• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

فضيلة حسن الخلق في المجتمع

فضيلة حسن الخلق في المجتمع
◄عن رسول الله (ص): "العدل حسن ولكن في الأمراء أحسن، السخاء حسن ولكن في الأغنياء أحسن، الورع حسن ولكن في العلماء أحسن، الصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن، التوبة حسن ولكن في الشباب أحسن، الحياء حسن ولكن في النساء أحسن".

الهدف: الحثّ على فضيلة حسن الخلق والتأكيد على ضرورة التحلّي بمكارم الأخلاق لما فيه من سعادة الدارين.

 

المقدمة:

يعتبر الإسلام أنّ الأخلاق الحسنة أهمّ عنصر استقطاب وجذب للآخرين، ولاشكّ أنّ السيرة الأخلاقيّة لرسول الله (ص) والأئمّة الأطهار كانت رصيداً كبيراً في حركة الدعوة عبر التأريخ، وكان لها تأثيرها على الأعداء والأصدقاء والقريب والبعيد، وقد عبّر عن ذلك القرآن الكريم بقوله: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران/ 186).

 

محاور الموضوع:

1- ضرورة في حياة المجتمعات: أي ضرورة إنسانية لتعايش الناس فيما بينهم في المجتمع الواحد. فعن الإمام عليّ (ع): "لو كنّا لا نرجو جنّة، ولا نخشى ناراً ولا ثواباً ولا عقاباً لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنّهما ممّا تدلّ على سبيل النجاح".

2- هدف الرسالة: قال رسول الله (ص) محدّداً أحد أهمّ الأركان التي بُعث من أجلها قائلاً: "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

3- قوة للإيمان: عنه (ص): لمّا خلق الله تعالى الإيمان قال: "اللّهمّ قوّني فقوّاه بحسن الخلق والسخاء، ولمّا خلق الله الكفر قال: اللّهمّ قوّني فقوّاه بالبخل وسوء الخلق".

ولا يخفى أنّ سوء الخلق ممّا يفسد لإيمان ويضعّفه وينفّر الناس ويبعدهم، ولذلك اعتبر رسول الله (ص) أنّ حسن الخلق كمالٌ للإيمان إذ قال: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً".

4- خير الدارين: عنه (ص): "حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة".

5- سمة أهل الإيمان: كأنّها صفة لازمة لا يمكن تصوّر الإيمان من دونها، فعن الإمام عليّ (ع): "عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه".

6- رأس الفضائل: عنه (ع): "حسن الخلق رأس كلّ برّ".

وعن رسول الله (ص): "ثلاث من لم تكن فيه فليس منّي ولا من الله عزّ وجلّ، قيل: يا رسول الله وما هنّ"؟ قال: "حلم يردّ به جهل الجاهل، وحسن خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن معاصي الله".

 

ثواب حسن الخلق:

أجزلت الشريعة الثواب على من يتحلّى بحسن الخلق، فعن رسول الله (ص): "من حسن خلقه بلّغه الله درجة الصائم القائم".

وعن (ص): "إنّ العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنّه لضعيف العبادة".

وعن الإمام الصادق (ع): "إنّ الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح".

وعنه (ع): "ما يقدم المؤمن على الله عزّ وجلّ بعمل بعد الفرائض أحبّ إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه".

وعنه (ص): "ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن".

وعن عليّ (ع): "حسّن خلقك يخفّف الله حسابك".

عن رسول الله (ص): "إنّ أحبّكم إليّ وأقربكم منّي يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً وأشدكم تواضعاً".

يبقى أن نشير إلى أنّ هناك خصوصيّة لحسن الخلق في شهر رمضان عبّر عنها رسول الله (ص) بقوله: "من حسّن منكم خلقه كان له جوازاً على الصراط".

 

ثمرة حسن الخلق في الدنيا:

نمو الرزق وأنس الصحبة: الإمام عليّ (ع): "حسن الأخلاق يدرّ الأرزاق ويؤنس الرفاق".

زيادة العمر: الإمام الصادق (ع): "إنّ البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار".

إماتة المعصية في النفس: فكأنّ حسن الخلق والمواظبة عليه من شأنه أن يميت في النفس ميلها إلى المعاصي، فعن الإمام الصادق (ع): "الخلق الحسن يميت الخطيئة كما تميت الشمس الجليد".

محبة الناس له: فعن رسول الله (ص): "حسن الخلق يثبت المودّة".

وعنه (ع): "من حسن خلقه كثر محبّوه وأنست النفوس به".

وعنه (ع): "أرضى الناس من كانت أخلاقه رضيّة".

وعنه (ع): "من حسنت خليقته طابت عشرته".

 

أبرز مصاديق حسن الخلق:

عن الإمام الصادق (ع) – لمّا سئل عن حدّ حسن الخلق؟ –: "تلين جانبك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن".

ومن الواضح أنّ هذا الحديث يبيّن حسن الخلق فيما يرتبط بالتعامل مع الآخرين.

وعن رسول الله (ص): "إنّما تفسير حسن الخلق ما أصاب الدنيا يرضى، وإن لم يصبه لم يسخط". بمعنى الرضى في نفسه بما قسم الله له.

وأما في تفسير قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف/ 199)، قال رسول الله (ص): "هو أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك". وهذه سجية أهل الإيمان مع من تجاوز حقوقهم من إخوانهم.

وعن الإمام عليّ (ع) – لجراح المدائنيّ –: "ألّا أحدّثك بمكارم الأخلاق؟ الصفح عن الناس، ومؤاساة الرجل أخاه في ماله، وذكر الله كثيراً".

وعنه (ع) ناظراً لجهة حسن الخلق في كسب الرزق وخدمة العيال: حسن الخلق في ثلاث: "اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسّع على العيال".

وعن رسول الله (ص): "ألا أنبئكم بخياركم"؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "أحاسنكم أخلاقاً الموطئون أكنافاً، الذين يألِفون ويؤلَفون".►

ارسال التعليق

Top