• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مناهل الإمام الهادي (عليه السلام)

عمار كاظم

مناهل الإمام الهادي (عليه السلام)

هو الإمام العاشر من أئمَّة أهل البيت (عليهم السلام)، وُلِد الإمام أبو الحسن علي الهادي (عليه السلام) عام 214 للهجرة في ضاحية من ضواحي المدينة المنوّرة، وقد تولّى الإمامة وهو مازال صبياً بعد شهادة والده الإمام محمّد الجواد (عليه السلام). وعاش الإمام في المدينة أكثر من عشرين عاماً عرف فيها الناس فضله وعلمه ومكانته فأصبح منهلاً عذباً لروّاد العلم من مختلف البلاد حتى اتّسعت شهرته ورجع إليه القريب والبعيد مستفيدين منه مشافهة ومراسلة من خلال الكُتُب الصادرة عنه.

الإمام الهادي (عليه السلام) كان يتميَّز بثقة ومحبَّة عند الناس، كانت حركة الإمام (عليه السلام) في إدارة شؤون الناس، من خلال إحسانه إليهم، ومن خلال تثقيفه لهم، ومن خلال رعاية أموره، هو مما جعله في موقع محبّة الناس كلّهم. يركّز الإمام الهادي (عليه السلام) على أسلوب القرآن، فعندما تكون هناك مشكلة بينك وبين شخص آخر، فعليك في طريقة التعبير أن تساوي نفسك بالآخر، فعندما تتحدث ـ مثلاً ـ مع شخص يشك وأنت على يقين، ففي مجال الحوار ولأجل إيصاله إلى الحقيقة، حاول أن تُظهر نفسك بمظهر الشاكّ، أو إذا كانت هناك مباهلة فإنّك في العادة تقول للطرف الآخر إذا كنت كاذباً فسيلعنك الله، في حين أنّ أسلوب القرآن يعلّمك أن تقول: سيلعن الله الكاذب منّا حتى لو كنت صادقاً

فالذي يستفيده الإمام الهادي (عليه السلام) من القرآن هو الأسلوب العلمي الذي يجعل الإنسان الذي يحاورك يقف معك بكلِّ قلب مفتوح، لأنّك ساويت نفسك به وأعطيته النصف من نفسك، وهذا تطبيق للآية الكريمة التي تقول: ﴿وإنَّا أو إيَّاكُم لَعَلى هُدىً أو في ضَلال مبين﴾ (سبأ/ 24).

كما ويحث الإمام (عليه السلام) على التقوى وطاعة الله عزّوجلّ حيث يقول (عليه السلام): «مَن اتّقى الله يُتّقى»، أي أدخل الله هيبته في قلوب الناس، «ومَن أطاع الله يُطاع، ومَن أطاع الخالق لم يبالِ سخط المخلوقين»، وهذا ما عبَّر عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إن لم يكن بك عليَّ غضبٌ فلا أبالي»، وهذا ما ينبغي لأيّ مؤمنٍ منفتحٍ على الله ورسوله وعلى الحقّ، «ومَن أسخط الخالق، فلييقن أن يحلّ به سخط المخلوقين».

ارسال التعليق

Top