حرصاً على إعطاء القرآن الكريم حقّه، فقد شدّدت الآياتُ والروايات على عدد من الآداب والسُّنَن في كيفية التعاطي مع الكتاب العزيز، أضفْ إلى ذلك أن تِلاوة القرآن مع المواظبة على آدابه ومُستحبّاته... يؤدّي ذلك لزيادة الأجر والثواب.
ومن جُملة مُستحبّات التلاوة:
أ) كونُ القارئ للقرآن على طهارة، فيستحبّ أن يكون متوضّئاً، (أما بالنسبة للمس كلمات الكلمات الكريم، فالضوء يكون واجباً حينها). مضافاً لاستحباب تنظيف الفم لما ورد عن رسول الله (ص) أنّه قال: "نظّفوا طريق القرآن" قيل: يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال (ص): "أفواهكم" قيل: بماذا؟ قال (ص): "السِّواك".
وقال أمير المؤمنين عليّ (ع): "مَن قرأ القرآن وهو على وضوء كان له بكلّ حرفٍ خمسٌ وعشرون حسنة... ومَن قرأ على غير وضوء فله بكلّ حرف عشر حسنات".
ب) بدء القراءة بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، لقول الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (النحل/ 98). ثمّ يُستحبّ البسملة، وقد قال الإمام جعفر الصادق (ع): "اغلقوا أبوابَ المعصية بالاستعاذة وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية". ومعنى التسمية هو البسملة أي "بسم الله الرحمن الرحيم".
ت) الختم بـ"صدق الله العليّ العظيم".
ث) قراءة خمسين آية على الأقل في اليوم الواحد.
ج) ترتيل القرآن بصوت حسن، ففي الآية الكريمة: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا) (المزمّل/ 4).
ح) وتدبُّر آيات القرآن أثناء القراءة، وقد قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمّد/ 24). وورد عن أمير المؤمنين عليّ (ع): "تدبّروا آياتِ القرآنَ واعتبروا به فإنّه أبلغ العِبَر". وقال (ع) أيضاً: "لا خير في قراءة ليس فيها تدبُّر".
خ) الخضوع والخشوع أثناء القراءة؛ لِما ورد عن الإمام جعفر الصادق (ع): "مَن قرأ القرآن ولم يخضع، ولم يرقّ قلبُه... فقد استهان بعظيمِ شأنِ الله تعالى". والخشوع خلال القراءة يدلّ على تعظيم الله تعالى، لأنّه كلام الله.
د) ويُستحبّ الجلوس، أثناء القراءة، على هيئة الأدب، كما ويستحبّ الاستماع للقرآن والإنصات له، كما قال تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأعراف/ 204).
ويقال بأنّ الجهر بقراءة القرآن يجعل القارئ أكثر تركيزاً مع القرآن، فيتمّ التفاعل بين القراءة والاستماع؛ فينتج إيقاظ للقلب، وذلك بشرط الأمن من مرض الرياء.
عدم تحريف القرآن:
قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر/ 9). وفي آية أخرى قال تعالى: (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصّلت/ 41-42)، وعليه فالإشاعات التي تنسب القول بتحريف القرآن لبعض المسلمين هي اشاعات باطلة؛ حيث إنّ صيانة القرآن من التحريف ضرورة دينية – قرآنية يجمع عليها كلّ أبناء الأُمّة الإسلامية.
المصدر: كتاب مفاهيم رمضانية
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق