• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

معلومات المراهقة الجنسية

د. فوزية الدريع

معلومات المراهقة الجنسية

◄كلّ شيء في مُخّنا يتشكّل مُبكّراً، ومنذ الطفولة. والطفل، حين يكبر ويُصبح مُراهقاً، يكون مُخّه قد شكّل قَدراً من توجّهاته الجنسية.

إنّ هذا التشكل الجنسي، يحصل بفعل من امتصاص الطفل والمراهق، بكل ما أوتي من حواسه، أموراً جنسية تحصل حوله، ما يسمع ويرى ويشم، أو حتى من رؤيته أشكال التلامُس. وأحياناً، من تفاعُل الناضجين حوله مع بعضهم بعضاً، أو بفعل تفاعلهم مع البنت المراهقة أو الولد المراهق، يتم تشكيل فكرة عن الجنس لدى الطفل والمراهق.

إنّ كلّ نقطة يمتصها الطفل أو المراهق، تؤثر في حياته الجنسية والعاطفيّة، العمر كله. وبكل أسف، سذاجة وجهل بعض الأهل، يعودان لكونهم يعتقدان أنّ الطفل "لا يفهم". وقد يكون فعليّاً الطفل لا يفهم تماماً تفاصيل ما يرى أو يسمع، لكنه لابدّ أن يفهم قليلاً. وقد لا يفهم تماماً، لكن التخزين في مُخّ الطفل موجود. وكلما نضج وكبر، يُعيد قراءة المخزون، وتكون ردّة فعله منطلقة من هذا المخزون.

والمشكلة أنّ كثيراً من الرسائل والإيماءَات والكلمات عن الجنس، وبشكل مباشر، ينتبه إليها الطفل بالفطرة، وتُشعل ناراً في عقول المراهقين.

ومن مصادر الأمور الجنسية في حياة الطفل والمراهق، الأقران والأصدقاء. ويكون ذلك إمّا بكلمة جنسية، أو قصة، أو لمسة، أو إظهار الجهاز الجنسي.

والتربية العادية في حياة الإنسان، من احتضان ولمس وحديث حميم. حتى إن كانت مُجرّد تربية عامة، ولكنها تحوي في فحواها مسائل جنسية.

إلا أن أكبر مدرسة في الثقافة الجنسية للطفل، هي علاقة والديه، وشخصية كلّ واحد منهما. فإنْ كانا متحفّظين أو متحررين أو مستقذرين الجنس أو عنيفين.. إلخ، فإنّ الطفل، وبالذات المراهق، يَقْتَدِي بهذا السلوك والنموذج الجنسي.

تلك المعلومات التي يتشرّبها الطفل علانيّة من الآخرين، ماذا نجد فيها؟

في ما يلي معلومات وأرقام تخص الطفل، وبالذات المراهق الأميركي، من أين وكيف يستقي معلوماته الجنسية:

1-    المعلومات الخاصة بالإخصاب: 50% من المدرّسين، 23% من أحد الوالدين، 15% من الأصدقاء، 9% من الإعلام، وصفر% من الأطباء. أليس أمراً مُثيراً للدهشة، ألّا يكون الأطباء في موقع إعطاء المعلومات عن الإخصاب، وهم أفضل مَن يعطيها.

2-    المعلومات الخاصة بموانع الحمل: 37% من المدرّسين، 17% من الوالدين، 17% من الأصدقاء، 20% من الإعلام، 4% من الأطباء.

3-    المعلومات الخاصة باللمس الذاتي (العادة السرية): 21% من المدرّسين، 12% من الوالدين، 32% من الأصدقاء، 30% من الإعلام، و1% من الأطباء.

4-    طُرق الممارسة الجنسية: 14% من المدرّسين، 9% من الآباء، 26% من الأصدقاء، 32% من الإعلام، و5% من الأطباء.

والخُلاصة من كلّ ما سَبَق من حقائق مُهمّة، ومُثيرة في بعضها للقلق، أنّ الأصدقاء هم الرقم 1 في مسألة المعلومات الجنسية عند أبنائنا المراهقين وبناتنا المراهقات. وبالطبع، سوف نلغي دور المدرّسين، لأن مادة الثقافة الجنسية ليست موجودة أصلاً عندنا. ولأنّ الإعلام عندنا لا يتكلم إلا في السنوات الأخيرة عن هذه الأمور وبتحفُّظ، فعلينا تَصوّر أنّ المصدَر الأساسي هو الأصدقاء. فماذا يعرفون حتى يُعلِّموا غيرهم؟

أظنّ فعليّاً أنّه آن الأوان، وبأضعف الإيمان أن نتثقّف كأولياء أمور، حتى نُثقّف أبناءنا وبناتنا، من باب الحماية والصحّة النفسيّة العقليّة لهم.►

ارسال التعليق

Top