• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

القلب المؤمن في القرآن الكريم

السيد عادل العلوي

القلب المؤمن في القرآن الكريم

◄(لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة/ آية (22)).
إن الله سبحانه في هذه الآية الشريفة ينفي الإيمان عن قلوب أقوام إتصفوا بهذه الصفة، أنهم يودون من يحارب الله، كآكلي الربا والكافرين والمشركين وأعداء الله، حتى لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم، أي أقرب الناس إليهم، بل حتى ولو كان من عشيرته، فإنه لا يتعصب لقبيلته وعشيرته، ويقدم فاسقهم على المؤمن، بل عنده الملاك هو الإيمان بالله وتقوى القلوب :(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (الحجرات/ آية (13)).
فالذي إتقى ربه وعمل صالحاً فإن الله كتب في قلبه الإيمان، وأيده ونصره بروح منه، ففي الدنيا لايوادّ الذين كفروا وحادوا الله ورسوله أبداً، حتى ولو كان أقرب الناس إليه، ونتيجة إيمان قلبه أنه في الآخرة يدخل جنات عدنٍ وفراديس تجري من تحتها الأنهار خالداً فيها، لأن الله رضي عنهم كما هم رضوا عن الله، ووصلوا الى مقام الرضا والتسليم لأمره، فأولئك حزب الله حقاً، وأولئك هم المفلحون في الدنيا والآخرة.

من كتب في قلبه الإيمان فإنه لايزول ذلك فيكون مستقر الإيمان، ويؤيد بتأيدات إلهية في حياته العلمية والعملية، الفردية والإجتماعية. فإنه يكون مؤيداً بجبرئيل والقرآن والحجة والبرهان، فتحدثه الملائكة ويلهم فعل الخيرات بروح منه، بعد كمال قوته الإنسانية والإيمانية.
فالقلب المؤمن يعادي أعداء الله ويوالي أولياء الله، ولا يتهاون في إقامة دين الله وحكومته، ويبذل النفس والنفيس من أجل ذلك: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد/ آية (7)).
فالقلب المؤمن له علامات: ومن أهما التولي لله ولما فيه وعليه اسمه، والتبري من أعدائه، وما ليس عليه اسم الله عز وجل.
كما هناك علائم وامارات أخرى كثيرة، كما جاء ذلك في الأحاديث الشريفة والقرآن الكريم.►

ارسال التعليق

Top