(إلى أبي)
يوم رحلت
كانت الأرض تميد
كانت نجومك عن سمائنا تحيد
كانت الغيمات تصهل بالدمع
وتنادي
طيور الصباح كساعي الحزن
أو ساعي النشيد
وذهبت على أهبة الجرح
تنزف زيتاً وملحاً
أكفاً مشققاتٍ وشجراً لا يبيد!!
رحلت فينا يا نبي الخلاص
يا نبض الروح والقلب
يا أبي المدجج بالتعب
المدجج باللوز والبرتقال والعتب
رحلت فينا يا فرات الدمع
يا كوفية الشمع
يا قِبلة الصلاة
يا قُبلة الحياة.
كنت وكنا كبيارة الدفء في أرض النشيد
نجوع ونعرى ونحلم بالنحل البعيد
نمارس وهج الحياة
نمارس الفرح اليابس
«نبدي ونعيد»
ننتزع الفرح الحر من أنياب الغول
من سغب الفصول.
وذهبت وحيداً
واثق الخطى
ملاكاً طاهراً
شهيداً حاضراً
وخلفك حفرت في مآقينا أتلام الذكريات
وأطلقت أسراب القداسة فينا
وحنيت بالدمع أسرار الجهات
يا أبي
يا ملاذ بوحي
يا سفينة جرحي
يا أبانا
بوجهك المشقق
بيديك الناعمتين
بشعرك المطرز بالثلج
ببياض الحبّ
بطهارة قلبك البيلسان
يا أبانا
يا ضياء العيون
يا غناء الطير على شفاه التلاميذ والكتب
يا شهقة السحب
بك نقطع هذا الخراب
ونعلق تعويذة النور في كلّ باب.
رحت إلى أقاصيك البعيدة
تكتب أشعار الأرض
ترسم أيقونة النجم في حنجرة القصيدة
وتكمل دورة الحياة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق