• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

دراسة: هل ينبغي أن تصادق رئيسك على «فيس بوك»؟

وكالة الصحافة المستقلة

دراسة: هل ينبغي أن تصادق رئيسك على «فيس بوك»؟

في علامة على تغير زمننا، تصدر قريبا دراسة عن كلية وراتون بجامعة بنسلفانيا، تحمل عنوان: «يا إلهي، لقد صادقني مديري للتو»، تضيف الدراسة إلى البحث الأكاديمي الصغير والمتنامي بشأن كيفية توجيه العلاقات بين الزملاء على الإنترنت وتنميتها عبر العلاقات المباشرة في المكتب.
وبدافع الرغبة في معرفة النتائج قبل نشرها رسميا، سألت نانسي روثبارد، التي تجري دراسة مع الباحثين جاستن بيرغ وآرياني أولير مالاتيري: «هل ينبغي أن تصادق رئيسك على (فيس بوك؟).
الإجابة، بطبيعة الحال، لم تكن بالبسيطة، حيث وجد البحث أن الأفراد لم يشعروا بالقلق من تلقى طلبات صداقة من رؤسائهم وفقط، بل إن طلبات الصداقة من مساعديهم أشعرتهم بنوع من الارتباك.
وتقول روثبارد: «كان ذلك خللا في التسلسل الهرمي جعل الأفراد لا يشعرون بالارتياح».
وأوضح المشاركون في الدراسة أنه عندما يبعث مديرو العمل طلب الصداقة على «فيس بوك»، ينظرون إليهم على أنهم بمثابة والديهم. لكنهم يعانون من المشكلة نفسها بشأن ما إذا كانوا سيضيفونهم كأصدقاء أم لا. وقد استخدموا المنطق ذاته للوصول إلى قرار نهائي.
ويلعب جنس المدير دورا في رغبة الموظف في قبول الدعوة.
ووجدت روثبارد في إحدى التجارب أن المشاركين كانوا أكثر احتمالية لقبول طلبات صداقة «فيس بوك» من رؤسائهم من النساء عندما يكشفن مزيدا من المعلومات بشأن أنفسهن على الإنترنت.
بيد أنه عندما يكشف المديرون الرجال عن مزيد من المعلومات بشأن أنفسهم، يكون المشاركون أقل رغبة في الاتصال بهم.
وتقول روثبارد: «إنه عامل مخيف».
ويبدو أن العنصر قد لا يؤثر فقط في كيفية ارتباط زملاء العمل؛ بل على كيفية مساعدة مثل هذه الروابط على عملهم.
وقد وجدت دراسة منفصلة أجرتها شركة «رواسل هيردر» للتسويق في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، أن ما يقرب من ثلث الرجال في عينتهم قالوا إن صداقاتهم مع مديريهم على الإنترنت ساعدتهم في القيام بعملهم بصورة أكثر فاعلية بشكل ما على الأقل، فيما عبرت 15 في المائة من النساء اللاتي تربطهن صداقات بمديريهم على الإنترنت عن الأمر ذاته.
وقد وجد بحث روثبارد أيضا بعض النواحي الإيجابية التي تسد الفجوة التي تفصل بين الحياة في المكتب والحياة على الإنترنت.
ووجدت في دراسة مستقلة تعمل عليها في الوقت الراهن أن الأفراد «المترابطين» ينظر إليهم في النهاية على أنهم أصحاب أداء أفضل في مكان العمل.
وهذا يعني أن ربط الأشخاص بنجاح بين صورتهم الشخصية على الإنترنت وصورتهم المهنية يمكن أن يسهم في نجاح عملهم.
وقالت روثبارد: «هناك بحث أساسي في علم النفس، يشير إلى أن تبادل المعلومات – شريطة أن تكون المعلومات ملائمة – يؤدي بالأفراد إلى بناء روابط قوية معا.. «فإذا شاركت المزيد من المعلومات معك، فسوف تحبني بشكل أفضل. وإذا شاركت المزيد من المعلومات معي فسوف أحبك بشكل أفضل، إنها دورة».
لكن القيام بذلك بشكل أفضل على الإنترنت أكثر صعوبة من القيام به بشكل مباشر، فالأمر ليس مجرد منع صور مخجلة أو آراء سياسية مثيرة للجدل بعيدا عن صفحتك على الإنترنت، بل إن هناك تحديا آخر أكثر منهجية، بحسب روثبارد، فنحن لا نتلقى تغذية راجعة من المشاهدين على الإنترنت بالصورة نفسها التي نجدها وجها لوجه من الإيماءات وحركات العين والنظر إلى الساعة.. وهو ما يساعدنا في تحديد كم ونوع المعلومات التي نختار مشاركتها مع الآخرين.
بيد أن الكثير من الأفراد ينضجون على «فيس بوك»، فالخط الفاصل بين العلاقات المهنية والشخصية يصبح أكثر غموضا.
وقال أكثر من 20 في المائة من المشاركين في المسح الذي أجرته شركة «رواسل هيردر» على الإنترنت الذين بلغ عددهم نحو ألف شخص، إنهم أصدقاء على «فيس بوك» مع مديريهم، وقال ما يقرب من 50 في المائة منهم إن موظفيهم هم من أرسلوا إليهم بطلبات صداقة.
ما لم يثر الدهشة هو أن البحث أظهر ارتباطا واضحا بين مستويات الارتياح والسن.
فقال اثنان وسبعون في المائة من الشباب بين الثامنة عشرة والرابعة والثلاثين إنهم يشعرون بالارتياح لعقدهم صداقات مع مديريهم على «فيس بوك»، فيما عبر العاملون في وظائف متوسطة وأعمارهم بين الخامسة والثلاثين والرابعة والخمسين عن أنهم يميلون إلى الاعتقاد بأن الاتصال برؤسائهم على «فيس بوك» سيكون غير ملائم.
ويقول دان شوابل، 28 عاما، وخبير تسويق الذات، الذي أجرت شركته، «ملينيال براندينغ»، دراسة في نوفمبر (تشرين الثاني) وجدت أن متوسط صداقات الشباب العامل مع زملائهم في العمل تصل إلى ستة عشر: «بالنسبة لي، بات من الواضح أن الشبكات الاجتماعية ستشكل جزءا من مكان العمل».
انضم شوابل إلى «فيس بوك» في الجامعة ولديه خمسة آلاف صديق على «فيس بوك» – (الرقم الأقصى الذي يسمح به الموقع لمستخدم واحد (مثل هؤلاء المستخدمين «حيتان») – ويعتبر الموقع على الأغلب أداة تواصل مهني، ويقول عن ذلك: «ستتغير العلاقة في العمل بصورة جذرية.
وخلال عشر سنوات ستكون قد ارتبطت بكل الأفراد بمن في ذلك رئيسك في العمل».
وتتفق كريستين ديكسون، وتعمل أيضا خبيرة تسويق الذات، في كون الشبكات الاجتماعية حيوية: «كان الحاجات المهنية الفردية بحاجة لأن تكون على (لينكدإن) والاستفادة منها».
لكن ما يراه شوابل تحررا في الارتباط طوال الوقت، تأخذ ديكسون منه موقفا أكثر حذرا تجاه المزج بين الشخصية المهنية وهوية الإعلام الاجتماعي.
فتقول الموظفة البالغة من العمر 34 عاما، والتي انضمت إلى «فيس بوك» في عام 2008: «لم نعتد على هذا. فكثير من الناس الذين أعمل معهم، مديرون تنفيذيون كبار، لا يشعرون بأن (فيس بوك) ينبغي أن يكون جزءا من المزيج المهني الخاص بهم. فهم يحاولون الحفاظ على هذا الفصل بين الجانب الشخصي والمهني».
في الوقت ذاته، تحتاج التساؤلات حول إمكانية تعزيز هذا الفصل على المدى البعيد إلى مزيد من النقاش.
وتلتقط روثبارد التساؤل بشأن ما إذا كانت هناك ميزة بشأن أن تكون صديقا لمديرك على «فيس بوك»، وتسأله بصيغة أخرى: «هل يهم إذا شعر الأفراد بقرب أكثر تجاهك؟ نعم». وأضافت: «إذا تمكنت من القيام بذلك وأدرته بشكل جيد، فسوف يكون هناك تقدم ضخم».(النهاية)

ارسال التعليق

Top