• ٣ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

استقبال رمضان المبارك بنفحاته الروحية والإيمانية

استقبال رمضان المبارك بنفحاته الروحية والإيمانية

◄استقبل رسول الله (ص) شهر رمضان المبارك قائلاً: "أيها الناس انّه لقد اقبل إليكم شهر الله المبارك بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله".

وفي حديث انّه (ص) استقبله قائلاً: "سبحان الله؟ ماذا تستقبلون؟ وماذا يستقبلكم".

واستقبل الإمام السجاد (ع) شهر الله قائلاً: "والحمد لله الذي جعل من تلك السبل، التي هدانا إليها، شهره شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام، الذي فيه أنزل القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فأبان فضيلته على سائر الشهور بما جعل له من الحرمات الموفورة، (الصحيفة السجادية).

يا أبناء الإسلام الكرام... ها قد اطل علينا شهر رمضان العظيم شهر الله الكريم، موسم يعظم فيه الأجر وتفتح فيه أبواب الخير، شهر الرحمة والبركة شهر المنح والهبات شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، شهر يتزود فيه المؤمنون لأحد عشر شهراً من خلال الصلاة والصيام وتلاوة القرآن واحياء الليل، والذكر والدعاء والتسبيح والاستغفار والصدقة والزكاة والإحسان وطلب الجنة والعتق من النار. فالسعيد من نال الغفران والجنة في هذا الشهر الفضيل.

فلنستقبل شهر الله كما كان يستقبله رسول الله (ص) فنتجنب العادات الخاطئة الشائعة والملحوظة في المجتمعات الإسلامية في استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالأقبال على اللهو واللعب وعلى شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة والاسراف (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف/ 31).

في حين يتم اهمال وإلغاء الجانب المعنوي والروحي ويهمش إدراك حقيقة الصيام والحكمة التي من أجلها شرع، المتمثلة في مشاركة الفقراء والمستضعفين والمحتاجين فلنستقبله كما يستقبله المتقون: فننسلخ من حياتنا الروتينية ونتجرد من أواصر المادة وننصرف بأرواحنا إلى ربنا لنقف على عظيم ما أعده الله تعالى لنا في هذه الضيافة من أجر جميل وثواب جزيل لمن عرف حرمة هذه الضيافة وفضلها وشرفها حيث انّ الداعي لها هو رب العالمين وأوسع المعطين.

لنستقبله استقبال الموقنين: تثبيتاً للإخلاص وتسكيناً للفؤاد، وتطهيراً للِّسان عن الكذب وللبصر عن المحارم وللسمع عن الآثام وتنقية للقلوب عما علق بها من ادران الذنوب وغسل المعاصي بماء التوبة والاستغفار...

لنستقبله استقبال المؤمنين: لا يتنازعون ولا يتباغضون ولا يتحاسدون ولا يغتابون ولا يتسابون ولا يغفلون عن ذكر الله ولا يتكاسلون عن التعاطف والتراحم والإحسان والشفقة وصلة الرحم وحفظ الجوار...

لنستقبله استقبال المستعدين لتلبية دعوة الله: عليهم السكينة والوقار والخشوع والخضوع المتذوقين لحلاوة مناجاته تعالى المتمتعين بالانقطاع إليه المستأنسين بالقرب منه المتضرعين إليه بالدعاء والابتهال والانابة.

لنستقبله كما يستقبله المستبشرون: الذين تغلبوا على الشيطان من خلال كبح جماح الهوى، ورد شهوات النفس فحققوا أروع انتصارات عالم الروح على عالم المادة فكانت (بدر الكبرى) (وفتح مكة) ذلك الفتح المبين.

لنستقبل شهر الله الأكبر، وعيد أوليائه وأكرم مصحوب من الأوقات، وخير شهر في الأيام والساعات، الذي قربت فيه الآمال، ونشرت فيه الأعمال، ورقت فيه القلوب وقلت فيه الذنوب.

 

سنة الاستهلال:

ومن أهم أدات استقبال الشهر الفضيل الاستهلال في الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك، وتحري الهلال، تأسياً برسول الله (ص)، وقد داب المسلمون على أحياء هذه السنة المحمدية وقراءة أدعية رؤية الهلال روى السيد ابن طاوس انّ الإمام عليّ بن الحسين (ع) مرّ في طريقه يوماً فنظر إلى هلال شهر رمضان فوقف فقال: في جملة ما قال: "فأسأل الله ربي وربك وخالقي وخالقك مقدري وقدرك ومصوري ومصورك أن يصلي على محمّد وآل محمّد وأن يجعلك هلال بركة لا تمحقها الأيام، وطهارة لا تدنسها الآثام، هلال أمن من الآفات وسلامة من السيئات هلال سعد لا نحس فيه، ويمن لا نكد معه، ويسر لا يمازجه عسر وخير لا يشوبه شر، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان وسلامة وإسلام...".►

ارسال التعليق

Top