• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

طاقات الشباب والمستقبل

طاقات الشباب والمستقبل

◄الشباب هم مصدر الانطلاقة للأُمّة، وبناء الحضارات، وصناعة الآمال، وعزّ الأوطان، ولذلك هم يملكون طاقات هائلة لا يمكن وصفها، وبالسهو عنها يكون الانطلاق بطيئاً، والبناء هشاً، والصناعة بائدة والتطلّع المنشود هو اكتشاف الطاقات للشباب ومن ثمّ توجيهها إلى مَن يهتم بها ويفعلها التفعيل المدروس حتى يتم استثمارها. واعتبر بأنّ هذا المشروع الاستثماري له أرباح مضمونة متى ما وجد اهتماماً بالغاً من الحكومات والمؤسّسات. والتطلّع المنشود من خلال هذا المحور هو عملية تعديل إيجابي تتناول طاقة الشاب وتنميها حتى يكتسب المهارة والإتقان.

وينبغي أن يكون تنفيذ التدريب من خلال مراحل تبدأ بالوسيلة العلاجية بهدف تصحيح الأخطاء، ثمّ تفعّل مرحلة الوسيلة الفعّالة وهدفها إعانة مباشرة للممارسة والتطبيق، ثمّ الوسيلة الإبداعية وتهدف إلى زيادة الدافعية نحو التجديد والإبداع

قاتل إبداع الشباب

مع تجدد الثقافات وانتشار العلوم والتقنية نجد بعض الشباب يكرّس وقته بمزاوله نتاج ثقافي كاسد تجسد في صناعة قتل الإبداع والعمل وهو الفراغ!

فهو سمّ الحياة، وقاتل الإبداع، ومبيد الطموح.. كيف لا يكون ذلك ونحن نشاهد ضعف واقع بعض الشباب اليوم، فهم إمّا على الطُّرق سائرون، أو على الشبكات العنكبوتية غافلون، أو عبر شاشات الفضاء غارقون، وما أقصده هو قضاء الوقت على ذلك أو غيره في ما هو غير المفيد

لذلك من المهمّ التركيز على القضاء على الفراغ في حياة الشباب بمشاريع تحفظ أوقاتهم، وتستثمر طاقاتهم، وتلهم إبداعهم. فإنّ هذا سيكون استثمار لا نتاج مستقبل المشرق البراق الذي ينبئنا بقدوم حضارة قوية تسهم في دفع عجلة التقدّم والبناء. وعلى ذلك ينبغي أن نعمل على إيجاد المستقبل يهتم بجميع فئات الشباب، والتطلّع ليس لاستثمار المبدع والموهوب فقط، بل يكون ذلك لكلّ شاب حتى تتنوّع الطاقات ويقتل الفراغ .

ومن الملاحظ أنّ هناك بدايات جيِّدة في الاهتمام بالمبدعين بمجالات مختلفة وهذا يبشّر بنهضة مباركة بإذن الله، لكنّ الذي قد يتسبّب في توقّف وفتور هذه النهضة، هم الشباب الذين لا اهتمام لهم، بسبب سلوكياتهم، وضعف قدراتهم.

إنّ المتأمّل في الأنشطة المقامة والمشاريع التي تهتم بالشباب يجد أنّها تهمش انتماء أكثر الشباب بحجة ضعف قدراتهم أو عدم الاستفادة منهم، وهذا يشكّل خطراً على المجتمع لأنّهم قد يهدمون البناء وينشرون الفساد، ويقلّلون من الرُّقي المنتظر وهذه معادلة ينبغي تفصيلها واستنباط معطياتها ثمّ البدء في خطوات حلها حتى تحصل الآمال من الشباب .

مقترحات عاجلة لاحتواء الشباب وبناء مستقبلهم وتحقيق آمالهم :

* تثقيف المجتمع بالتعامل الأمثل مع أخطاء الشباب.

* ضرورة تفعيل البناء التربوي والبرامج الوقائية من خلال المدارس في جميع مراحلها.

* تفعيل النوادي الثقافية والرياضية داخل الأحياء والإسهام في إعداد القائمين عليها.

* تكثيف النوادي الصيفية ودعمها ووضع الخطّط الإبداعية في ارتقاءها.

* تكثيف المخيمات الشبابية التي تحتفي وتحمي وتربّي وتستثمر الشباب بشكل متواصل.

* إعداد قنوات فضائية تهتم باهتمامات وهموم وتطلّعات الشباب ومن ذلك :

- قناة تختص بتعليم القرآن حيث يتم إظهار برامج وأنشطة جميع حلقات التحفيظ على مستوى العالم .

- قناة تختص بعلاج مشاكل وهموم الشباب.

- قناة رياضية تقوم بتهذيب الوسط الرياضي وتلبّي متطلّبات الشباب الرياضية بعيداً عن الاحتكار الموجود.

- قناة متخصصة في إظهار الإبداع والثقافة والتميّز لشباب العالم الإسلامي.

وغير ذلك من القنوات التي تهتم بالشباب لأنّنا نعيش في عصر الإعلام الفضائي، وينبغي علينا استغلال هذه المرحلة في صيانة مستقبل الشباب عن طريق ذلك ..

* القضاء على الموانع التي تمنع الشباب من الزواج المبكر.

* الوقوف بجانب الشباب المبتعثين وضرورة استغلال فترة دراستهم فيما يعود بالنفع لهم ولأوطانهم وأُمّتهم وحمايتهم من الثقافة التي قد تقود إلى الهدم والانحلال.

* بناء الثروة الاقتصادية عن طريقهم ويكون ذلك عن طريق توفير الدعم المادّي حيث يكون هناك قرض مادّي يساعد على تمكّن الشاب من بناء مشروع اقتصادي ولو كان بسيطاً.

* إنشاء المؤسّسات الشبابية الحكومية والخاصّة التي تظهر الاهتمام، وتظهر التنافس البنّاء في خدمة الشباب.►

 

المصدر: التحديات المعاصرة وآثارها على سلوك الشباب

ارسال التعليق

Top