ولاء الحسناوي
هل هناك علاقة متبادلة، وتأثير متبادل بين خلق الإنسان وتربيته؟ وهل يتكون الخلق بالتربية أم ينتقل بالوراثة؟ وإلى أي حد تؤثر الوراثة على سلوك.. وتصرفات الطفل؟ وإلى أي مدى تحد وتقلل التربية من التأثيرات الوراثية السلبية. تلح هذه الأسئلة وغيرها على معظم الآباء والأُمّهات دون أن يجدوا لها الإجابة العلمية السليمة، وللأسف يعتقد كثير منهم انّ الخلق ينتقل إلى الأطفال بالوراثة من الوالدين والجدات والأجداد، وكثيراً ما نسمع عبارات من نوع "سواء، ربيت أو لم ترب، فإذا كان الطفل قد ولد عنيداً، فسيظل كذلك"، أو أن "هذا الطفل عنيد ومشاكس مثل والده أو جده أو...".
إنّ مثل هذه الآراء، بالإضافة إلى خطئها، فهي شديدة الضرر لأنها تضعف من عزيمة الوالدين، وتزعزع ثقتهما من دور وقوة التربية، فهم ينظرون إلى أخطاء وسلبيات أطفالهما، ولا يفعلون شيئاً سوى التبرم والضجر من هذا الخلق السيء الموروث، الذي لا تجدي معه تربية أو تقويم، والأشد خطراً من ذلك هو أن ينقل الوالدان تشاؤمهما وسلبيتهما ازاء أخطاء وسلوكات أطفالهم، إلى الأطفال ذاتهم، فيصجون خاملين محبطين، وكثيراً من يقول الواحد منهم مقلداً الكبار "ماذا أستطيع أن افعل، إذا كنت ولدت وبي هذا الطبع".
إنّ هذه المفاهيم الخاطئة تدفعنا للتساؤل، هل الشخصية هي حصاد لعدد من الصفات الموروثة، أم انها نتاج للعلاقة المتبادلة بين التربية والوراثة، وفي هذه الحالة، ما هو دور التربية في تعديل وتقويم الطباع والميول الموروثة السيئة والسلبية.
إنّ علماء النفس وأخصائيه يؤكدون انّ خصائص الجهاز العصبي للطفل هي خصائص موروثة من الوالدين والاجداد، مثل قسمات الوجه ولون الشعر وطول القامة إلى غير ذلك. ولكن أيعني هذا انّ هذه الخصائص الموروثة تظل ثابتة لا تتغير؟
بالطبع لا... فالجهاز العصبي للإنسان ليس شيئاً خامداً، بل هو قادر تحت تأثير ظروف الحياة، على التغير، واعادة تنظيم نفسه، فخصائص الجهاز العصبي الموروثة على الخلق بمقدار معيّن، ولكنها لا تحدد صفاته بشكل كامل ونهائي. وهنا تأتي ضرورة التربية ودورها.
إنّ الفسيولوجي المعروف "بافلوف"، كان له دور رائد في هذا المجال وقد حدد انّ هناك أنواعاً مختلفة للجهاز العصبي للإنسان، منها الجهاز العصبي الضعيف والقوي والمتوازن، وأكّد على ان نوع الجهاز بحد ذاته ليس قابلاً للتغير، ولكن النشاط العصبي لهذا الجهاز يمكن أن يتغير تحت تأثير التربية الحياتية، فمثلا حدة المزاج المفرطة وسرعة التهيج تعودان إلى ضعف الجهاز العصبي الموروث، وعدم تكيفه للتلاؤم حتى مع أكثر المهيجات اعتيادية وإذا لم يلتفت الوالدان إلى ذلك، ولم يعينا بتقوية الجهاز العصبي للطفل. فإن شدة التهيج وحدة المزاج تصبحان صفات أصيلة من صفات الخلق وملازمة له.
وأشار "بافلوف" إلى انّ صفات مثل العزم والجرأة والنشاط، تسهل تربيتها لدى ذوي الجهاز العصبي الضعيف وكذلك صفات المثابرة والتركيز وضبط النفس. ولكنه أثبت علمياً أنّه في الامكان أن نربي أيضاً مثل هذه الصفات لدى كل الأطفال مهما كان نوع جهازهم العصبي. فالإنسان غير المتزن في الطفولة من الممكن أن يصبح – بفعل التربية والجهد الإرادي – متزناً ورابط الجأش فيما بعد. أي إن نوع الجهاز العصبي يؤثر في الخلق والشخصية، بينما الخلق "اي الصفات الجديدة التي تظهر في سياق التربية" يؤثر بدوره في تحسين نوع النشاط العصبي. ومن هنا دور التربية في صياغة شخصية الطفل وخلقه.
وهذا الدور الهام للتربية يوضح لنا مدى خطورة بعض التصورات الخاطئة الموجودة لدى عديد من الآباء والأُمّهات والتي تقصر دورهم تجاه أبنائهم على مجرد الاطعام والكساء، وعلى الأطفال – في المقابل – أن يلتزموا بالطاعة وتنفيذ الأوامر.
وتنعكس هذه الآراء والمعتقدات الخاطية عن دور التربية، في عشرات من الأساليب التربوية الخاطئة عن دور التربية، التي تترك بصماتها القبيحة على شخصية وسلوك الطفل، والتي لا تكاد تخلوا سرة من بعضها.
وهذه الأساليب التربوية الخاطئة ونوعها، وأثرها على الطفل، هي ما سنحاول مناقشته وتلمس أبعاده... ومن الصعب حصر كافة هذه الأساليب الخاطئة. ولكننا سنتناول أكثرها شيوعاً في مجتمعنا ومنها عدم حرص الوالدين على تكوين علاقة متينة تجمعهم بابنائهم، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم؛ ففي التربية يجب أن يكون هناك حد للحب وللصراحة، والتجربة تثبت انّ الصراحة المفرطة، تنفر الأطفال وتجعلهم منطويين عنيدين، عدوانيين على من هم أضعف منهم، أما التدليل المفرط فيخلق أناساً رخوين غير قادرين على تحمل المسؤولية والاعتماد على أنفسهم، أنانيين، تتلخص الحياة بالنسبة لهم فقط في تلبية احتياجاتهم دون تقدير لاحتياجات الآخرين وظروفهم. كما يلجأ بعض الآباء والأُمّهات، إلى ابداء جفاف متعمد مع أطفالهم، ويخلقون مسافة من التهجم أو الكبح بينهم وبين أبنائهم، وهم يفترضون انّهم بهذه المسافة يوحون بالاحترام والرهبة أمام الصغار. والواقع انّ هذه المسافة المصطنعة شديدة الضرر لأنها تدفع الطفل إلى أن يبتعد قدر الإمكان عن الولد الغليظ، وتخلق داخله الخوف والجبن أو القسوة والغلاظة فمثل هؤلاء الأطفال ينشأون أما منسحقين مترددين لا يثقون بأنفسهم واما غلاظا متكبرين ينتقمون طوال حياتهم للطفولة المسحوقة التي واجهوها.
ونتيجة للأساليب التربوية الخاطئة التي يتبعها الآباء والأُمّهات، سواء في دورها السلبي المباشر على شخصية الطفل، أو في عجزها عن تقويم الصفات الخلقية الموروثة، ينشأ لدى الأطفال ميول وسلوكات سلبية من مثل:
الخجل:
والخجل هو حالة نفسية تظهر في الارتباك والتقيد والميل إلى الصمت وتباطؤ الكلام، وغالباً ما ينشأ الخجل نتيجة للتربية غير الصحيحة فمثلاً نجد انّ بعض الآباء والأُمّهات وهم يحجزون أطفالهم عن "التأثير السيِّئ" للشارع، يعزلون الطفل بشكل مصطنع عن الاحتكاك الطبيعي بغيره من الأطفال والمؤثرات الحية حوله. فيفقد الطفل الألفة ويتملكه النفور، وكثرة الارتباك مما يفقده التحمل، والثقة بالنفس، والقدرة على التفاعل أو الدفاع عن النفس، والآراء.
كما يتولّد الخجل أيضاً، نتيجة لزجر الطفل باستمرار وحدة، كأن يتعمد الوالدان التحدث إليه في لهجة آمرة فظة فتكون النتيجة شعور الطفل بالفزع ازاء كل خطوة مستقلة، وتنمو لديه صفات التهيب والارتياع.
وكثيراً ما يحدث أن يعامل الوالدان طفلهما بشيء من عدم اللياقة، كأن يعنفوه أو يتهكموا على بعض صفات مظهره الخارجي مثل السمنة أو اختلال سيره أو عدم تناسق ملامحه، وحتى إذا سلمنا بأن الكبار يتحدثون إليه بطيبة أو بحسن نية أو بدعابة عابرة، فإنّ الطفل عندما يشعر بأن شيئاً ما من مظهره يستدعي السخرية، أو الضحك، أو التهكم؛ يبدأ على الفور في الخجل من نفسه وينزع إلى الانطواء، والميل للصمت خوفاً من أن يلحظ الآخرون هذه العيوب ويتهكموا عليها.
وينشأ الخجل أيضاً في الأسر التي يكون بها طفلان، أحدهما أكثر نشاطاً وحيوية وذكاء من الآخر. ومن هذه الحالة يتسرب الخجل إلى الطفل الأقل حيوية ونشاطاً نتيجة لشعوره بالنقص والخوف من الفشل.
ولكن لكي يساعد الوالدان طفلهما على التخلص من الخجل، عليهما في البداية أن يقلعا عن كافة التصرفات التي تُنمي فيه هذا الشعور، كذلك عليهما أن يدفعاه نحو الاختلاط بالأطفال، ويقنعاه انّه يستطيع أن يفعل كل ما يفعله أقرانه. وعلى الأسرة أيضاً أن تساعده على ان يكون أكثر استقلالية ومبادرة، ومن المفيد أن تناقش معه المسائل التي تخصه، وأن تترك له فرصة اختيار أفضل الطرق لتنفيذ هذا العمل أو ذلك. وعندها يمكن توجيهه بشكل غير ملحوظاً، وغير متطفل.
وينبغي أن تبتعد النصيحة والتوجيه عن الأوامر، أو التقريع والضيق من فشل الطفل من أداء ذلك العمل، لأنّ هذا سيضاعف من خجله، وارتباكه.
وفي بعض الحالات يرجع خجل الطفل إلى ضعف جهازه العصبي، فالأطفال ذوو الجهاز العصبي الضعيف ينشأون في معظم الأحيان خجولين متهيبين سريعي التأثر بشكل مفرط، ولكن التربية الصحيحة سوف تمكن مثل هذا الطفل من التخلص من خجله، وتزرع داخله الشعور بالجرأة والقدرة على التعامل بشكل أكثر بساطة وسلاسة.
من السلوكيات والميول السلبية لدى الأطفال هناك.. الغيرة، غيرة أطفالهم، فكثيراً ما نسمع بعض الآباء والأُمّهات يشكون من ان طفلهم "الذي كان لطيفاً ووديعاً قبل ولادة أخيه الأصغر، أصبح الآن كثير المشاكل لا يكف عن ضرب أخيه الأصغر، وانتزاع اللعب منه لا لأنّه يريد أن يلعب بها بل لكي يحرم أخاه منها، وهو يغضب إذا اهتم أحدنا بذلك الصغير، ويعمد فوراً إلى إيذائه".
وحيرة الآباء والأُمّهات أمام غيرة الأطفال، تعكس خطأ الكبار في افتراضهم انّ الأطفال هم غير قادرين على التقييم الصحيح لما يحبط بهم، فالأطفال يتحسسون بدقة كافية كيف يعاملهم الكبار، ومقدار العدل والاخلاص في عواطفهم، فالفطنة الطفولية مذهلة خاصة فيما يتعلق بعواطف ومعاملة الكبار لهم.
لذلك فمعاملة الوالدين غير المتساوية والعادلة، للكبير والصغير، للخامل والذكي النشيط، قد تكون سبباً في غيرة الطفل، ومثل هذه المعاملة تمارس من الوالدين بدون وعي، فهما غالباً ما يكونان واثقين من أنهما يتصرفان بانصاف، بينما في أحيان غير نادرة يجد الكبير عطفاً أقل، ويلزم بمتطلبات أكثر استياءً من الطفل الآخر، أخيه الصغير الذي انتزع منه حب وعطف والديه.
ومثل هذا الطفل على حق في غيرته التي تعبر عن مطالبه من حب ورعاية والديه. فالغيرة هي رد فعل دفاعي لدى الطفل، يثبت وجوده بواسطتها، وهي وسيلة للتعبير عن احتياجاته وشكل للاحتجاج على تجاهل هذه الاحتياجات. وغيرة الطفل لها عواقبها الكثيرة، فإذا لم تعالج من قبل والديه، فإنّها تطبع الطفل على العناد والمشاكسة والانطواء وعدم الثقة بالنفس والروح العدائية، ومثل هؤلاء الأطفال ينعزلون وغالباً ما يغتمون ويتكدرون ويبكون ويضجرون دون سبب واضح، كما أنّهم لا يستطيعون التعلُّم باجتهاد ولا اللعب بانغماس، وغالباً ما تكون علاقاتهم مع غيرهم من الأطفال سيئة للغاية، ما لم يحرصوا على أن يكونوا عادلين في توزيع اهتمامهم وعطفهم وحبهم على أطفالهم، وأن يتجنبوا ويكفوا عن مواجهة الطفل الغيور بالملاحظات الانتقادية واللهجات الآمرة لأنّ مثل هذه الأساليب تزيد من احساس الطفل الغيور بالاهانة والحرمان من الحب والاهتمام.
ومن الميول السلبية لدى الأطفال، الناتجة عن الأساليب التربوية الخاطئة من الوالدين ميول بعض الأطفال إلى (القسوة)، والتي من مظاهرها في حياتنا اليومية ضرب طفل لآخر، أصغر منه، أو عندما يدس رجله بين رجليه فيوقعه على الأرض، أو لجري مجموعة وراء كلب أو قطة فيقذفها الأولاد بالحجارة أو يضربونها بقسوة، أو كان يربط أحدهم طائراً صغيراً من رجله بخيط ويظل يعبث به حتى يموت أو يجرح.
فما هو الدافع وراء شعور الأطفال بالتلذذ بألم وخوف مخلوق آخر أكثر ضعفاً؟ ولتوضيح هذا الأمر نسوق مثلاً عرضه أحد علماء التربية، في دراسة علمية أجراها عن تأثير الأساليب التربوية الخاطئة على شخصية الأطفال.
يقول الكاتب: عادت الفتاة الصغيرة وهي تلميذة بالصف الخامس إلى البيت ودقت الجرس الأوّل فلم يفتح لها أحد، فقطبت حاجبيها وظهرت تجعيدة غاضبة على فمها، ثمّ أخذت تدق الباب بقدمها، وفتحت لها أمّها المريضة وسألتها، أيليق بك أن تدقي الباب بهذا الشكل؟
فردت الفتاة:
وأنتم هل أصبتم بالصمم انني أطرق الباب منذ نصف ساعة. والقت حقيبتها على الاريكة وذهبت إلى المطبخ، ومن هناك تعالى صوتها غاضباً: مرة أخرى لا يوجد خبز.
فأجابتها والدتها: "لم استطع احضاره لأني متوعكة وحرارتي مرتفعة".. وقبل أن تكمل الأُم حديثها صرخت الفتاة قائلة: "لن اذهب لاحضاره فأنا الأخرى عندي دروسي التي عليَّ أن أؤديها".
والفتاة في المدرسة – حسب قول مُدرسة الفصل – تلميذة وديعة ومتعاونة فلماذا هي في المنزل خشنة قاسية إلى هذا الحد؟
ويستطرد الباحث قائلاً: "عندما درست حالة هذه الطفلة، وجدت أن أُمّها هي الملومة والمسؤولية الأولى عن ذلك، وإليكم بعض الوقائع التي توضح كيف بدأ ذلك:
تقول الفتاة: "ماما أنا ذاهبة إلى زميلتي فهي مريضة ويجب أن أساعدها في تحضير الدروس".
فتجيب الأُم: "ولماذا يجب أن تذهبي أنتِ بالذات إليها، أين الأخريات؟ ان عليكِ أن تستذكري دروسك ثمّ تنامي لتنالي قسطاً من الراحة" وبقيت الفتاة في المنزل، وبالطبع أخذت، تسأل نفسها "حقا لماذا أذهب أنا دون الأخريات لمساعدة هذه الزميلة".
وذات مرة جاءت رسالة بالبريد خطأ، فاخرجتها الفتاة من صندوق البريد وهي تقول: "ماما اسم العائلة معروف... وسأحملها إلى العنوان" ولكن الأُم تجيبها: "وما دخلك أنتِ برسائل الآخرين، سيأتي ساعي البريد ويأخذها، انّه يتقاضى نقوداً على هذا العمل".
وهكذ كانت الأُم تغرس في ابنتها انّها يجب أن تفعل فقط كل ما يمس مصالحها الشخصية بشكل مباشر، والنتيجة أن يتحول الطفل إلى إنسان فظ أناني محب لذاته ولا يخلو من القسوة.
وترجع قسوة الطفل أيضاً، وفي كثير من الأحيان، إلى تعامل الوالدين معه بشدة وفظاظة مفرطة، وكأن التربية هي نظام للمحرمات والعقوبات الجسدية، الأمر الذي ينمي ويزرع لديه الاعتقاد بوجوب طاعة القوة، ويبقى الضعيف خاضعاً في نظره، لقسوة ليس لها ما يحدها أو يردعها، فالطفل الذي يواجه بقسوة مفرطة من والديه، غالباً ما ينتقم لهذه الطفولة المسحوقة بالاعتداء والقسوة على من هم أضعف منه.
لذلك فقسوة الأطفال هي نتاج بيعي لقسوة الوالدين معه، أو لعجزهما عن الضرب على الأوتار الطيبة في نفوس أطفالهم ونتيجة أحاسيسهم وميولهم الإيجابية.
ومن أبرز الميول السلبية التي تنشأ لدى عديد من الأطفال، الأنانية، وأنانية الطفل ترجع دائماً إلى سوء تربية الوالدين، وبالذات المبالغة في التدليل، واستحسان ومدح تصرفات الطفل دون تمييز بين الصواب والخطأ، وتلبية احتياجاته على طول الخط وعدم تكليفه بأيّة أعمال أو مهام يقوم بها سواء لخدمة نفسه – حتى وان بشكل رمزي إذا كان صغير السن بعد – أو للمساعدة في خدمة الآخرين. هذا التدليل الزائد من الوالدين للطفل، يؤدي إلى نشوئه حاد المزاج سريع التأثر، يتوقع من الآخرين الاعجاب الدائم والتنازلات المستمرة، كما يؤدي إلى بروز فردية الطفل، التي ستصبح فيما بعد عند الاختلاط مع غيره من الأطفال، مصدر للمشاكل والنزاعات.
ولتفادي حدوث ذلك، على الأخص بالنسبة للطفل الوحيدة في الأسرة، ينبغي تربية الطفل على مبادئ الحزم والاحترام المتبادل، ولا يجوز السماح بتنفيذ كل أهوائه ومطالبه على طول الخط، على أن يرتبط ذلك بتعويده على تحمل المسؤولية وخدمة نفسه بنفسه.
فالتربية المدللة للطفل، تضعف إرادته، وتولد لديه الكسل واللامبالاة والعجز عن قهر الصعوبات، كما تخلق لديه التعالي والغرور وادعاء الحق دائماً. وعندما يكبر الأطفال ويدخلون معترك الحياة، فسوف يريدون – كالسابق – أن يكونوا الأوائل المخطيين في كل شيء، دون ان يرتبط ذلك بالعمل والجد وتحمل المسؤولية، وهو لا يتحقق دائماً، ممّا يدفعهم اما إلى الاحباط والاخفاق المستمر، أو إلى سلوك الطرق السهلة غير الشرعية وغير الأخلاقية، ويجعلهم ذلك في صراع دائم مع المجتمع والقانون.
المصدر: مجلة الطاهرة/ العدد 173 لسنة 2006م
ارسال التعليق