• ٢٢ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

حسن الصلة بالله.. أمور يكتسبها الطفل من الصيام

حسن الصلة بالله.. أمور يكتسبها الطفل من الصيام
◄صيام رمضان فريضة عظيمة من فرائض الإسلام، وركن من أركانه، وله فوائد كثيرة للأفراد والمجتمعات، كباراً وصغاراً. وقد حث الإسلام على صيام الصغير القادر، وشجع عليه، لما له من آثار في سلوكهم، وفوائد في حياتهم ومستقبلهم منها: 1-    تعويد الأطفال على تعظيم حرمات الله، والقيام بما فرضه الله: وهذا يجعلهم أكثر إلتزاماً بأوامر الله حين يكبرون، والأصل في كل مولود أنّه يولد على فطرة الإسلام، وحب الإنصياع له، ولكن أبويه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما ورد في حديثه عليه السلام. 2-    أن إدراك منزلة الصوم عند الله، فيه ترغيب للصغار بالجنة، وحثهم على الأعمال الصالحة وتشويقهم للنعيم الطيب فيها، الذي تلذ له الأنفس، وتقر به الأعين، إذ يقول عليه السلام: "إنّ في الجنة باباً يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" (متفق عليه).

3-    غرس الإيمان في نفوسهم، وتقوى الله، ومراقبته: وهذا يأتي تدريجياً حسب سنهم، فالصوم مراقبة وإحتساب عند الله، وتنمية هذه القيم في الصغر يجعله أعظم ثباتاً وصدقاً في الكبر، وقد قال (ص): "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).

4-    الصوم يشجع الأطفال على الصدقات وبذل الجود والخير في سبيل الله، وفعل المعروف، إقتداءً بسنة الرسول (ص)، وعطفاً على الفقراء والضعفاء والمساكين، فيكون هذا العطاء أكثر وقعاً في نفوسهم لا سيما وهم صائمون، فعن ابن عباس (رض) قال: "كان رسول الله (ص) أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله (ص) حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" (متفق عليه). 5-    ينفض الصيام عن الأطفال غبار الكسل والغفلة التي قد تكون في غير رمضان، أما في شهر الصوم فتتوقد العائلة حركة ونشاطاً في العبادات والصلوات والتسابق في الخيرات، من طلب الغفران وقراءة القرآن، مما ينعش الأرواح بالصيام والقيام، ولذلك جاء في حديث عائشة (رض): "كان رسول الله (ص) إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" (متفق عليه). 6-    صوم رمضان يجعل الصغار أشد تحملاً وقدرة وصبراً على الإمساك عن الطعام والشراب، لأنهم يشعرون بحاجتهم إليه أكثر منا، كما يعودهم ذلك على الانضباط والنظام في فطورهم وسحورهم، مما يسهل عليهم هذا كباراً، ويصبغهم بصبغة الإسلام في المحافظة على شعائر الإسلام.

7-    الصوم يهذب الأخلاق ويصقل الآداب ويكسب النفوس كنوزاً من التسامح والعفو والصدق وكظم الغيظ، وما أحوجنا إلى أن نربي أطفالنا في أحضان الدعوة المباركة التي سيظل الصيام من أسمى أركانها!

قال تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران/ 134). وصح عنه (ص) أنّه قال: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم" (متفق عليه). فما أروع أن ترقى براعمنا الصغيرة إلى هذه المعاني الزاكية في شهر الصبر، وما أجمل أن نتأمل جميعاً قوله (ص): "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". 8-    من هدى الإسلام في صيام الأطفال ألا نشدد عليهم، إن لم يستطيعوا إكمال يومهم، وأن نأخذ بأيديهم ونشجعهم على صوم يوم آخر، وأن نقبل عذر المريض منهم، أو الأصغر سناً إن صام نصف يوم مثلاً، ونشجعه على أن يكمل يومه إن استطاع، كما لا ينبغي أن نعنف من نسي منهم فأكل أو شرب، بل نشعره بالثقة والإخلاص في صومه، وأنّ الله أطعمه وسقاه، فليتم صومه أسوة بهديه (ص) حين قال: "إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنّما أطعمه الله وسقاه" (متفق عليه).►   *كاتب أردني

ارسال التعليق

Top