• ٢٣ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢١ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

درّب نفسك على القراءة السريعة

درّب نفسك على القراءة السريعة

◄إنّ الشخص الذي يستطيع أن يقرأ بسرعة، يوفر كمية ضخمة من الوقت خلال اطلاعه. والواقع أنّ هذه القدرة على جانب كبير من القيمة، وذلك:

أوّلاً: لأنّ القراءة السريعة تكون ضرورية عندما يكون عليك أن تقطع شوطاً طويلاً من كمية ضخمة من القراءة لكي تحصل على مادة تتصل بنقطة معينة. ولعلّ الدراسة بالمكتبة التي تستهدف إعداد تقرير أو بحث فترى تتطلب هذا النوع من القراءة. إنّك في هذه الحالة ترغب في أن تجد كلّ ما تستطيع الحصول عليه حول شخصية معينة أو حركة معينة من خلال اطلاعك على عدد كبير من كتب التاريخ المختلفة. وربما يكون عليك أن تفتش خلال كمية كبيرة من المطبوعات لكي تقف على أصل اختراع معين أو أصل نظرية معينة وكيفية تطورها.

ثانياً: لأنّ القراءة السريعة تعتبر نعمة عظيمة أيضاً عندما يكون ما ترنو إليه هو الحصول ببساطة على الفكرة العامة أو الحجة الأساسية بأحد الموضوعات المكتوبة. إنّك مثلاً كثيراً ما ترغب في عقد مقارنة بين وجهتي نظر اثنين من الكتاب، أو لعلك تستهدف أخذ فكرة عامة على أحد المجالات التي لا يمكون لديك وقت لاستطلاعها بكثير من العناية.

ثالثاً: وأهم من كلّ ما سبق نجد أنّ القراءة السريعة هامة في اطلاعك اليومي المعتاد وفي تثقيف نفسك. ذلك إنّها الوسيلة السريعة للحصول على نظرة عامة عن الموضوع الذي تقبل على قراءته.

والواقع إنّ بمقدورك أن تزيد سرعتك في القراءة، وذلك ببذل قليل من الجهد. فالتجارب أثبتت أنّ الشخص العادي يستطيع أن يحدث تحسناً يتراوح فيما بين 50، 100 في المائة في سرعته في القراءة دون أن يفقد شيئاً من فهمه للمعاني التي يقوم بقراءتها. ولا تؤيد الشواهد الواقعية الاعتقاد السائد بأنّ القرّاء البطيئين في قراءتهم يعوضون عن بطئهم بفهم أدق. فالعكس هو الصحيح. ذلك لأنّ الأفراد الذين يتعلمون أن يقرأوا بسرعة لا يفقدون شيئاً تقريباً من فهمهم للموضوع، بل يحصلون في الغالب على أفكار كثيرة من كلّ صفحة يقرأونها تصل إلى نفس المعدل الذي بحرزه القارئ البطيء كما أنّهم يحصلون على عدد أكبر من الأفكار الدقيقة.

وفيما يلي بعض القواعد المحددة التي تضمن تحسين سرعتك في القراءة:

أوّلاً: ادأب على إجبار نفسك على القراءة السريعة. ابذل مجهوداً قوياً وبمثابرة في هذا الصدد. حث نفسك باستمرار على زيادة السرعة. فهذه القاعدة على بساطتها كما ترى تعتبر أهم جميع القواعد في زيادة سرعة قراءتك. إنّ الجهد المستمر سيمكنك من احراز سرعة مدهشة حتى ولو لم يكن لديك علم بالقواعد الأخرى. ابدأ اليوم بإجبار نفسك على القراءة بسرعة. سيكون فهمك للأفكار في بداية الأمر فيه شيء من اللبس، ولكن بالتمرين اليومي المستمر سوف تتعلم بسرعة أن تلم بالأفكار بطريقة خاطفة. لا تهتم بالأخطاء أو بترك بعض الأجزاء لأنّه ما يحدث في أثناء تعلمك السرعة. اقرأ الموضوع نفسه بسرعة مرتين أو ثلاث مرات إذا لزم الأمر للحصول على الأفكار الرئيسية. وبعد ذلك اقرأ بعناية للوقوف على التفاصيل.

ثانياً: اقرأ عبارات وجملاً ولا تقرأ كلمات. إنّ كثيراً من الناس ينطقون بالكلمات بتحريك شفاههم في القراءة الصامتة تماماً كما لو أنّهم يقرأون بصوت مرتفع. إنّ من الممكن التغلب على هذه العادة عن طريق تطبيق القاعدة الأولى بنشاط. والواقع إنّ النطق بالكلمات منفصلة يصير أمراً مستحيلاً عندما تزيد من معدل سرعة القراءة. تعلّم أن تقفز من عبارة إلى أخرى. ومن جملة إلى جملة، وثق إنّ الجمل التالية سوف توضح النقاط التي تظل غامضة. اقرأ للوقوف على المعاني لا الكلمات، وتوقع مقدماً ما يكاد يقبل المؤلف على ذكره. وبعد هذا المح المكتوب بالدرجة التي تكفي فقط لكي ترى ما إذا كنت مصيباً، وعدل توقعاتك حيثما يكون ذلك ضرورياً.

ثالثاً: تعلّم أن تقفز في قراءتك بتعقل وضع علامات على النقاط البارزة، ولا تخش من أن تقفز على بعض العبارات والجمل ما دمت قد حصلت على إلمامه عامة عن فكرة المؤلف.

رابعاً: اختبر نفسك من حين لآخر لترى مدى ما أحرزته من تقدم في سرعة القراءة، وذلك بحساب عدد الكلمات التي تستطيع قراءتها في الدقيقة الواحدة. ►

 

المصدر: كتاب شخصيتك بين يديك

ارسال التعليق

Top