◄لا يقرر النجاح بحجم الدماغ ولكن بحجم التفكير وقد اثبتت الحقائق التاريخية، ان حجم رصيد الإنسان المادي، وسعادته وصحته يقررها حجم فكره الإيجابي. وبدون أن ندرك فإننا جميعاً ثمرة وإنتاج الفكر المحيط بنا. ويبدو أن كثيراً من هذا الفكر صغير الحجم وسلبي الإتجاه. كما ان حولنا بيئة تحاول جرنا إلى السلبية واليأس والاحباط. هذه البيئة من حولك تقول: أن مصيرك خارج قدرتك، لذا فانسى احلامك واهدافك والحياة الأفضل. استقيل واقعك بانتظار ما يجلب إليك القضاء والقدر.
إنّ إهداف معظم الناس بسيطة تقتصر على "التغلب على أمور حياتهم" فهم واقعون في فخ تحصيل قوت عيشهم بدلاً من رسم وتصميم المعيشة التي يستحقونها.
ينبغي أن نتذكر ان لأهدافنا تأثيراً علينا، مهما كانت هذه الأهداف. فإن لم نعمل على زرع البذور التي نريدها في حديقة عقولنا الباطنة بوعي فإننا لن نحصل إلا على الحشائش الطفيلية.
فالحشائش اوتوماتيكية، وانت لست تحتاج للعمل لكي تحصل عليها. فإذا كنا نريد اطلاق القدرات اللا محدودة الكامنة في داخلنا فإن علينا أن نجد أهدافا كبيرة وعظيمة بما فيه الكفاية ونزرعها في عقولنا الباطنة لكي تكون بمثابة تحد لنا وبحيث تحملنا هذه الأهداف إلى ما وراء الحواجز التي تعترض طريقنا وإلى عالم من القدرات اللا محدودة. لنتذكر أن ظروفنا الحالية لا تعكس طاقاتنا وقدراتنا النهائية، بل حجم ونوعية الأهداف التي نركز عليها حالياً.
إن المفتاح الأكثر أهمية لتحديد الأهداف هو أن تجد هدفاً كبيراً بما فيه الكفاية بحيث يكون مصدر الهام لك وبحيث يدفعك لإطلاق العنان لكل قواك.
تحديد الأهداف هو الخطوة الأساسية الأولى لتحويل غير المرئي إلى مرئي، وهذا هو سر كلّ نجاح في الحياة. ويمكنك أن تنحت وجودك الخاص بفعل الأفكار التي تستهدفها في كلّ لحظة من لحظات حياتك. فالأفكار الكامنة وراء أهدافك هي الخطة الأساسية التي تقود كلّ أفكارك.
هل لديك أهداف واضحة ومحددة لتحقيق النتائج التي تتوخى تحقيقها في حياتك من النواحي المادية. الجسدية، والروحية، ما الذي منعك حتى الآن من تحقيق ذلك، بالنسبة لمعظم الأشخاص يبدو ان السبب يكمن في ذلك الخوف الكامن في العقل الباطن في خيبة الأمل. فالبعض حددوا أهداف لهم في الماضي ولكنهم اخفقوا في تحقيقها، ونتيجة لخيبة املهم وخوفهم من التعرض للألم من جديد فإنهم يتوقفون عن تحديد أهداف لهم جديدة، فهم لا يريدون أن تكون لديهم توقعات يكون مصيرها الفشل. كما أن اخرين يحددون أهدافهم ولكنهم يسيئون لأنفسهم حيث يربطون سعادتهم الشخصية كلياً بقدرتهم على تحقيق تلك الأهداف التي قد تكون خارج نطاق سيطرتهم، أو لأنهم يفتقرون للمرونة التي تمكنهم من ملاحظة انهم وهم يتحركون تجاه أهدافهم، فإن هنالك أهدافاً جليلة أكثر قيمة تتوفر حولهم.
إن الحياة تختبرنا باستمرار لتتحرى مستوى التزامنا، ومكافأة الحياة الكبرى تمنح لأولئك الذين يظهرون مثابرة والتزاماً لا ينتهي بأن يظلوا يعملون إلى أن يحققوا غايتهم وأهدافهم.
وعلى الرغم من أن الأهداف توفر لنا توجيهاً عظيماً وسبيلاً يمكننا من التركيز لكن علينا أن نجاهد باستمرار لكي نعيش كلّ يوم من أيام حياتنا حتى الاشباع وأن نقتصر كلّ المرح الذي نستطيع استخلاصه في كلّ لحظة تمربنا. وبدلاً من قياس نجاحك أو فشلك في الحياة بمقياس قدرتك على تحقيق هدف محدد ووحيد. تذكر أن الاتجاه الذي تسير فيه أهم من النتائج المفردة التي تحققها فإذا تابعت طريقك في الإتجاه الصحيح فإنك قد لا تحقق الأهداف التي تتوخاها فقط بل أكثر منها بكثير. ►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق