الموبايل أو الهاتف النقال هو سلاح ذو حدين، فهو من جهة إختراع مفيد يضمن سير الأعمال المهمة، لكنه في المقابل يمكن أن يكون وسيلة إزعاج ومصدر إستياء، لاسيّما عند تجاهل أصول إستخدامه.
بات الموبايل اليوم من الضروريات وليس الكماليات، فقد إزداد الإعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، إذ أضحى وسيلة أساسية للتواصل وحفظ المعلومات وتوثيق بعضها. يمكن باختصار وصفه بمكتب صغير متنقل، لاسيّما أنّ التطور التكنولوجي أدخل عليه تعديلات كثيرة زوّدته بخدمات لا تحصى. غير أن مشكلته تكمن في طريقة تعامل الناس معه، فالبعض ينسى أنّه مجرد آلة فيتعامل معه وكأنّه ضيف كبقية الضيوف، خلال إجتماع عمل أو اللقاءات الإجتماعية. وثمة مَن لا يرسم حدوداً للوقت فيجيز لنفسه الإتصال، أو إرسال الرسائل النصية القصيرة في أي وقت، حتى ولو كان بعد منتصف الليل، منتهكاً خصوصية الآخرين. فلو كان مستخدم الموبايل متحضراً يراعي مشاعر الآخرين، لأدرك من تلقاء نفسه كيفية التعامل مع الموبايل بأسلوب لا يزعج أحداً. غير أنّ هذه السلوكيات السيِّئة لإستخدام الموبايل وخدماته المتعددة، حتّمت على الخبراء وضع بعض القواعد أطلقت عليها عبارة "إتيكيت إستخدام الموبايل والرسائل النصية القصيرة" من أجل مساعدة مستخدمي الموبايل على عدم إرتكاب الأخطاء أو الهفوات، وجعلهم أفراداً متحضرين في عالم التكنولوجيا.
* آداب إستخدام الموبايل:
- عند إختيار نغمة الموبايل فكِّر دوماً في ما تريدها أن تخبر عن شخصيتك. فكما تعكس ملابسك وطريقة حديثك شخصيتك، كذلك يؤشر إختيارك نغمة الموبايل عنك.
- تفادَ إستخدام خدمة نغمات الأغاني للمتصلين بك. لا تظن أنّ الجميع يستمتعون بسماع الأغاني أثناء إنتظارهم أن ترد على مكالماتهم. إلتزم بالرنة التقليدية للتليفون، إذ ليس كل مَن يتصل بك على إستعداد لسماع أغنيتك المفضلة أو أي شيء آخر تختاره.
- ضع رنة الموبايل على أقل درجة حتى لا تزعج الآخرين، أو إستخدم خاصية الإهتزاز (Vibration)، بدلاً من الرنين، لاسيّما خلال إجتماعات العمل أو اللقاءات المهمة، أو عند زيارة مريض أو في دُور العبادة أو حتى في المكتب.
- احرص دوماً على ألا ينتهك حديثك خصوصية أحد، فأنت حتماً لا ترغب في أن يطلع الجميع على أسرارك أو تفاصيل حياتك، ولا أحد يريد أن يستمع لها، لذا تحدث بصوت منخفض أو اختر مكاناً خالياً من الناس لإجراء حديثك الخاص.
- ابتعد عن إستخدام الألفاظ النابية وغير اللائقة أو العبارات التي تخدش الحياء، أثناء حديثك على الهاتف أمام الآخرين.
- حافظ على نبرة صوت هادئة، لاسيما إذا كنت في مكان عام، كالمطعم أو بهو فندق أو القطار أو الباص. عليك أن تعي أنّ هذه الأدوات مزودة بمايكروفونات حسّاسة قادرة على نقل، ليس الأصوات المنخفضة فحسب، وإنما الهامسة أيضاً.
- لا تستمر في الحديث في حال حصول تشويش على الإتصال، لعبورك منطقة ما خارج نطاق تغطية شبكة الهاتف، كي تتفادى صدى كلامك مراراً، أو رفع صوتك، ما يزعج الآخرين. اعمل على الإعتذار للشخص الذي تحدثه، وأغلق هاتفك إلى حين زوال التشويش.
- اجعل أولوية الحديث للشخص الموجود أمامك، وليس لمن يتصل بك عبر الهاتف النقال. من غير اللائق الرد على الهاتف وإجراء حوار مطول وتجاهُل الشخص الذي أمامك. هذا التصرف غير الواعي سيُفهم على أنّه تقليل إحترام للشخص الآخر الحاضر أمامك.
