• ٢٥ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٦ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

البعد الاجتماعي لفريضة الصوم

البعد الاجتماعي لفريضة الصوم
    قال (ص) في خطبة استقبال شهر رمضان: "وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم".

الهدف: الحرص على تفعيل الجانب الاجتماعي خلال شهر رمضان المبارك، وبيان أهمّ هذه المظاهر الاجتماعية.

لا يخفى أنّ لفريضة الصوم وراء البعد العباديّ الخاصّ بعدها الاجتماعي، فهي ليست طقساً فرديّاً ومناجاة خاصّة بل تتعدّى ذلك إلى الميدان الاجتماعي لتكون أساساً في بناء المجتمع السليم وتعاضده وتكاتف أفراده، وذلك من خلال التكاليف التي ينبغي للصائم أن يقوم بها خلال أدائه لفريضة الصوم.

1- تفعيل الحسّ الاجتماعي: وأرفع ما يكون ذلك في الصوم، لأنّ الغنيّ يشارك الفقير في شعوره بالجوع وألمه، فهو بذلك أرفع من الصدقة أو الهدية مثلاً التي يشارك الغنيّ فيها في رفع الجوع عن الفقير دون الشعور بألم الجوع.

وقد بيّن الإمام الصادق (ع) هذا الجانب الاجتماعيّ معتبراً إيّاه علّةً من علل الصوم فقال (ع): "أمّا العلّة في الصيام ليستوي به الغني والفقير، وذلك لأنّ الغني لم يكن ليجد مسّ الجوع، فيرحم الفقير، لأنّ الغني كلّما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد الله عزّ وجلّ أن يسوّي بين خلقه وأن يذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم، ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع.

2- مقاومة الأنانيّة: وذلك بالنظر إلى حاجات الآخرين والتفاعل معها ومشاركتهم هذا الشعور، بل والسعي في قضائها ما أمكن كما ورد في الدعاء الذي نقرأه بعد كلّ فريضة في هذا الشهر: "اللّهمّ اشبع كلّ جائع، اللّهمّ اكس كلّ عريان...".

 

المظاهر الاجتماعية التي ينبغي تفعليها:

1-  إفطار الصائمين: ولا يخفى ما لإفطار الصائمين من أثر في تعزيز روابط الأخوّة ونشر الألفة والمودّة في المجتمع، ولعلّه لذلك ربط رسول الله (ص) بينه وبين المغفرة واتقاء النار إذ قال (ص): "أيّها الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه"، فقيل يا رسول الله (ص) وليس كلّنا يقدر على ذلك فقال (ص): "اتقوا النار ولو بشقّ تمرة، اتقوا النّار ولو بشربة من ماء".

ولا يخفى أنّ إفطار الصائم له أجره على الداعي كما على المدعوّ. فعنه (ص): "ما من صائم يحضر قوماً يطعمون إلّا سبّحت له أعضاؤه، وكانت صلاة الملائكة عليه، وكانت صلاتهم استغفاراً".

وعنه (ص): "من فطّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينتقص منه شيء...".

2- إكرام الأيتام: وهي من الصفات التي شدّدت عليها الشريعة للقضاء على أيّ مظهر من مظاهر الحاجة والعوز في المجتمع الإسلاميّ، فاليتيم الذي لا معيل له تجب إعالته كفائيّاً حتى يستغني، فقد قال (ص) في خطبة استقبال شهر رمضان: "ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه".

وفي موقع آخر من الخطبة بالغ في الإكرام إلى حدّ التحنّن فقال (ص): "وتحنّنوا على أيتام الناس يتحنّن على أيتامكم".

والتحنّن أعلى شأناً من الإكرام لأنّه يستبطن معاملة اليتيم كالابن الذي يتحنن عليه والده.

3- التواصل والتكافل الاجتماعي: عن الإمام الرضا (ع) في حديثٍ له عن إحدى علل وجوب الصوم: "... وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدّوا إليهم ما فرض الله تعالى لهم في أموالهم".

فالمسألة لا تقتصر على معرفة الأغنياء لشظف الحياة وضيق العيش عند الفقراء أو الشعور بألم الجوع، بل ليكون ذلك سبيلاً إلى أداء حقوقهم التي فرضها الله للفقراء في أموال الأغنياء، فيتحقّق بذلك التكافل في أبهى صوره ومعانيه.

وفي موقع آخر من الخطبة يولي (ص) اهتماماً خاصاً بصلة الرحم باعتبارها من أبرز مصاديق التواصل الاجتماعي فيقول (ص): "ومَن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه".

وفي الحديث إشارة صريحة إلى مضاعفة أجر الحسنة، لكنّه يصرّح بمضاعفة عذاب السيّئة كذلك في هذا الشهر.

 

مظاهر ينبغي اجتنابها:

-         تنوّع أنواع الطعام والإكثار منها عند الإفطار والسحور.

-         تمضية الوقت نهاراً بالتسلية واللهو والأمور العبثيّة.

-         المنافسة غير الإيجابية في الولائم وما يستتبعها من رمي للأطعمة.

-         طول السهر إلى وقت متأخّر بحيث يضيّع على نفسه صلاة الصبح وثوابها.

-         الغضب والعصبيّة والصوت العالي والسباب والشتم واستخدام الألفاظ النابية.

 

أمور ينبغي المحافظة عليها:

-         الحرص على المشاركة في إحياء المناسبات خلال الشهر.

-         الإطلاع الدقيق على أوضاع المحتاجين وإعانتهم.

-         إعداد برامج عباديّة وسلوكيّة لتزكية النفس.

-         الاستعداد لشهر رمضان ولو بصيام عدّة أيام من شهر شعبان.

-         الحرص على المشاركة في صلاة العيد.

ارسال التعليق

Top