• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

تكریم المرأة في يومها العالمي

عمار كاظم

تكریم المرأة في يومها العالمي

يحتفل العالم أجمع يوم الثامن من آذار، بيوم المرأة العالمي، الذي كرّسه المجتمع الدولي لدعم النساء والتأكيد على أهمية أن يتمتعن بحقوقهن المكفولة بموجب القوانين والمعايير الدولية ذات الصلة، والتذكير بدور المرأة باعتبارها شريكاً أساسياً للرجل في إحداث التغيير الحقيقي على مر العصور. نظراً لأهمية المرأة ومكانتها؛ فقد تمّ تخصيص يوم كاملٍ لها. أتاح اليوم العالمي للمرأة فرصةَ تسليط الضوء على إنجازاتها، مما أدّى إلى تعرُّف النساء -شرقاً وغرباً- على إنجازهنّ في المجالات والأصعدة المختلفة؛ الأمر الذي أدى إلى تحفيز النساء على المُطالبة بحقوقهنّ المسلوبة حول العالم؛ فبعض النساء والجمعيات النسوية تحشد في هذا اليوم لمظاهرات عظيمة تهدف إلى التعريف بقضايا المرأة العادلة.

أعظم تكريم للمرأة في الإسلام أن سُميت باسمها أكثر من سورة في القرآن الكريم، (سورة مريم، وسورة النساء)، وكذلك ذكرت كلمة النساء في العديد من السور. يقول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «الدنيا كلّها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة». المرأة في نظر الإسلام اختلفت كلّ الاختلاف عن السابق، فقد أعاد لها كرامتها، ورفع عنها الحيف الذي نالها من الحضارات التي كانت تراها كائناً لا يستحق الاعتبار، ورفض كلّ تلك السمات الشائنة لها، فقال سبحانه، (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل/ 97)، وقال سبحانه: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) (النساء/ 124).

لم يقف الإسلام عند هذا الحد في رفع مكانة المرأة، إنّما تعدى إلى أكثر ممّا نتصوّر، فقد ساواها بالرجل من حيث الاعتبارات الأساسية، والقيم الإنسانية، وهيأ كلّ مقومات التوازن الفردي لها، بحيث جعل منها عنصراً حيّاً في تأسيس المجتمع، وديمومته، وطاقة إبداع للوجود الإنساني، تكويناً، وتربيةً، ونموّاً مثمراً، حتى قال سبحانه عن هذا الاندماج الازدهاري: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) (البقرة/ 187).

المرأة في المجتمع هي المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل دروس الحياة وبها يتأثر، ومنها يكسب أخلاقه، وصفاته. فالمرأة تقدم للمجتمع ثمرة يانعة تزدهر كلّ حين لتصنع أمجاد وتقيم حضارات يعتز بها الناس جيلاً بعد جيل. وعلى قدر ما نقدمه للمرأة من مساعدة في رحلتها الشاقة في الحياة، على قدر ما نجد أمامنا أجيالاً تصنع النهضة وتشد الهمم والعزائم لذا وجب أن نساندها جميعاً في كلّ وقت وحين.

ومن جانب آخر، لقد كان الدين الإسلامي سبّاقاً لكلّ هذه القرارات، وذلك بدعوته إلى احترام المرأة وإعطائها المكانة التي تستحقها؛ فخلّصها من ثقافة الجاهلية التي كانت تدعو إلى دفن الإناث فجاء الإسلام وحرّم هذه الأعمال، ودعا إلى الحفاظ على حقوق المرأة بنصوص قرآنية واضحة، وأكدّ على ذلك نبيّنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) بالممارسة والقول، فكانت مُعاملة نبيّنا لزوجاته خير دليل على ذلك.

ذكر النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) الكثير من الأحاديث النبويّة الشريفة التي أكدّت على حقوق المرأة، وكان التوصية بالمرأة من آخر الوصايا التي أوصى بها نبيّنا الكريم قبل وفاته، إذ قال لمن كان معه في اللحظات الأخيرة: «أوصيكم بالنساء خيراً». ومن الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة (حقّ الميراث، وحقّ التملّك، وحقّ اختيار الزوج) وغير ذلك من الحقوق التي تُحافظ على كرامتها وتصون بها نفسها وعزّتها.

ارسال التعليق

Top