• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

التدرّب على كثرة الذكـر

عمار كاظم

التدرّب على كثرة الذكـر
رمضان الخير يتطلب أن نتدرب على كثرة الذكر، وأن نتذكّر دائماً أنّ مَثَل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر، كمثل الحي والميت، وأنّ الذكر يزيل الوحشة بين العبد وربه، قال رسول الله (ص): "إنّ مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد، يتعاطفن حول العرش لهن دويٌّ كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن، أفلا يحب أحدكم أن يكون له مما يذكر به؟"، وأنّ الجميل في الذكر أنّ الإكثار منه والدوام عليه ينوب عن التطوعات الكثيرة التي تستغرق الجهد والوقت، كما أنّ الذكر يعطي قوة في القلب وقوة في البدن، ومن أجمل الأمور في الذكر والإكثار منه هو أنّ شواهد الله في أرضه تشهد له، فالذي يذكر الله في قمة الجبل أو في الطريق أو في السيارة أو في البيت أو على الكرسي أو على الأرض قائماً كان أو قاعداً أو مضطجعاً على جنبه.. كلّ هذه البقاع والأماكن تشهد له عند الله. جاء في الحديث أنّ رسول الله (ص) قرأ هذه الآية: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) (الزلزلة/ 4). قال (ص): "أتدرون ما أخبارها؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال (ص): "فإن أخبارها أن تشهد على كلّ عبد وأُمّة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عملت عليّ كذا يوم كذا وكذا". وأيضاً أن نسلك كلّ السبل والوسائل لتنمية وتقوية التقوى في نفوسنا وأعمالنا وذواتنا، فهي دعوة الله للأنبياء جميعاً، وقد قال فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) عندما سُئل عن التقوى: ما التقوى يا إمام؟ فقال: هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.

ارسال التعليق

Top