• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

زوجة فوضوية

أسرة

زوجة فوضوية

بعد خالص الحب والتقدير والاحترام اطرح عليكم مشكلتي وهي إنني أعيش
في استراليا ولدي أسرة متكونة من زوجتي وإبنتي (12 سنة) وابني الصغير البالغ من العمر (10 سنة)، طبعاً لدي مجموعة من المشاكل التي ليست بالكبيرة وانما متعلقة بنظافة البيت الذي اسكن فيه وبعض التصرفات التي تصدر من زوجتي التي دائماً اوجه لها النصح مرات بانفعال واخرى بهدوء ولا أريد الاطالة المشكلة تكمن في ان زوجتي غير مرتبة اليوم حتى بنتي وولدي غير مرتبين حيث تجد اغراضهم على الارض ملقية وكثير من الاحيان اغضب عليهم وأوجه لهم اللوم على ذلك بدون جدوى. السؤال الكبير قبال هذا الكلام ما هي نصيحتكم لي؟

الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيّة طيِّبة وبعد..
القضية التي ذكرتها ليست من النوع الذي يدعو إلى الاختلاف، ولا سمح الله الفراق، فربما زوجتك قد تراكمت عليها أعباء البيت ورعاية الأطفال وبالتالي لا يسعها الوقت أو الجهد لترتيب البيت، وربما هي اعتادت على هذا الوقع ولا ترى فيه ضرراً، خصوصاً أن هناك أموراً أهم مثل مراقبة الأطفال وتغذيتهم والاهتمام بسلامتهم وصحتهم، والاهتمام بدروسهم.. إلخ.
ولو أنك بقيت في البيت وسجّلت الأعمال التي تقوم بها زوجتك وحسبت لها أجراً لوجدت نفسك مديون لها خصوصاً أن كثير من هذه الأعباء ليست منحصرة مسؤوليتها بها لا قانوناً ولا شرعاً.
وليس الحل بأن توجه لها اللوم والتقريع، أو أن تقارن بين وضعها ووضع الآخرين، اللذين قد ترى وضعهم منظم ومرتّب في جانب وتغيب عنك أوضاعهم الأخرى والسلبيات الموجودة فيها.
وقد قال الشاعر:
إذا كنت في كل الأمور مُعاتبا********صديقك لم تلق الذي لاتعاتبه
والحل بسيط جداً وهو أن تقوم أنت بمساعدتها، ولو ببعض الأعمال ومنها ترتيب البيت وأغراض الأطفال وسوف تجدها ممتنة لك وشاكرة... وستتشجع على إنجاز القسم الآخر من الأعمال بسرور ونشاط.
وإذا كنت لا تستطيع ذلك ووضعك المالي مساعد، فاستعن بخادمة تأتي لبعض الوقت أسبوعياً لمساعدتها.
أمّا زلة اللسان التي ظهرت منها، فهي هفوة تصدر من الكثير منّا، ولا يجب الوقوف عندها، خصوصاً مع الضغط الذي يواجهه الإنسان وكثرة اللوم والتقريع، وقد ورد في المأثور: (كثرة الملامة تولد اللجاجة)، ونحن مأمورون بأن نواجه الإساءة بالإحسان والعفو وكظم الغيظ والآيات والروايات في ذلك كثيرة، قال تعالى: (وأن تصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم) (التغابن/ 14).
وفي الحديث: "ثلثا الحلم التغاضي" أي أن يتصرف الإنسان وكأنه لم يسمع أو يرى الخطأ.
فتمسّك يا أخانا الكريم بأسرتك وعائلتك ولا تعرضها للخطر بسبب خطأ أو أمر بسيط يمكن معالجته بقليل من الصبر والجهد أو المال، وتذكر أن زوجتك شريكتك في الحياة وأم أولادك ولا تنسى أيّامكم الجميلة وساعاتكم الحلوة، واطلب من الله تعالى العون، وهو سيأخذ بأيديكم نحو الصلاح بإذنه تعالى.
ومن الله التوفيق.

ارسال التعليق

Top