• ٢٨ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٨ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

دخل الأسرة.. هل تبخره حرارة الصيف؟

تحقيق: إشراقة النور

دخل الأسرة.. هل تبخره حرارة الصيف؟
يعتبر فصل الصيف بمثابة أهم اختبار لميزانية الأسرة العربية. فمع حرارة الطقس ومتطلبات الإجازة، ترتفع قابلية الدخل للتبخر. بعض الأسر تنجح في هذا الاختبار وتوازن بين احتياجاتها، بينما هناك من يخرج من هذا الفصل مكبلاً بالديون وهمومها. لا أحد يستطيع أن يقلل من قيمة الإجازة الصيفية وأهميتها في الترويح عن النفس والاسترخاء بعيداً عن فواتير الخدمات ومشكلات المدارس وأجواء العمل، وكذلك لخلق بعض الذكريات مع الأطفال والعائلة. هكذا، مع بداية كل عطلة صيفية، يبدأ التخطيط للإجازة ولبرامج الترفيه والسفر خلالها. لكن الواقع يقول إنّ الهروب من قيظ الصيف في هذه الأيام بات مكلفاً جدّاً، كما أن ضريبة الإجازة أضحت باهظة، خصوصاً إذا ما كانت تحوي مشاريع للسفر، كما أن ارتفاع أسقف الاستهلاك للناس في هذا الشهر في ظل غلاء الأسعار، والميزانيات المكبلة بمحدودية الدخل، أصبحت عِبئاً ثقيلاً على الأسرة. استناداً إلى ذلك، كيف تستطيع الأسرة العربية أن توائم بين حاجتها إلى الترفيه وبين مصاريف الإجازة؟ وهل يستطيع رب الأسرة أن يملك زمام مصاريفه ويكبح جماح الطلبات المحمومة في هذه الأيام؟ أم أنّه بات يضطر إلى الاستدانة حتى يلبي رغبة الأسرة التي تلح عليه بالسفر؟ في السطور التالية شهادات واقعية من بعض الناس الذين يتحدثون عن تجاربهم، إضافة إلى نصائح من بعض المختصين في هذا الإطار.   - ورطة بنكية: يعترف غ. المزروعي (موظف، رب أسرة مكونة من خمسة أفراد) بأن مؤشرات دخله تقترب من الخط الأحمر كل عام، بسبب مصاريف الإجازة، لافتاً إلى أن دخله العالي لا يثنيه عن التورط في القروض، إذ إنّه، وحسب حديثه، اعتاد ومنذ ثلاث سنوات على الاقتراض من البنك مبلغ من المال لقضاء عطلة الصيف مع أفراد أسرته والسفر إلى وجهات مختلفة كل عام، وهو يقول في هذا السياق: "ما يؤرقني أنني أظل أسدد القرض طوال السنة من راتبي وما إن ينتهي السداد، حتى يحل الصيف مرة أخرى، وأجد نفسي متورطاً مرة ثانية في قرض جديد".   - خطط توفير فاشلة: خالد بن عبدالله (عازب، يعمل موظفاً في قطاع البترول) هو الآخر لا يتردد في الاقتراض من البنك إذا ما اضطر إلى ذلك، إذ إنّ المبالغ التي يصرفها في فترة الإجازة، تذهب حسب ما يقول "على شراء تذاكر السفر واكتشاف مناطق جديدة وارتياد الأماكن الترفيهية". بيد أن خالد لا يعاني أي قلق بسبب هذه المصاريف. فنظراً إلى أنّه ليست لديه مسؤوليات عائلية كالمتزوجين، فإن مثل هذه القروض البنكية لا تشكل له هاجساً، إذ إنّه يقوم بسدادها بيسر خلال باقي أيام العام، كما أنه يعتبر أنّ السفر الصيفي من الأمور المهمة مثل السيارة والبيت. ويقول إنّه يلجأ إلى هذه الطريقة ليحقق رغبة يصفها بأنّها "ضرورية"، فالعطلة بالنسبة إليه "هي بمثابة فرصة فريدة للراحة وللاستجمام والترويح عن النفس من عناء العمل طول السنة، ومناسبة للسفر وزيارة أماكن جديدة". لكن، من ناحية أخرى، فإن مصاريف الإجازة وقروضها، تطيح بكل خطط خالد التوفيرية، لبناء المستقبل، وهو يقول في هذا الشأن: "كل عام أحاول أن أستفيد من أخطائي السابقة في ما يتعلق بالمصروف، وأبحث عن حلول توفر لي الترفيه بأنسب ميزانية ممكنة".   - ندم: من ناحيتها، تعترف سالي عبدالرحيم (موظفة، عزباء) بأنّها أنفقت مدخرات 3 أعوام في عطلتها الصيفية المنصرمة، بسبب إفراطها في التسوق وشراء الهدايا للأصدقاء والأقارب، إضافة إلى استخدامها بطاقات الائتمان بشكلٍ مُبالغ فيه. وتقول إنّها تعلمت درساً مهماً في هذا الصيف بعد أن شعرت بالندم جراء ذلك. وتضيف: "لقد تلقيت هذا العام درساً مهماً حول ضرورة مراعاة دخلي قبل تحديد برنامج الإجازة، بحيث تكون نفقات الإجازة في حدود هذا الدخل، وفي حدود إمكاناتي المادية".   - استدانة: ويقدر عمر الليثي (موظف، مطلق) مصاريف الإجازة بأنّها تزيد بنسبة 70 في المئة على مصاريف الأيام العادية، ويجد أنّ "الإجازة تتطلب الكثير من المال، وتغيير الأجواء يستلزم صرف هذه المبالغ من دون حساب". ويقر عمر بأنّه يضطر أحياناً إلى الاستدانة من أخيه لتغطية مصاريف الإجازة، غير أنه يجد أن أهمية الاستمتاع بالعطلة الصيفيّة بعد مجهودٍ يبذله طوال العام، يستحق منه أن يتنازل عن بعض أيام الراحة التي ربّما تسببها أزمة مالية لاحقة، سوف يزول أثرها مع الأيام، بينما تبقى ذكريات العطلة الصيفية مع الأهل راسخة وجميلة.   - تحولات: ويقول بشار مسلمي (صاحب شركة، متزوج): "إن ميزانية الأسرة لم تكن في السابق تتأثر بحلول الصيف، لأنّ المصاريف كانت معروفة، وأماكن الترفيه كانت محدودة. أما الآن، فنظراً إلى الظروف الاقتصادية والحصار الإعلامي والإعلاني اليومي عن مشاريع السفر والنشاط الترفيهي والاستهلاكي، فإنّ الميزانية باتت تتأثر كثيراً". ويقول: "شخصياً، نادراً ما ألجأ إلى مدخراتي لتغطية مصاريف الإجازة، على الرغم من أني أتكلف كثيراً، خصوصاً في ما يتعلق بشراء تذاكر السفر للرحلات الطويلة والإقامة في الفنادق والمنتجات، ولكني لا أقترض أبداً، وأعرف كثيرين من حولي ممن يفعلون ذلك ويقعون في براثن البنوك، التي ترحب بكل شخص وتقدم له مختلف التسهيلات والعروض، ثمّ تأتي بعد ذلك لتأخذ أموالها بفوائدها المضاعفة، علماً بأنّه ليس هناك ما يدعو إلى ذلك، لأن معظم إنفاق الصيف يذهب إلى الكماليات وإلى جوانب ليست ذات أهمية". - استعداد مبكر: تستعد أماني عدنان (ربة منزل، متزوجة منذ 7 أعوام) للإجازة قبل فترة زمنية كافية، حيث تهيئ أمورها المادية حتى لا تواجهها مشكلة خلال سفرها أو بعد عودتها. وتشير أماني إلى أن "أكثر بند يقصم ظهر الميزانية هو التسوق والشراء في التنزيلات، إذ إنّه معروف عن المرأة الانسياق في هذا الإطار"، لافتة إلى أن "عدم التروي والهرولة وراء الرغبات الترفيهية والاستهلاكية في فصل الإجازة، يتحول من كونه متعة ومتنفساً، إلى مصدر ضغط على ميزانية الأسرة في ما بعد". لذا، فهي تحاول دائماً تجنب الوصول إلى هذه المرحلة. بعد سنوات من الخبرة في هذا الإطار، تخلص أماني إلى أن "من يريد السفر يجب عليه الاستعداد بشكل جيِّد، ففي أغلب الأحيان تكون هناك التزامات ما بعد السفر، يجب ألا ننساها، ولابدّ من وضعها في عين الاعتبار".   - لا للقروض: وتفادياً للديون والهموم فإن باسكال خميس (موظفة، عزباء) تحسب ميزانيتها بدقة كبيرة، كاشفة أنها تخطط للسفر في العام المقبل مع انتهاء رحلتها فيالعام الحالي، وذلك بتوفير مبلغ معيّن أو الاشتراك في جمعية للادخار في العمل. وتشير إلى أنها حرصت على تحديد موعد تسلمها حصتها من تلك الجمعية في فترة الإجازة، حتى يتسنى لها السفر وتحمل مصاريف الإجازة براحة ويسر. وتضيف: "أنا لا ألجأ أبداً إلى القروض البنكية، على الرغم من أنّ الحصول على قرض بات أسهل من الحصول على سلعة من البقالة المجاورة، لكني غالباً ما أخطط لإجازتي في وقت مبكر وأضع جدولاً زمنياً للمصروفات حسب إمكاناتي فقط". وتؤكد باسكال أنّ التسوق والأكل في المطاعم والفنادق هي من أكثر البنود التي تؤثر في ميزانية الفرد وتلتهم الدخل في الصيف".   - الهدايا والتذاكر: بدوره، يؤكد محمود الباهي (متزوج، وأب لطفلين) أن أكثر ما يلتهم ميزانيته ويؤثر في بنود العام المالية "هو شراء الهدايا وتذاكر السفر"، حيث إنه اعتاد قضاء الإجازة مع الأهل والأصدقاء في بلده تونس. ويقول: "مهما حاولنا التخطيط وتنظيم الميزانية، فلابدّ أن تكون هناك ثغرات تعرضك للمعاناة وشد الحزام بعد العودة من الإجازة". ولكن، ماذا تفعل لسد هذه الثغرات؟ يجيب: "أضطر إلى التنازل عن احتياجات أساسية لفترة معينة، فهذا أفضل بالنسبة إليّ من اللجوء إلى الاستدانة، سواء من البنك أم من الناس".   - استنزاف: وعلى الرغم من استعداده المبكر لمصاريف الإجازة، إلا أن سامي رجا محمود يؤكد أنّ "الميزانية لا تسلم في بعض الأحيان من الاستنزاف". ويضيف: "أظل أحسب وأضع خطة لأي وجهة سفر أريد أن أقوم بها، ثمّ بعد إعداد الخطة، أقدر الميزانية المالية على أساسها، لكن هذا لا يعني أن من الممكن أن أفقد القدرة على التحكم وتتغير الحسابات، لتطيح بكل إجراءات التقشف والحذر والتحفظ في الإنفاق".   - إنفاق استهلاكي: لمعرفة نمط إنفاق الأسرة العربية وكيفية ضبط ميزانية هذه الأسر خلال فترة الصيف والإجازات، وضعنا بعض الأسئلة على طاولة الباحث الاقتصادي الرئيسي في دائرة التنمية الاقتصادية الدكتور أحمد الفائق، الذي يؤكد أن "متوسط إنفاق الأسرة العربية يشهد زيادة ملحوظة في بعض المواسم والفترات، مثل فصل الصيف، نظراً إلى ارتباطه بموسم الإجازات وكذلك في المناسبات الدينية مثل شهر رمضان والأعياد". وعن سمات وملامح إنفاق الأسرة العربية خلال فصل الصيف، يقول د. الفائق إنّه "إنفاق استهلاكي في معظمه، وتتمثل مكوناته في مصاريف السفر والسياحة والمناسبات الاجتماعية للأسر المواطنة، ومصاريف العودة إلى البلدان الأصلية في الإجازات السنوية للأسر المهاجرة". منوها إلى أن "هذا الإنفاق يرتبط في كثير من الأحيان بالإسراف والمبالغة لمجرد التفاخر والمباهاة ومجاراة الآخرين، كما يظهر في بعض حفلات الأعراس". أما عن الإنفاق السياحي، فيوضح د. الفائق أنه "يشكل المكون الأكبر في إنفاق الأسرة المواطنة خلال فصل الصيف، التي تتجه في معظمها إلى الخارج". ويشير د. الفائق إلى أن "آثار الإنفاق خلال الصيف على الأسر ذات الدخل المحدود تتلخص في اختلال هيكل الأولويات والأسبقيات الإنفاقية للأسرة، حيث يأتي الإنفاق على بعض البنود على حساب بنود أخرى ربما تكون أكثر أهمية، ما قد ينعكس سلباً على الاستقرار الأسري. إضافة إلى إهدار الكثير من الموارد ووقوع البعض في فخ المديونية نتيجة اللجوء إلى الاقتراض في ظل السلوك الاستهلاكي غير الرشيد، ما قد يؤدي إلى بعض المشكلات الاجتماعية". ويضيف: "هناك أيضاً جانب عام آخر، وهو ضياع العديد من فرص العمالة والدخل نتيجة توجه معظم الإنفاق السياحي للأسر إلى الخارج". ويقترح الدكتور الفائق "حزمة من النصائح الاقتصادية لتنظيم الإنفاق الأسري"، قد ينجح العمل بها في الحد من الأزمات المالية التي تواجه الأسر في مثل هذه الفترات وعلى رأس هذه النصائح: تخطيط الإنفاق الأسري بشكل عام وخاصةً في فصل الصيف، وذلك من خلال وضع الميزانيات الأسرية، والتصرف في حدود الموارد والإمكانات المتاحة للأسرة، وتحقيق التوازن بين مختلف متطلبات أفرادها". ويضيف: "كما أن من الضروري ترشيد السلوك الاستهلاكي وتجنب هدر الموارد بإسراف والمبالغة في الإنفاق لمجرد محاكاة الآخرين والتفاخر والمباهاة، وعدم الانقياد وراء حملات الإعلان والمغريات الأخرى، مثل سهولة الحصول على القروض الاستهلاكية". كذلك، فإنّ الدكتور الفائق يرى أن "تشجيع السياحة الداخلية على المستوى الوطني، والسياحة البينية على المستوى القومي، يحد من الإنفاق السياحي للأسر والأفراد، ويسهم إلى حد كبير في إيجاد المزيد من فرص العمل والدخل". كما ينصح الأسر من خلال هذه الحزمة الإرشادية "باختيار وجهات السياحة على ضوء المعلومات والمعرفة الكافية بالظروف الاقتصادية للبلد المضيف".   - مشكلة نفسية: في المقابل، ماذا عن الناحية النفسية؟ وما الذي يجعل الناس ينفقون كثيراً من المال خلال العطلات الصيفية؟ حول هذا السؤال وغيره، يقدم الأستاذ المساعد في علم النفس الدكتور عنبر حقي إفاداته من وجهة نظر تحليلية للمسألة، حيث يشير إلى أن "أوقات الصيف هي فترة إجازات، وهي الفترة التي يعود فيها الكثير من المغتربين إلى بلادهم محملين بالهدايا لأحبائهم. والصيف هو أيضاً موسم رائج للبيع في المحال التجارية، والتي تجذب الناس على شراء بضائعها بأرخص الأسعار في ما يعرف بموسم التنزيلات، فيقبل الناس على الشراء بمعدلات أكثر من الأيام العادية". ويضيف د. حقي: "كذلك، فإن كثيراً من المواطنين الذين يسافرون إلى الخارج يحتاجون إلى إنفاق المزيد من الأموال في شراء احتياجات السفر. ذلك لأنّ السفر ينطوي على نفقات إضافية، كما أن حمى الشراء تزيد كذلك بسبب أنّ الناس يقضون أوقاتاً أطول داخل مراكز التسوق هرباً من حرارة الطقس، حيث لا تكون الحدائق أو المتنزهات الخارجية مكاناً مفضلاً في هذا الطقس". أما أسباب الإفراط في التسوق في فصل الصيف وغيره، فهي تعود بحسب الدكتور حقي إلى "محاولة بعض الناس مواكبة من حولهم، حتى وإن لم يكونوا في مستواهم نفسه، كما أن بعض الناس يبحثون عن الإشباع النفسي من خلال التسوق، وهذا يعود إلى مشكلة نفسية". ويتابع: "كما أنّ المشكلة الحقيقية اليوم تتمثل في وجود بطاقات الائتمان التي لا توحي بحجم الإنفاق، حيث إنها تمكن المرء من شراء الأشياء من دون شعوره بأنّه ينفق نقوداً، فهو يتعامل معها على أنها مجرد قطعة بلاستيكية تحقق له ما يرغب، لكن الفواتير التي تأتي في وقت لاحق مع ارتفاع أسعار الفائدة، تشعر صاحبها بحجم المشكلة". ويؤكد الدكتور حقي أنّ "الإسراف والتبذير والشراء في كثير من الأحيان إنما تعود إلى جذور نفسية، حيث بينت البحوث العلمية إنّ الناس الذين يعانون الاكتئاب هم الأكثر ميلاً إلى المبالغة في التسوق، حيث يبحثون في السوق عن تعويض للسعادة التي يفتقدونها في علاقتهم مع الناس". ويضيف: "لذا، فإنّ الإفراط في التسوق، حتى وإن ارتبط بموسم الصيف، فإنه يعد نوعاً من أنواع الإدمان، الذي لا يؤثر في النواحي الاقتصادية فحسب، بل يسبب كذلك الكثير من المشاكل العائلية بسبب سلوك أصحابه القهري، وعدم قدرتهم على إدارة شؤونهم المالية". ويلفت إلى أن "من شأن ذلك أن يؤثر في العلاقات العائلية، ما يستدعي ضرورة التدخل في مثل هذه الحالات ورصدها عن كثب ووضع خطط العلاج وفقاً لذلك، من قبل المختصين النفسيين. إذ إنهم من خلال تقديم المشورة وأساليب تعديل السلوك، يمكنهم حل هذه المشكلة".   - نصائح للتقليل من تكلفة السفر في الصيف: من أجل التقليل من نفقات السفر وتحقيق الموازنة بين مصاريفنا في الإجازة مع المال الذي رصدناه لها، يقدم "الأمين العام السابق لـ"اتحاد البنوك الإسلامية" سمير عابد في أحد مقالاته بعض النصائح الاقتصادية، والتي يؤكد فيها ضرورة معرفة بعض المعلومات الأساسية عن هذه الإجازة مثل: - تحديد تواريخ السفر، لأن تكلفة الإقامة بالفنادق وتذاكر الطائرات تختلف بين شهر وآخر لا بل بين يوم وآخر. فإذا كنا سنسافر في أشهر الذروة (high season) مثل شهري يوليو وأغسطس صيفاً، أو ديسمبر شتاءً، فسوف ننفق أموالاً أكثر على إجازتنا. كما أن أجور الفنادق ترتفع خلال إجازة آخر الأسبوع. فإذا استطعنا تجنب هذه الليالي في الفنادق الغالية يكون ذلك أفضل. - معرفة مستوى الفنادق في المدن أو المواقع التي ننوي زيارتها. فتكلفة فندق خمسة نجوم في مدينة أميركية صغيرة، تساوي نصف تكلفة فندق ثلاثة نجوم في المدن الأوروبية الكبيرة، فإن استطعنا أن نسكن في مدينة أصغر، ونقود سيارة مستأجرة أو مواصلات عامة للمدن الأكبر فهذا أوفر. - تذاكر الطائرات أصبحت تكلف الكثير. فإذا استطعنا أن نحجز قبل السفر بفترة طويلة، نستطيع أن نشتري تذاكر بأقل من سعر التذكرة الكاملة. ولهذا، فإنّ التخطيط المبكر أفضل دائماً من الانتظار لآخر لحظة. - ينبغي التفريق ما بين الإجازة والتسوق، فالإجازة لا ينبغي أن تكون مرادفاً للتسوق. ذلك أن خلطهما كثيراً ما يكون كارثياً، خاصة على محدودي الدخل. لهذا، يجب القيام بمفاوضات سلمية بين الزوجين لرسم الحدود قبل السفر، تجنباً لنشوب حرب باردة خلال الرحلة لا سمح الله. - تكلفة المعيشة والعملات: هناك معلومات متاحة يطلق عليها "مؤشر تكلفة المعيشة" (Cost of living index). هذه المعلومات تفصل تكلفة المعيشة بمختلف الدول. وإن لم نكن في حاجة إلى كل هذه التفاصيل، علينا أن نعرف القيمة النسبية للعملات التي سنعيش بها خلال الرحلة. فإذا كنا سنستخدم "الروبية" الإندونيسية، أو "الرنغت" الماليزي، أو حتى "اليوان" الصيني، فلنستبشر برغد العيش مع الفوارق الأخرى. أما إذا كنا في دول "اليوو" أو حتى "الجنيه الاسترليني"، فلنترقب أموالنا وهي تطير مع النسمات الأوروبية. - الهدايا العائلية: لا ينبغي لإجارة الصيف أن تكون رحلة تسوق ولهذا ينبغي حسم موضوع الهدايا تجنباً للنزاعات.

ارسال التعليق

Top