• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

منهج الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في تربية أصحابه

عمار كاظم

منهج الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في تربية أصحابه

يكتب إلى إسحاق النيسابوري قائلا: « سترنا الله وإياك بستره، وتولاك في جميع أمورك بصنعه، فهمت كتابك ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرقُّ على أوليائنا ونسر بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم ونعتد بكل نعمة ينعمها الله تبارك وتعالى عليهم والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤد شكرها وأنا أقول الحمد لله أفضل ما حمده حامده إلى أبد الأبد بمـــا منَّ الله عليك من رحمته ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك على العقبة. وأيم الله إنها لعقبة كؤود شديد أمرها صعب مسلكها عظيم بلاؤها.... فاعلم يقينا يا اسحاق أنه من خرج من هـــذه الدنيا أعمى فهــــو في الآخرة أعمى وأضـــــل سبيلا وذلـــــك قـــــول الله في محكم كتابه حكاية عن الظلم إذ يقــــــول: { رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى } (طه:125و126) وأي آية أعظم من حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده وشهيده على عباده من بعد من سلف من آبائه الأولين النبيين وآبائه الآخرين الوصيين عليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته. فأين يُتاه بكم وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم عن الحق تصدفون وبالباطل تؤمنون وبنعمة الله تكفرون أو تكونون ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلا خزي في الحياة الدنيا وطول عذاب في الآخرة الباقية. إن الله بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم بل برحمة منه ــ لا إله إلا هو ـــ عليكم ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم لتتسابقوا إلى رحمة الله ولتتفاضل منازلكم في جنته ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية «.

إن الامام الحسن العسكري عليه السلام كان يتابع شيعته في أمورهم السلبية والإيجابية مما يطرأ عليهم من خير وبلاء فيعطيهم العاطفة والحنان ثم يؤكد عليهم الالتزام بالقيادة بشكل كامل شامل ويوجههم بالسير على خط الله في ما فرض عليهم من الواجبات ليحصلوا على رضاه وعلى القرب منه من خلال طاعتهم له إنه التواصل الشعوري والتوجيهي بين الامامة والسائرين معها على الخط المستقيم.

ارسال التعليق

Top