• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

عاملي زوجكِ كصديق

أسرة

عاملي زوجكِ كصديق

أنا لدي مشكلة كيف أتعامل مع زوجي رغم ان زواجنا ما زال جديداً لكن المشاكل كثيرة لم نعد نتفاهم مطلقاً لا أعرف ماذا أفعل.

الاخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
هذه ليست مشكلتك فحسب، بل هي مشكلة الكثيرين اليوم، لأننا عيش فترة انتقال بين جيلين، نعايش فيها تغييرات ثقافية واجتماعية كبيرة ولكل هذه آثارها على استقرار النفوس وتقارب الأفكار، وبمقدار تأثر هذا الزوج أو ذاك بهذه الفكرة أو تلك، يواجهان اختلافاً في الفكر وتغايراً في السلوك، يعقبه جدلاً وربما مشاكل كثيرة، لأن فكرة الزواج عند أكثر الناس تقوم على أساس أن يكون الزوجان متطابقين ومتجانسين في أفكارهما وآرائهما.
وهذا لو كان ممكناً في القديم، حيث أن مساحة الحياة صغيرة والأمور معدودة والشؤون محدودة، والمرأة لا رأي لها غالباً، فإن من الممكن أن تكون المرأة نسخة مستنسخة عن الرجل، حين تكون هي صفحة بيضاء ينقش عليها الرجل ما يشاء، وإن كان لها رأي في مسألة ما، فهي يمكن أن تتنازل عنه، طالما أنها تفديه بنفسها وتضع حياتها كاملة لخدمته.
أما اليوم، فالأمور قد اختلفت، فالحياة قد اتسعت والأفكار قد تنوعت، وبالتالي فقد باتت كثيرات من النساء لا يقلن ثقافة عن الرجال، بل بعضهن أكثر علماً وثقافة، ولذا لم يعد من المنطقي أن تتنازل المرأة عن رأيها وفكرها لتكون كما يريد الرجل، فلابد من أن يداري كل طرف الآخر، ولابد أن يتحمل رأيه المغاير، وأن تكون النظرية الجديدة في الزواج هي (التفاهم والتعايش) لا (التجانس والتطابق)، وبالتالي لكل رأيه ولكن يحترم رأي الآخر، ولكل مزاجه ولكن يداري مزاج الآخر، وتبقى لكل واحد خصوصية التي يختلف فيها عن الآخر، فالزواج ليس الغاء لشخص وذوبان في الآخر، بأن يكون الاثنان واحد، بل يبقى الاثنان اثنين متحابين ومتعايشين، متوافقين في الأمور المشتركة، ومختلفين في ذاتهما وشخصيتهما، لأن الله تعالى لم يخلق اثنين متطابقين، ولو كانا أخوين توأمين فكيف بزوجين، كل أتى من أسرة أخرى وبيئة مختلفة
ولكي تحل المشاكل ويلتئم الشمل لابد للزوجين من أن يتعامل أحدهما مع الآخر كصديق، يداريه ويحتمله ويأتمنه ويكتم سرّه، ويودّه ويخدمه، والقاعدة تقول: (احترم تُحترم، اخدم تُخدم)، وإذا ما عمل الجميع بهذه القواعد وسامح أحدهم الآخر، ولم يفرض عليه رأيه، وأعطاه حريته في المسائل التي تخصّه، مما ليس فيها محرم ولا خلاف للقانون، فمن المرجح أن كثيراً من المشاكل ستحل، بإذن الله.
بقي أمر وهو أن كثيراً من الأزواج قد لا يصل وعيهم إلى ادراك ما ذكرناه أو أنهم متأثرون بالعصبية، ويريدون فرض آرائهم، فإن الحل لا يكون بأي حال بالفراق أو الطلاق، وإنما هناك سبل كثيرة لمعالجة الموقف، وأولها موافقة الزوج ومسايرته لكسب ودّه، ثم العمل على تغيير مواقفه تدريجياً، وفي الأثر الشريف: (ما أُخِذَ شيء بالخرق ـ القوة ـ إلا وأخذ بالرفق مثله أو أفضل منه).
إذن حاولي تأجيل نقاط الخلاف وتأكيد نقاط الوئام حتى يلين طرف الزوج ويميل قلبه إليك، فإذا مال قلبه انفتح عقله ليسمع ما تقولين، ويرى ما ترين.
ومن الله التوفيق

تعليقات

  • ايناس

    انا اواجه نفس المشكلة مع زوجي. فأفكاره تختلف اختلاف كلي عن افكاري. وانصحك اختي بأن تبدأي بإيجاد الحل من اليوم والعمل به، وإلا فسوف تتعبين. انا لدي طفلين وزوجي لا يتفق معي بكثير من الامور واصعب الامر عندما يتعلق الامر بالاطفال وتربيتهم، وانا واثقة بان المشكلة ليست نابعة مني لاني ارغب بأن اعيش معه بتناغم وتوافق، واحاول ان اشاركه افكاري ومشاعري ولكنه غالباً ما يرفض ذلك ويصدني ولكن مشكلة زوجي انه لا يسمعني ولا يصغي لصوتي او يستهزئ به، بالمقابل فإني اعبر عما اريد ولكن وحتى الان وبعد مضي 6 سنوات للزواج ما زال كما هو ، ولكني اؤمن ان الله حق وربما تختلف الامور مع مرور الوقت.

ارسال التعليق

Top