جعل الله تعالى الإنسان جنسين اثنين يكمّلان بعضهما، حيث منحهما كلّ ما يحتاجانه من أدوات، ووفر لهما كافة السُّبل الممكنة والمتاحة من أجل أن ينهضا بالحياة، وقد جاءت الشرائع السماوية منظمة للعلاقة بينهما، وتحثّهما على بذل أقصى جهد ممكن في سبيل تحقيق غاية الله من خلقه. كما إنّ دور المرأة في المجتمع لا يبرز بشكل فعّال إلّا إذا أزيلت كافة القيود المصطنعة عن المرأة منطلقين من روح العصر، فالعصر في تقدم وهو لا يرجع إلى الوراء، ولكلّ عصر مقتضياته. كما أمّن الإسلام للمرأة كافّة حقوقها، ومنحها مكانة عظيمة سواء أكانت أُمّاً، أو زوجةً، أو بنتاً، أو أختاً، فلها ما لها من الحقوق وعليها ما عليها من الواجبات، بل وأعطاها ميّزات إضافية عن الرجل بأن جعلها الأُمّ التي تكون الجنّة تحت أقدامها، وأعطاها من الحسنات ما استحقّت عندما تقوم برعاية بيتها وتهيئته على أحسن وجهٍ، وزوجها عندما تسانده وتقف معه في السراء والضراء، وتخفّف عنه عبء وظيفته وتعب يومه، وأولادها الذين تسعى جاهدةً على تربيتهم تربية صالحة. وبرزت المرأة في عصرنا هذا ولعبت أدواراً عديدة بحاجةٍ إلى قوّة وشجاعة وبأس، فظهرت المرأة القائدة لبلادها، والمرأة الطبيبة، والمرأة المعلّمة، وأخذت دوراً حتى في مجالات الحِرف اليدوية الّتي عُرفت بأنّها من قوة الرجال، ولكنّها برعت في كلّ دور لعبت فيه، وستُبدع أكثر وأكثر إذا آمن المجتمع بها، وأعطاها من الفرص ما أعطى للرجل، فلها الحقّ في البحث عن ذاتها، وممارسة المهنة الّتي تُناسبها تماماً كحقّ الرجل. فدور المرأة في المجتمع منه أعظم الأدوار وهي تفوق الرجل في بعض الأحيان، نظراً لقدرتها على أداء بعض الأعمال بشكل أفضل من الرجل – ليس القصد هنا ما تم أيضاً ابتذاله من دور الأمومة والأدوار التي هي للمرأة وليست للرجل نظراً لاختلاف التكوين الجسدي بينهما – حيث أنّ المرأة قادرة على العمل الجماعي بشكل يفوق الرجل، ومن هنا سر تألقها، فمن حاول إطفاء هذا التألق وكبته فهو بحاجة إلى مراجعة جادة لأفكاره ومبادئه. دور المرأة في المجتمع كبير جداً، ومتشعب، وحساس في الآن ذاته. ومن جانب آخر الأمومة يُعتبر هذا الدور الأساسي والأهم في حياة المرأة، والذي لولاه لما قامت المجتمعات، والأمم، والحضارات، ولما برز العظماء، والعظيمات في العالم من الذين أسهموا في إحداث تغييرات عميقة وجذرية على مستوى الإنسانية جمعاء. يتضمّن دور الأمومة بعنوانه العريض أدواراً فرعيّة منها: التربية والتنشئة، والاهتمام بمشاكل أفراد عائلتها، وتقديم الدعم العاطفي لهم، وتثبيتهم عند الشدائد، فكلّ هذه الأدوار هامة جداً لضمان الاستقرار النفسي لأفراد المجتمع، وفي جعلهم أشخاصاً يصدرون عن تصرفات قيمية وأخلاقية ترتقي بالمجتمع إلى القمم. ومن الأدوار المهمة التي تقوم بها المرأة العمل في المجالات التي ترغب المرأة في العمل بها، وتلقي العلم الكافي الذي يؤهلها لذلك، إلى جانب أهمية تخصيص جزء من وقتها لأعمال الخير إن أمكنها ذلك؛ ذلك أنّ المرأة أقدر من الرجل على مساعدة بعض الحالات الإنسانية، كتلك الحالات التي تتعلّق بالنساء اللواتي يتعرضن لأشد أنواع الاضطهاد، ومن هنا فإنّ المرأة قادرة على تولّي إدارة العديد من المناصب والمراكز التي تتعلق بالأمور الاجتماعية، والأُسرية، والحقوقية، بكلّ كفاءة واقتدار. وأخيراً، تعتبر المرأة جزء لا يتجزء من المجتمع حيث لا يمكن للمجتمع الاستغناء عنها أو الاستهانة بالدور الفعّال الذي تقوم به، فهي تعتبر البنية الأساسية للأُسرة والمجتمع ككلّ.. فالمرأة رمز للعطاء والكفاح فبرغم من وجود الفوارق بينها وبين الرجل إلّا أنّها استطاعت التغلب عليه وأن تبرز نفسها في المجتمع وتبيّن أنّها فرد لا يستهان به فقد ساهمت المرأة في الكفاح الفكري والسياسي واستطاعت التعبير عن رأيها بحرّية فقد برز دور المرأة وأهميته من خلال الدور الذي تقوم به داخل المنزل وخارجه فهي إضافة إلى كونها المسؤولة الأولى عن المنزل والاهتمام بالأطفال وتربيتهم أصبحت تساهم في كلّ مجالات الحياة وتبذل وتعطي من نهر العطاء الذي تملكه بكلّ حب وفخر واعتزاز.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق