• ٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

مفهوم توظيف الوقت

يورك پرس

مفهوم توظيف الوقت

◄ما الذي تريد عمله حقاً؟

الشيء الوحيد المشترك بيننا جميعاً هو أن كلاً منا لديه أربع وعشرون ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع واثنان وخمسون أسبوعاً في السنة. الوقت كنز ثمين لا يمكن تعويضه. ما إن تصرفه، يكون قد ذهب للأبد، هل هذا شيء مخيف؟ ليس كذلك، إن قدرتنا على حسن التصرف في وقتنا هو الشيء الوحيد الذي يمثل اختلافاً لما ننجزه في حياتنا. تصور نفسك وأنت في السبعين أو الثمانين من العمر، وأنت تستعرض حياتك، تفكر في الماضي. من المستبعد أن تفكر في الأشياء التي فعلتها في حياتك على الأرجح سوف تفكر في الأشياء التي لم تفعلها، والتي كنت تود بحق أن تكون قد فعلتها، وسوف تتجه أفكارك غالباً لأن تقول لنفسك "لو أني فقط تعلمت لغة أخرى، أو تعلمت العزف على آلة موسيقية أخرى، أو زرت عدة بلاد أخرى في الإجازة، أو تعلمت الفنون البحرية، أو مارست الغطس بالأجهزة، أو احتفلت بالأبناء والأحفاد في تلك المناسبة الخاصة". كلّ ذلك تدريب رائع لتركيز الفكر بصورة حقيقية على ما كنا نود تحقيقه في حياتنا، قبل ضياع الأمل. لذا أود أن أشجعك على أداء ذلك في الحال. اطلق لخيالك العنان، واسمح لعقلك بالطواف، وسوف يأتيك اللاوعي بتلك الأشياء التي كنت تود حقّاً فعلها.

 

الاكتفاء طويل المدى:

توظيف الوقت هو القدرة على اتخاذ القرار بشأن ما هو مهم في الحياة سواء أكان ذلك في العمل أم في المنزل أم في حياتك الشخصية، أو عند وضع الأولويات لبعض الأعمال، بحيث تتم المهام التي نحتاجها، أيضاً تلك المهام التي نظن أنها مهمة فعلاً. إن أناساً  كثيرين يقضون وقتاً أطول في التخطيط لما سوف يعملونه في العطلة القادمة بدلاً من التخطيط لحياتهم في الوقت الحالي. عليك فقط أن تفكر فيمن سوف يحقق لك الإرضاء للمدى الأطول. إنّ التخطيط لحياتنا واتخاذ القرار بشأن أي الوظائف التي نود إتمامها، يمكن لكل ذلك أن يسبغ علينا الرضا الأوفى. إنّه يمنحنا الرضاء عن النفس – بصورة متصلة – بدلاً من أن يكون ذلك فقط لمدة أسبوعين من السنة. إنّ المقدرة على إدارة وقتنا تمثل مهارة حياتية مهمة، فعندما نضع في أذهاننا أهدافاً نسعى لتحقيقها، فإننا سوف ننشغل بالطرق المناسبة لتحقيقها. وسوف نجد الفرص في نهاية الأمر تتهيأ أمامنا.

 

ما الذي يجعل توظيف الوقت مهماً؟

لا شكّ أنّ الإدارة الجيدة للوقت توفر لنا المقدرة على الاحتفاظ بالاتزان في حياتنا، أو بالتعرف على موضوع الخلل. مثلاً: هل كان ما يشغلنا هو العمل أكثر مما تشغلنا المتع والأنشطة الاجتماعية؟ ثمّ ما دور عائلتنا ومن هم قريبون وأعزاء علينا؟ هل لهم دور مهم في حياتنا، أم هل هم مستعبدون بأحد الجوانب بصفة دائمة؟ من واقع خبرتي، فإن توظيف الوقت هي واحدة من تلك المهارات التي يجب أن يحرص عليها الأفراد بكل جد، كما أن فوائدها واضحة للعيان. إنّها إحدى المهارات التي يمكن تعلمها، وممارستها وتنميتها مع الوقت. وهي تسمح لنا بضبط كلّ انتباهنا على ما يجب فعله. وهي في الوقت نفسه تستبعد الضغوط التي تقع علينا من الأشياء التي تطوف بأذهاننا وتظل تلوح عقولنا، وهذا يمكننا من إطلاق الطاقة التي نوجهها إلى الأعمال التي في أيدينا. لقد وجدت أنّه حتى في الأمور المباشرة كأن تدعو بعض الأصدقاء إلى مائدة طعام، فإنك باستخدام قائمة بسيطة، تضمن أن يتم تنفيذ كلّ شيء بالطريقة الصحيحة في الوقت المناسب. والأهم من ذلك ألا تترك شيئاً دون اهتمام. إنها من المهارات التي يحتاجها  كلّ فرد. ولكن لسوء الحظ لن يحصل عليها  كلّ إنسان، والنتيجة أنّه سوف يحقق ما هو أقل كثيراً في حياته عما هو قادر على تحقيقه فعلاً.

 

الكنز الثمين:

الوقت هو أثمن كنز تملكه، ذلك لأنّ بعكس المال ما إن تصرفه؛ فإنّه لا يعود أبداً. قد تظن أنّ المال أيضاً ما أن ينصرف، فإنّه لا يعود أبداً. الفرق هنا أننا لا يمكننا استعادة الأمس، بينما يمكنك دائماً أن تكسب المزيد من المال. هناك مقولة تؤكد أهمية إدارتنا لوقتنا: "الوقت يطير، فهل أنت الطيار أم أحد الركاب"؟ وبذلك هل أنت تستغل وقتك الاستغلال الأمثل. عندما تفكر في الوقت، فكر فيه على أنّه أساس من أسس الميزانية، لا بل مورد ثمين من موارد الميزانية. وعندما تجد نفسك تفكر وتقول: "أنا مشغول جدّاً.." فإني أقول فكرة أخرى.. إن عبارة "مشغول جدّاً.." هي حالة عقلية وبتكرارها سوف تتحول إلى عادة. ليس هناك أصدق من القول بأنّ اتِّخاذ القرار لإدارة وقتك بطريقة أفضل من الآن فصاعداً هو أكثر الخطوات جدية على الإطلاق. يمكنك أن تتخذ هذه الخطوة لتطوير حياتك لأقصى مداها وأن تسعد نفسك وأن تشعر أنك بخير، لأنك سوف تعلم أين وجهتك التي تتجه إليها، وكيف تصل إلى هناك! إذن هيا إلى العمل، لا تعمد إلى مزيد من التسويف: ابدأ من الآن فصاعداً.

اتخذ هذا القرار! ►

 

المصدر: كتاب توظيف الوقت/ سلسلة الإدارة العملية

ارسال التعليق

Top