالإيمان بالله سبحانه وتعالى تتآلف معاً في وحدة إسلامية بين جمهور الحجيج لا يفرقهم شيء إذ تذوب بهذه المناسبة كلّ الفوارق الطبقية إذ يلاحظ الغني جداً واقفاً في حضرة الباري عز وجل ونبي إنسانيته (ص) مع من هو ليس غنياً بماله ولكنه غني بجود إيمانه والمؤمنون من الحجيج يتواصون فيما بينهم بالخير والسؤدد وهم بذاك يريدون أن يلتهموا كلّ ما يقال من وعظ ديني ودروس تلقى بين تجمعات جمهور الحجيج الذين قدموا من أفجاج بعيدة.
وإذ لا بد من التذكير أنّ مركبة الحجيج التي نالها جراء شعوره بالعفو الإلهي عنه لما كان قد قصرّ به في حوالي الأيام التي سبقت وصوله إلى أرض الله المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة فهذا ما يقرّب لديه إحساساً إضافياً بأنه قد حصل على ذخيرة أبدية لا تعادلها أي ذخيرة أخرى. وعلى النحو المرسوم لأداء فريضة الحج ومناسكه والإطلاع على كيفية أداء كلّ جزء فيه يكون المرء المسلم قد تجاوز الإشكاليات المحتملة التي قد يكون عدم معرفتها يوقع بعض الحجيج في أخطاء غير مقصودة يمكن تلافيها. إنّ المشاركة الملاينية من المسلمين التي هي مشاركة جماعية تجمع أبناء وبنات كلّ المذاهب الإسلامية دون أي تمييز هي الميزة الأعظم للإسلام حيث لا فرق بين المسلمين سنة أو شيعة إذ أنّ ربهم واحد هو الله سبحانه وتعالى ونبيهم واحد هو النبي محمد (ص) وقرآنهم واحد هو القرآن الإلهي المنزل من السماء.
وبعودة الحجيج بعد أداء فريضة الحج يكونوا قد تجردوا مما علق بأيامهم الفائتة من أخطاء وذنوب ليبدأوا مرحلة جديدة في بنائهم النفسي وهم متكلون على الله المبجل.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق