◄خطر تواجد الدكتاتورية في صفوف المعارضة
اندساس الدكتاتورية في الأوساط الديمقراطية
لم تعد الدكتاتورية مقصورة على المفهوم التقليدي لها، فقد كان وظيفة الحاكم المستبد فرداً أو مجموعة هو التسلّط على الرقاب، واليوم تتخذ الدكتاتورية صوراً وأشكالاً جديدة في سلوكها السياسي وعلى مستويات، ولقد بلغ بالدكتاتورية أن تحتل الصدارة لقيادة العالم في نظام العولمة الدكتاتوري الذي تعيش فيه الشعوب الضعيفة المستضعفة معها مغلولة ومقيّدة، وحتى هذا المفهوم أصبح أضيّق مما نتصور فقد اتّسعت دائرة الدكتاتورية لتتواجد وسط الأجواء الديمقراطية المحرَّفَة المدعومة من جهات قادرة على تزييف الخيارات الشعبية وأن تعيش هذه الشعوب تحت ظل الإرهاب الناشر للفساد الإداري والمالي في صفوف المؤسسات وفي هيكل السلطة تحت رعاية المفسدين وتدعي أنّها القادرة على إدارة الحياة وتخفي أطماعها الدكتاتورية في غفلة من الشعوب ولو أُتيح لها الفرصة بالإطاحة بالنخب لعاثت في الأرض فساداً.
إمكانية تواجد الدكتاتورية داخل معسكر المعارضة في النظام الديمقراطي
وفي الظروف الديمقراطية للعالم الجديد قد تعيش الدكتاتورية في معسكر المعارضة الانتهازية التي تتحين الفرص للوثوب على السلطة، فلم تعدّ الدكتاتورية اليوم تقتصر على السلطة فقد يمكن لها التواجد في الظل وفي المعارضة أو الاندساس في السلطة والتآمر من أجل استلاب السلطة.
الديمقراطية الحقّة هي الخطر الأكبر على الدكتاتورية
ولأنّ الدكتاتوريين يعرفون سلفاً أنّ مصالحهم مهددة بسبب الديمقراطية التي سترفع أُناساً وتخفض آخرين، فإنّهم سيخططون للحصول على حصة الأسد ليكونوا أسياداً ويبقى الآخرون لهم خَدَماً وعبيد على حساب حقوق الشعوب وإرادتها المشروعة.
التوصيف الظالم للشخصية بدعوى الدكتاتورية
وليس كلّ مَن يوصف بالدكتاتور هو دكتاتور فعلاً إلّا إذا كان فارضاً أو مملياً لا يقبل النقاش والجدال فعندما يتعرّض شخص ما إلى التهمة ينبغي أن يخضع تقييمه إلى الحقائق الميدانية على أرض الواقع وخارج عملية الإسقاط، فالاتهام الظالم لابدّ أن يوضع في ميزان الحقيقة والكذب لا في موازين المزاج والتوصيف، فقد تهيئ الدكتاتورية مواقع لها وهي في المعارضة وليس هذا بالغريب ولا من العجيب.
التآمر وإشاعة الفوضى تمهيداً لحالة الدكتاتورية داخل النظام الديمقراطي
ويكفي الطمع في السلطة من جهة، والغيرة والحسد من جهة أخرى لإشاعة الفوضى والتآمر.. وطريق المتآمرين إلى ذلك نشر الفساد الإداري والمالي في التركيب التحتي لهياكل الدولة، واتخاذ الدعاية المضادة لإسقاط النظام الديمقراطي وإحلال الديكتاتورية محله، وقد تشارك في عملية الهدم والتخريب دول وجماعات تتخذ من الإثنية طريقاً سهلاً للوصول إلى غاياتها وبالتالي فإنّ الخاسر الأكبر هي الشعوب، بينما يتمتع كلّ دكتاتور حزبي أو حزب أو فئة أو جماعات متآمرة لتقسيم الغنائم وهذا ما نحذر منه.
التماسك في ظروف الشدّة هو الحلّ الأمثل لإحباط المخططات الدكتاتورية
إنّ الطريق الأمثل للحكومة الصالحة هو التمسك بالقيم والمبادئ، والتماسك في ظروف الشدّة، وشدّ الشعب إلى خياره الأمثل، ويتطلب ذلك نفوساً عالية قد لا تتوفر في كلّ الظروف بل تستلزم عزماً وتتحرّك نحو الوحدة الشعبية لمنع المخططات والقضاء على التآمر ومنع حلول الدكتاتورية محل الديمقراطية والخيار الشعبي.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق