• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

حماية الطفل من التأثّر بالسلوكيات غير المرغوبة

ميساء غنيم

حماية الطفل من التأثّر بالسلوكيات غير المرغوبة
   تُواجه الآباء والأُمّهات العديد من المشكلات في تربية أبنائهم، خاصة عند اكتساب هؤلاء بعض السلوكيات غير المرغوب بها ولا سيما عندما يكونون في مراحلهم الأولى، سواء من أقرانهم الذين يختلطون بهم في الحي أو المدرسة أو من بعض أفراد العائلة، حيث نجدهم سريعي التأثّر والمحاكاة لكلّ ما يحدث أو يصدر عن غيرهم. الاختصاصية في تعلّم ونمو الأطفال الدكتورة غادة منصوري، توضح لكِ كيف تتعاملين مع طفلك ومراقبته وحمايته من هذه السلوكيات غير المرغوب بها، والتي كثيراً ما توقعك في الحرج! يتأثّر الأطفال بسلوكيات الآخرين السلبية بدرجات متفاوتة، حسب البيئة التي يتربّون فيها ومدى متانتها وهشاشتها، علماً أنّه في إمكان الأُم المهتمّة بابنها ملاحظة أي تغيير في سلوكه، سواء بات يتلفّظ بالشتائم، أو يتصرّف بعدائية أو يقوم بأعمال تخريب، وقد صنّف العلماء العوامل المؤثرة في النمو، بـ: عوامل وراثية وبيئية وأخرى متعدّدة "تطوّرية".   - تغيّر بيئة الطفل: ومعلوم أنّه في الفترة المتأخرة من الطفولة المبكرة، يدخل الطفل غالباً رياض الأطفال، ما يمهّد للانتقال من جو المنزل إلى جوٍ شبيه بجو المدرسة، غير أنّه يغلب عليه اللعب، فتتوسع فيه علاقاته الاجتماعية لتشمل المعلّمة ورفاق الصف الذين يشكّلون أوّل نواة لجماعة الرفاق، فيعرف في هذه الفترة قوانين العلاقات الاجتماعية المبسّطة، بل يبدأ بممارسة بعض هذه الاستراتيجيات، حيث يستطيع التخلص من التمركز حول الذات من خلال اللعب، ولكن أثناء هذا الانتقال، من بداية دخوله رياض الأطفال مروراً بجميع المراحل، قد يتعرّض إلى عنف وكلام بذيء وشتائم وسباب وصياح، وكلّها سلوكيات سلبية وغيرها الكثير من عدوان وكذب وسرقة، ما يجعل الوالدين في حالة من القلق حول سبب تدهور سلوك طفلهما فيقفان حائرين، وأحياناً عاجزين عن فعل شيء وقد يلجآن إلى تعنيفه لتقويمه!   - لماذا هذه السلوكيات؟ وتوضح الدكتورة منصوري أنّ هنالك عدة عوامل تشكّل أرضية خصبة وتجعل الطفل سريع التأثر بهذه السلوكيات السلبية، ومنها: ·   غياب القدوة والحدود والضوابط الأخلاقية داخل العائلة، خصوصاً إذا كانت الأُم عصبية المزاج ولا تكفّ عن الصراخ واختلاق المشكلات والخصوم مع الزوج والأهل والجيران. ·   عدم التزام الأب بحدود الأخلاق، فيسمح لنفسه بسب وشتم زوجته وإهانتها، مادياً ومعنوياً أمام الأبناء، ومن غير عناء سيشرع الطفل الصغير في تقليد والده فيشبّ على هذا السلوك المشين. ·   كثرة الخلافات في صلب العائلة والتي تؤدّي إلى الاضطراب السلوكي لدى الأطفال وتدنّي أخلاقهم، فيجد الطفل في ممارسة العنف في الشارع والتفوّه بالكلام البذيء والعدوان أو التخريب نوعاً من التنفيس عن المكبوتات، وتحقيق بعض التوازن النفسي المفقود. فالطفل يعيش انفجاراً داخلياً نتيجة كثرة الانفعالات والتراكمات النفسية من الأسرة، وربما الفقر والحرمان... وهذه العوامل مجتمعة تحوّله إلى شخص منحرف في السلوك والأخلاق. ·      وجود الخادمة غير المؤهّلة لتربية الأبناء.   - التدخّل العلاجي: ونظراً إلى أهميّة الطفولة كحجر أساس لبناء شخصيّة الإنسان مستقبلاً، ينصح علماء الصحة النفسية بأهمية دراسة مشكلات الطفل وعلاجها في سن مبكرة قبل أن تستفحل وتؤدي إلى انحرافات نفسية. ولذا، فإنّ سلوك الطفل يعدّ مشكلة تستدعي العلاج عندما تلاحظ أمّه التالي: ·   تكرار السلوك الخاطئ: يجدر بالأم التمييز ما بين السلوك العارض والذي يختفي تلقائياً بجهد من الطفل أو والديه، والسلوك الذي يتكرّر ويصعب علاجه. ·   إعاقة السلوك لنمو الطفل الجسمي والنفسي والاجتماعي: عندما يكون هذا السلوك مؤثراً على سير نمو الطفل ويؤدي إلى اختلاف سلوكه ومشاعره عن سلوك ومشاعر من هم في سنه. ·   أنّ تحدّ المشكلة من كفاءة الطفل في التحصيل الدراسي والتعلّم، وفي اكتساب الخبرات. ·   عندما تتسبّب المشكلة في إعاقة الطفل عن الاستمتاع بالحياة مع نفسه ومع الآخرين وتؤدي إلى شعوره بالكآبة، وضعف قدرته على تكوين علاقات جيِّدة مع والديه وإخوته وأصدقائه ومدرّسيه.

ارسال التعليق

Top