• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الطفل ومميزاته في عمر ثلاث سنوات

الطفل ومميزاته في عمر ثلاث سنوات
    يدخل الطفل في مرحلة رائعة في الثالثة من عمره، ففي هذه السن يصبح أكثر نضجاً ومعرفة، ويتحلى هذا المخلوق الصغير بالجرأة والمهارات الجسدية والفكرية القوّية حيث تكون لديه أفكار محددة حول الأشياء وآلية عملها، لكن بالطبع لا تكون مفاهيمه دقيقة بشكل دائم.

يتطور النمو الجسدي عند الطفل في هذا العمر فيصبح أكثر نحافة وطولاً، وتغدو عضلات وعظام جسمه أكثر قوّة من قبل، وعلى الأرجح يكتمل ظهور أسنانه اللبنية، ويكون وضع الرؤية والسمع لديه دقيقاً إن لم يكن هناك أي مشكلات صحّية. في هذا العمر يعتبر المشي والركض سهلاً بالنسبة إليه فهو يتحرك بثقة كبيرة، ويغير في اتجاهاته بسرعة. يحب المرح واللعب على الدرج، يستطيع أن يركب دراجة صغيرة، ويحمل أشياءً ثقيلة نوعاً ما، ويحب اللعب بكرة كبيرة، لكنّه ربما يجد صعوبة في التقاطها. ليس هذا فحسب، فالأُمّ تلاحظ أنّه عندما يمران بجانب سور صغير في طريقهما إلى الحضانة مثلاً، أنّ الصغير يرغب في المشي عليه وهو يمسك بيدها، وعندما يتحسن توازنه بشكل جيد تصبح رغبته كبيرة في اللعب خارج المنزل. أما القفز على السرير فهو من أكثر الحركات التي يحب القيام بها. وفي نهاية السنة الثالثة من عمره يستطيع على الأرجح القفز والوقوف لبضع ثوان على قدم واحدة. ويمكنه في هذه المرحلة أن يلتقط الكرة عندما يلقيها أحد إليه.

 

التطور الاجتماعي:

يجتاز الطفل في السنة الثالثة من عمره مرحلة جيدة من الناحية العاطفية والاجتماعية، فبدلاً من أن يبقى على ارتباط شديد بأُمّه فقط، يبدأ الاختلاط بالآخرين واللعب مع الأطفال، ويصبح قادراً على التمييز بين الأجناس، ويدرك أنّه جزء من العائلة يحب الاستماع إلى ما يدور عنه من أحاديث.

يبدأ في هذه المرحلة أيضاً باختيار أصدقاء له، ويتعلم من الحالات التي يراها أمامه كأن يتعاطف مع أحد الأطفال الذي قد تعرض للأذى، ويصبح أكثر تساهلاً في سماحه للأطفال الآخرين مشاركته في ألعابه، لكن بالطبع تبقى هناك بعض المشاجرات والخلافات أحياناً، وقد يشعر بالخجل في مواقف لم يجرّبها من قبل في بعض الأوقات. وفي الوقت نفسه يحب الأطفال في هذا العمر أن تكون لهم بعض السيطرة على حياتهم، وأن يستمتعوا باتخاذ قرارات ضمن الخيارات المتاحة أمامهم، ولذلك يمكن أن نترك لهم المجال في حالات مثل أنّ الصغير يريد ارتداء قميصه الأزرق بدلاً من الأحمر. يلعب الطفل في الثالثة من عمره أيضاً مع شخصيات من خياله فيحدثهم ويضحك معهم، أو يتكلم مع نفسه وهو يلعب لوحده. ويحب في هذا العمر بالإضافة إلى الألعاب الكبيرة المجسمات البلاستيكية لمزرعة مثلاً، أو حديقة حيوانات، أو بيت صغير للألعاب. أما أكثر ما يحب القيام به من نشاطات فهو مساعدة أُمّه في المنزل أو أثناء التسوق، أو في الحديقة، خاصة عندما يكون هناك حديث بينه وبين والدته خلال قيامها بتلك الأعمال.

 

لغة واضحة:

يكون كلام الطفل في الثالثة من عمره واضحاً ومفهوماً على الأرجح، ما يعني قدرته على خوض محادثة جيدة مع الآخرين، واستخدام جمل طويلة، ووصف الأشخاص أو الأشياء أو الأحداث بحيث يستطيع حتى الغرباء فهم حديثه، لكن بالطبع قد تكون لديه أخطاء تتعلق بالقواعد في هذا العمر.

يستطيع الطفل أيضاً أن يطرح بعض الأسئلة أو الاستفسارات، ويخبر الآخرين بعض القصص. يعطي ويتبع بعض التعليمات، ويكون قادراً على الخوض في الجدالات، ويمكنه أن يتحدث عن الماضي والمستقبل، وإذا سأله أحد ما عن اسمه وعمره يستطيع الإجابة غالباً. ويحب كثيراً في هذه المرحلة الاستماع للقصص والأغاني والموسيقى.

يصبح الطفل في الثالثة من عمره قادراً أيضاً على التعامل مع بعض المفاهيم كالشكل والحجم والمسافات، ويدرك بعض الأمور التي كانت غامضة بالنسبة له كاللطافة والود، وعندما يقترب من عمر الرابعة تصبح رغبته شديدة حول آلية عمل الأشياء فيبدأ بطرح العديد من الأسئلة، وسيلاحظ أيضاً التغييرات في الطقس والتي تستحوذ على اهتمامه، وقد يستطيع تسمية بعض الألوان، وربما يبدأ بعدّ بعض الأرقام، أو يحوّل بعض الكلمات إلى أغنية، أي يمكننا القول أنّه يبدأ في البحث عن علاقته الخاصة بالأشياء والأمور المحيطة به، لذلك على الأهل إعطاء الاهتمام الكبير لهذه المرحلة من عمر الطفل.

 

مهارات ذاتية:

خلال السنة الثالثة والرابعة من العمر يستطيع الطفل أن يخلع ثيابه بنفسه، يستخدم الملعقة والشوكة بشكل جيد، ويعصر عصارة معجون الأسنان، ويستعمل قلم الرصاص باليد التي يحب أن يمسكه بها. وقد يتمكن من نسخ الأشياء المرسومة أمامه، ويكتب أحد أحرف اسمه. في الثالثة من عمره، يستطيع أن يقول ما الذي يرسمه، ولكن عندما يصل إلى عمر الرابعة سيتكلم عما يريد أن يرسمه قبل البدء بذلك.

بالإضافة إلى ما سبق، يحب معظم الأطفال في سن الثالثة ألعاب التركيب واستخدام المقصات البلاستيكية التي يجب أن تكون ذات أطراف مدورة، كما يحب تحريك فارة الكمبيوتر. والحقيقة أنّه كلما مارس الطفل هذه الأشياء ازدادت مهاراته بشكل واضح.

ارسال التعليق

Top