- لا تضع هاتفك النقال على مائدة الطعام أثناء تناول العشاء مع الآخرين، ولا تعمد إلى النظر إلى شاشته بين الفينة والأخرى. أعطِ كل مناسبة وقتها، فإذا لم تكن هناك مكالمة ضرورية ونهمة، يُستحسن أن تغلق الهاتف، أو تضعه في جيبك أو حقيبتك.
- لا تجرِ إتصالاً عبر الموبايل من أماكن غير لائقة، كالمراحيض مثلاً، وذلك إحتراماً للشخص الآخر الذي تحدثه.
- لا تطل الحديث على الموبايل، وليكن شعارك "خير كلام ما قلَّ ودل". فأيّ كلام أو حديث آخر مهم يُستحسن إجراؤه وجهاً لوجه مع الشخص المعني، لأن نبرة الصوت وملامح الوجه تلعب دوراً كبيراً في عملية التواصل مع الآخر، وقد يساء فهمك عبر الهاتف بفعل عوامل خارجية مختلفة ممكن أن تؤثر سلباً في مجرى الحديث.
- لا تتحدّث على الموبايل أثناء القيادة، وذلك حفاظاً على حياتك وحياة الآخرين. أنت حتماً لا تريد التسبب في أي أذى ولا ترغب في أن تكون في خانة المتسببين في الحوادث على الطرقات، لذا إذا رغبت في إجراء إتصال ضروري، اركن سيارتك جانباً وقم بإتصالك. أو إستخدم سماعات البلوتوث فهي أكثر أماناً.
- إحترم التعليمات التي تطلب إغلاق الهاتف في بعض الأماكن، مثل الطائرات والمسارح أو دور السينما، أو المستشفيات، كي لا تكون سبباً في مضايقة أحد أو تعريض حياته للخطر.
- لا ترد على الهاتف أثناء قيامك بعمل آخر، كتحدثك مع موظف البنك أو البائع، إذ من غير اللائق عدم إعطاء إهتمامك الكامل الأشخاص الذين يقومون بتلبية مطالبك.
* آداب الرسائل النصية القصيرة:
أصبحت الرسائل النصية القصيرة عبر الهاتف (SMS) شكلاً من أشكال التواصل الحديث بين الناس. وعلى غرار الموبايل والمحادثات الهاتفية، على مستخدمها أن يلتزم ببعض الضوابط، والقواعد السلوكية التي تتعلق بكيفية إستخدام هذه الرسائل، ومتى يجب إرسالها أو الرد عليها.
- تتميّز الرسائل النصية القصيرة بسرعة وسهولة إيصال المعلومة. لكن تذكّر أن بعض المعلومات المهمة تحتاج إلى شرح مفصل، ولا يجوز نقلها أو إيصالها عبر الـ"SMS".
- لا تستخدم خدمة الرسائل القصيرة عبر الهاتف لإلغاء موعد ما، فهذا تصرف غير لائق، ويفضل دوماً الإعتذار، بإجراء إتصال هاتفي بالشخص أو الجهة المعنية.
- إيّاك أن ترسل رسالة تعزية إلى أحد، فهذا يعد قمة اللاتحضر واللاإحترام.
- تفادَ إستخدام الرموز، أو إختصار الكلمات لدى كتابتك رسالة نصية قصيرة موجهة إلى شخص طاعن في السن، وغير ملم كثيراً برموز الـ"SMS" خوفاً من عدم فهمها. في مثل هذه الحالة احرص على إستخدام لغة واضحة توصل المعلومة بطريقة لا لبس فيها.
- احرص على قراءة الرسالة النصية القصيرة قبل إرسالها، وتأكد من التهجية السليمة للكلمات. اعلم أنّ أسلوبك في كتابة هذه الرسائل يعكس شخصيتك، وقد ينقل عنك صورة غير لائقة في حال أخفقت في اختيار الأسلوب الصحيح والسليم.
- تفادَ كتابة الـ"SMS" وأنت غاضب لأنك متى أرسلتها لن تتمكن من إستعادتها.
- اعلم أنّك متى بعثت رسالتك سيكون في مقدور المتسلم أن يعيد توجيهها إلى أي شخص آخر، لذا كن حذراً في ما يتعلق بالمعلومات الحسّاسة أو السرّية أو الشخصية التي ترسلها.
- لا تكتب الرسائل أو تقرأها أثناء قيادة السيارة، أو خلال حضورك إجتماعاً، أو وجودك مع أشخاص آخرين.
- لا ينقل هذا النوع من الرسائل العاطفة جيِّداً، أو النوايا أو النبرة، لذا كن حذراً في ما يتعلق بالدعابة والعاطفة، وإستخدام الرموز للتعبير عن مشاعرك، ولكن احرص على أن يكون متسلم الرسالة يعي معنى هذه الرموز.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق