• ٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

العدسات اللاصقة في ميزان الصحة والجمال

تحقيق: نور حسن

العدسات اللاصقة في ميزان الصحة والجمال

 

لكثرة استخدام العدسات اللاصقة الملونة مخاطر عديدة، مع ذلك، بات عدد كبير من الفتيات غير قادر على الاستغناء عنها. فهل تضع الفتيات اليوم العدسات رغبة في تغيير أشكالهنّ ومحاولة للفت نظر الجنس الآخر؟ وهل الجمال محدود بالعيون الملونة؟ تهتم فتيات اليوم كثيراً بالعدسات اللاصقة الملونة، سواء أكانت طبية أم لا، وقد تبالغ الكثيرات في استخدام هذه العدسات لدرجة أنها أصبحت من أساسيات الزينة، كما بلغت لدى الكثيرات حد الهوس، فترى عيونهنّ كل يوم بلون! تُجمل العيون وتضر البصر: "وضع العدسات يزيد من جمال الفتاة ويضفي على العيون سحراً وجمالاً، وهذا ما يدفع لاستعمال العدسات الملونة، مع أنني أعرف أضرارها، فهي تزيد العيون جمالاً لكنها تضر بالبصر أيضاً، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها هذا ما قالته ميرا الشاعر الطالبة في السنة الثانية موارد بشرية. ثمّ تابعت " يجب عدم التهاون في استخدام العدسات الرخيصة، وتبادل العدسات بين الأخوات والصديقات، ففي هذا خطورة كبيرة على العينين". الجاذبية تنسي المخاطر: وتعلق خديجة حسين "الفتيات مهووسات باستخدام العدسات اللاصقة من دون الوعي بمخاطرها وإدراك محاذيرها، والأضرار التي تلحقها بالعيون". مع ذلك تستخدم خديجة العدسات اللاصقة الملونة في محاولة لتقليد الفتيات الأخريات، "هذا حال كل بنات اليوم"، ونظرا لتوفر هذه العدسات في الأسواق وعدم حصرها في الصيدليات فإن شراءها يصبح سهلاً. وترى خديجة أن استخدام هذه العدسات له علاقة بالممثلات والنجمات "لم أفكر يوماً في الأضرار التي قد تلحق بعيوني، ولم أفكر يوماً في استشارة طبيب مختص للحصول على وصفة طبية قبل استعمال العدسات رغم تخوفي الشديد منها". خطر الإفراط: الكثيرات يفرطن في استخدام العدسات اللاصقة الملونة، ونجلاء الكثيري الطالبة في كلية القانون والاقتصاد تؤكد ذلك "على الرغم من أن استخدام العدسات اللاصقة يحتاج إلى العناية والاهتمام، لكن الكثيرات لا يعرن ذلك أي اهتمام، ويهملن تنظيفها وتعقيمها بصفة مستمرة، كما تفرط الكثيرات في استخدام تلك العدسات دون مراعاة وصايا المختصين، وهنّ يضعنها لفترات طويلة، وحتى أثناء النوم مما يعرض عيونهنّ لأخطار جسيمة". مواقف محرجة: عن معاناتها مع عدسات الزينة، حدثتنا الطالبة سهى جابر التي تستعمل العدسات الملونة لتزيد من جمالها رغم عدم حاجتها لها من الناحية الطبية "ذات يوم وضعت عدسات ملونة ودعوت صديقاتي إلى الغداء، دخلت المطبخ لأعد القهوة واقتربت من الموقد فوصلت حرارة النار إلى وجهي والتصقت العدسات بعيني ولم أستطع إزالتها إلا بعد محاولات كثيرة بغسلها بالماء البارد. احمرت عيناي وأصيبتا بالتهاب شديد ظل أياماً. ومنذ ذلك اليوم امتنعت نهائياً عن استخدام العدسات اللاصقة الملونة فليس هناك أغلى من النظر!". التزام بمعايير الجودة: تستخدم الطالبة الجامعية فاطمة المنصوري عدسات الزينة ولم تتعرض لأي مشكلات فيها لأنها تلتزم بمعايير الجودة وبعمليات التعقيم، وقد روت لنا فاطمة قصة صديقتها التي أغراها رخص ثمن العدسات فكانت كلفة الإغراء باهظة بعدما تضررت عيناها "حصلت صديقتي على عدسات رخيصة الثمن من جارتها التي قدمتها لها هدية عند عودتها من السفر، ولدى استعمالها أحمرت عيناها بشدة، وشعرت بألم في عينيها فذهبت إلى الطبيب فشخص الحالة بأنّها مصابة بالتهاب جرثومي في عينيها". استعمالها فيه غش: ما رأي الشبان في الفتيات اللاتي يستخدمن العدسات اللاصقة؟ سؤال طرحناه على علي خلفان فقال: "لا أعارض استخدام الفتيات لعدسات الزينة، وأرى أنها تجعلهنّ أكثر نضارة وجمالاً، ولكن يجب أن تضعها الفتاة في أوقات معيّنة، فلو اكتشفت مثلاً أنّ الفتاة التي قررت الزواج منها ذات العينين الملونتين قد استخدمت العدسات لتغريني بالارتباط بها، سأعتبر ذلك غشاً وأبتعد عن الفتاة مهما كانت النتائج". أما علي أحمد فوجهة نظره مختلفة "إن استخدام عدسات الزينة حرِّية شخصية وله علاقة بالقناعة الشخصية، ولا يخالف العادات والتقاليد، فكل شخص يعمل بما يراه مناسباً ضمن القيم والأخلاق والعادات الاجتماعية". شغل الفتيات الشاغل: مبينة شاجو موظفة في محل نظارات تقول: هناك إقبال كبير على عدسات الزينة فهي شغل الفتيات الشاغل، وخصوصاً أولئك اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين الثامنة عشرة والثلاثين، والكثيرات منهنّ ينفقن الكثير على شراء العدسات الملونة لدرجة الإسراف.   - استشارة الطبيب واجبة: يرى الدكتور سنان رامي شيبان، اختصاصي العيون، أن استخدام عدسات ملونة من نوع جيِّد ولم ينته تاريخ صلاحيته قد يكون آمناً لكن بعد التأكد من تناسب قياسها مع القرنية هناك نصائح أساسية ومنها التعقيم التام قبل وضع العدسات وعند نزعها وغسل اليدين بالماء والصابون مع استخدام قطرات الدمع الصناعي الخالية من المواد الحافظة عند الحاجة. وأكَّد الدكتور سنان على بعض المحظورات عند استخدام العدسات "عدم النوم من دون نزعها ما عدا تلك المصممة خصيصاً للاستخدام الطويل الأمد فالعدسات اللاصقة المرنة العادية تعيق تزود القرنية بالأوكسجين أثناء النوم مما يؤذي العين. كما يجب عدم السباحة بالعدسات ولا يجوز استعمالها لفترة أطول من المدة المحددة لها، كما يجب عدم تجريب عدسات شخص آخر أو تجريب عدسات مفتوحة في محل البصريات، لأن ذلك يؤدي إلى انتقال المراض من شخص لآخر، ولا تقتصر الأمراض على الالتهابات بل يمكن أن تصل لالتهاب الكبد الفيروسي الوبائي وغيرها من الأمراض المنتقلة عن طريق الدم ونؤكد هنا على نزع العدسات فوراً في حال احمرار العين الشديد المترافق مع ألم ودمع". وقال الدكتور: إنّه يجب إجراء فحص شامل لكرة العين وملحقاتها كجهاز الدمع والأجفان لدى طبيب مختص واختيار العدسة المناسبة والمحلول الجيِّد وفهم طريقة استعمالها وتنظيفها ومتى يجب تبديل المحلول وتجنب استخدام الماركات المقلدة نظراً لنوعية المواد التي تم تصنيع العدسة منها وتعقيم العدسة ووسائل الحفظ التي وضعت به، "ودائماً نتذكر أنّ الوقاية خير من العلاج". وحدثنا الدكتور سنان عن مريضة أهملت عينها المحمرة والملتهبة لأيام واستمرت في استخدام العدسات حتى ظهرت نقطة بيضاء على القرنية فاستعملت قطرات للعين من دون استشارة الطبيب، فساءت حالتها كثيراً واشتدت قرحة القرنية وامتدت إلى طبقات القرنية العميقة وظلت المريضة حتى بعد العلاج تعاني من كثافة شديدة أثرت في البصر فكان لابدّ من عملية زرع قرنية بعد أشهر كي تستعيد بصرها في العين المصابة. واختتم د. سنان حديثه بالتأكيد على ضرورة إجراء فحص شامل لكرة العين وملحقاتها كجهاز الدمع والأجفان لدى طبيب مختص واختيار العدسة المناسبة والمحلول الجيِّد وفهم طريقة استعمالها وتنظيفها ومتى يجب تبديل المحلول وتجنب استخدام الماركات المقلدة نظراً لنوعية المواد التي تم تصنيع العدسة منها وتعقيم العدسة ووسائل الحفظ التي وضعت بها. ودائماً نتذكر أنّ الوقاية خير من العلاج ونتمنّى لكم أفضل فائدة بحسن استخدام العدسات اللاصقة الملونة والتمتع بجمالها.

ارسال التعليق

Top