• ٣ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

(الإجازة الصيفية).. وأسباب النكد العائلي!

(الإجازة الصيفية).. وأسباب النكد العائلي!

كثيراً ما تشهد فترة الإجازة يوميات من (النكد) العائلي في داخل بعض البيوت، بسبب مخططات التنزه والسفر، التي يراها الأهل الفرصة الأجمل لاجتماع كلّ افرادها، وقضاء وقت ممتع.

يبدو أن بعض الأبناء وخصوصاً من هم في مرحلة المراهقة يتنصلون عن تلك المخططات ويفضلون اما العزلة والابتعاد عن مرافقة الاهل وأمّا التحكم في وجهاتهم، خصوصاً السفر واختيار بلدان قد تكون مصروفاتها تهد ميزانية الأسرة.

فكيف يتصرف الآباء عندما تواجههم مثل هذه المشاكل؟ وما وجهة نظر الأبناء والأسباب التي تدفعهم لمثل هذه التصرفات؟

 

كلّ يصرُ على رأيه

هند خالد (35عاماً) ربة منزل، تقول عن معاناتها مع أولادها في كلّ إجازة لدى اختيار وجهة السفر: كل منهم له رأي، ولكل يصر على رأيه، فأبنائي الكبار يفضلون رحلة تناسب اختياراتهم وامزجتهم، أمّا الصغار فيهمهم السفر إلى أماكن ترفيهية شهيرة، وأتذكر في مرة انقسمنا بسبب هذا الصراع، أنا وزوجي رافقنا الصغار لفرنسا لزيارة (ديزني لاند) اما الكبار فالتحقوا بأحد المعسكرات الصيفية في جدة، ولا أنكر أن في تلك المرة استنزفنا مادياً أكثر من أي مرة.

 

جئتم على الجرح

أما مروان السليماني (40عاماً)، معلم، فقال: 80%من مجموع السفر تتغير إلى الأماكن التي يرغب بها أبنائي، ويجب أن تتضمن مسبحاً، ألعاباً ترفيهية، سينما، مولات، وأهم شيء وجود مطاعم ماكدونالدز، وأيضاً يجب ان تكون ضمن الاختيار3 مدن على الأقل للدولة التي سنسافر لها؛ بحجة ان صديقة ابنتي أوصديق ابني ذهب إليها، وهذا السبب جعلني ألغي السفر العام الماضي.

 

أريد تركيا وأولادي يغيرون الوجهة

للمرة الثانية تتغير وجهة سفر عائلة رهام عبد الله (29عاماً)، صحافية، بسبب رأي أبنائها، ففي كل مرة تختار فيها وجهة السفر إلى تركيا يرفض أبناؤها ويغيرون الوجهة لبلد آخر، وتقول: المرة الأولى تغيرت إلى ماليزيا بحجة أنهم يردون زيارة أماكن ترفيهية، وهذا العام بقرار من ابنتي ذات 15عاماً سنسافر إلى أمريكا؛ لأنها تريد التسوق، وأحياناً تراودني نفسي ألا ارافقهم هذه المرة، فلا أود شخصياً الذهاب لأميركا.

 

ماذا يقول الأبناء

ربى خان (20 عاماً)، طالبة، ترى إنّهم في هذا العمر لهم أراءهم وحياتهم الخاصة، وأحياناً إذا لم يسمع لهم يلجأون للتقوقع والبحث عن راحتهم أينما تكون، وتقول مزاجي مختلف تماماً عن مزاج أهلي، فمزاجهم يميل للتعصب أحياناً، فعندما أخرج معهم للتنزه لا اخذ راحتي، وحتى اختيارهم للأماكن يصرون أن تكون بحسب آراء الكبار فقط، أنا في قرارة نفسي أرى أن لدي حياتي التي أود أبنيها كما أحب.

 

أذهبوا واتركوني

وقالت صبا (16عاماً)، طالبة، عندما أصر على تغيير رأي أهلي للمكان الذي أحب الذهاب إليه أقوم بدعوتهم على حسابي أو أسرد لهم تجارب سيئة عن خيارهم، وفي السفر أحاول اقناعهم برايي، أو أقول أذهبوا لوجهتكم واتركوني، فيقومون أما بإلغاء الرحلة أو يذهبون للمكان الذي اخترته، وهذا ما يسمى بـ(شغل الزن والدحلسة).

 

أتمنى ان أسافر وحدي

اما مريم غريب (13 عاماً) طالبة، فتستمتع بالسفر مع عائلتها لكنها تتمنى أن تجرب السفر لتخوض تجاربها الخاصة، وتقول أن أصرت عائلتي على الذهاب لمكان ما لا أعارض، لكنن أحب السفر لأماكن جديدة وبصراحة أود خوض التجربة بالسفر مع نفسي لتقوية ذاتي.

 

الرأي التربوي

تنصح المستشارة التربوية الدكتورة أحلام، الآباء بأنّ أبناءهم، في هذه المرحلة، مرحلة المراهقة، تكون عنده رغبة قوية في إثبات ذاتهم، لذلك نجد إن المراهق قد يميل في بداية هذه المرحلة إلى الانطواء والعزلة وعدم مشاركة الأسرة في  الترفيه والمناسبات الاجتماعية، فالعلاج هنا أن يحرص الآباء على مجالسة أبناهم والابتعاد عن أي منغصات كالتهكم والسخرية أو اللوم والعتاب، أو التوجيه والنقد، أو المحاضرات المحفوظة، ويلتزموا بالحوار الجاد المفيد، والكلمات الخفيفة، والمتعة، هذاما يجعل الأبناء دائمي الحرص على مجالسة آبائهم بحب.

وأضافت: وفي حالة الأبناء الذين يصرون على الذهاب لأماكن قد تفوق ميزانية الاسرة، تظهر أهمية إشراك المراهق في اتخاذ قرارات الأسرة ومعرفة الميزانية المخصصة لكل نشاط. كذلك توضيح احتجاجات الأسرة بشكل يساعد المراهق على تقبل القرارات وعدم المطالبة بما يثقل كاهل عائلته.

ارسال التعليق

Top