1- يؤكد علماء النفس أنّ الأسرة تكاد تكون الأداة الوحيدة، التي تعمل على تشكيل الطفل إبان حياته الأولى، فقد أثبتت الدراسات أنّ الطفل يكون بحاجة إلى أن ينمو في كنف أسرة مستقرة، كما أثبتت حاجته إلى إخوة ينمون معه ويشاركونه حياته الأسرية، فالأُم تحتضن الطفل في مرحلة المهد، ومنها يستمد شعوره بالأمن، وعن طريق الأب يمكن للطفل أن يشبع الكثير من حاجاته ورغباته، وأن ينال منه أيضاً العطف والتقدير والمحبة.
2- إنّ أهم عنصران يجب أن تسودهما العلاقات المتزنة في الأسرة هما الزوج والزوجة، ففي الأسرة المتزنة يكون كلّ من الوالدين مدركاً وواعياً بحاجات الطفل السيكولوجية والعاطفية المرتبطة بنموه، ومن أهم هذه الحاجات حاجة الطفل إلى الشعور بالأمن والطمأنينة، والحاجة إلى التقدير والحب والثقة بالنفس، والحاجة إلى الانتماء، وإلى بناء علاقات اجتماعية، والحاجة إلى العطف والتعليم والتوجيه.
3- يكون الأب مدركاً لما قد يكون من وراء سلوك طفله من رغبات ودوافع يعجز الطفل عن التعبير عنها بوضوح.
4- لا يكون الطفل مسرحاً يظهر عليه أحد الوالدين رغباته غير المشروعة كأن يستخدم في إيذاء وضرر الطرف الآخر، أو الكيد له، أو أن يضع في طفله محور صراع بينه وبين غيره من الكبار الذين يتصلون بالطفل.
5- يشعر الطفل بالحنو والأمان والاستقرار.. الأمر الذي يبعد عنه القلق والاضطراب، ويفتح أمامه الطريق للتكيف النفسي السليم، ويمكنه من أن ينمّي قدراته وإمكاناته، ليكون إنساناً ناجحاً نافعاً، سوياً.
محاذير في عملية تشكيل الأبناء:
1- التسلط: ويتمثل في فرض الأب أو الأُم لرأيه على الطفل.. وهذا الاتجاه غالباً ما يساعد على تكوين شخصية خائفة دائماً، خجولة وحساسة.
2- الحماية الزائدة: وتتمثل في قيام أحد الوالدين، أو كلاهما نيابة عن الطفل بالواجبات أو المسؤوليات، التي يمكن أن يقوم بها، والتدخل في كلّ شؤونه، فلا تتاح للطفل فرصة اتّخاذ قرار لنفسه حتى في اختيار ملابسه وأصدقائه.
3- الإهمال: ويتضح في صورتين: صورة لا مبالاة، وصورة أخرى هي عدم إثابة للسلوك المرغوب فيه.. والنتيجة شخصية قلقة مترددة، تتخبط في سلوكها، شخصية متسيبة غير منضبطة في أي عمل.
4- التدليل: ويتمثل في تشجيع الطفل على تحقيق معظم رغباته بالشكل الذي يحلو له وعدم توجيهه لتحمل أيّة مسؤولية تتناسب مع مرحلة النمو التي يمرّ بها.
5- القسوة: وتتمثل في استخدام أساليب العقاب البدني "الضرب"، والتهديد به، والنتيجة شخصية عدوانية.
6- التفرقة: بمعنى عدم المساواة بين الأبناء جميعاً، والنتيجة شخصية أنانية حاقدة تعوّدت أن تأخذ دون أن تعطي.. تحب أن تستحوذ على كلّ شيء لنفسها.
نصائح للوالدين في تشكيل الأبناء:
1- ينبغي أن يتعلم الطفل منذ وقت مبكر جدّاً أنّ الأمور لا يمكن أن تسير وفق هواه، ومن ثمّ وجب ألا نعطيه كلما يطلب أو يريد، إذ لابدّ أن يتعوّد إغفال بعض رغباته، وأن يتعود العطاء، وهو يرد لو يأخذ، وأن يقسم لعبه ويشاطر زملاءه إياها.
2- من الخير أن نتجنّب على الدوام أن نرشو الطفل، وأن نبذل له من الوعود ما نعرف أنّنا لن نستطيع الوفاء به.
3- الأمر الطبيعي السوي هو أن يستكمل الطفل استقلاله، ويتحمل المسؤولية كاملة في سن مبكرة ما أمكن التبكير بذلك، ولندعه يحاول، ويخفق، إذا استلزم الأمر ذلك فإنّه سوف يتعلم من أخطائه.
4- ينبغي أن يكون كلا الوالدين رفيقاً بالطفل صديقاً له، موطناً لثقته.
5- من القواعد الأساسية في تنشئة الأطفال أنّ الوالدين جبهة واحدة تعمل على توجيه الطفل، فإذا ثار بينهما خلاف فليلتمسا له الحل بعيداً عن سمع الطفل.
6- العمل على إعداد الطفل إعداداً يكفل له مواجهة واقع الحياة، فلابدّ أن ينمو الطفل، وقد تهيأ لمواجهة أحداث الحياة.
7- لابدّ أن يحاول الأب توزيع حبه وعطفه ورعايته على سائر الأبناء.. كبيرهم وصغيرهم.
8- ينبغي على الآباء أن يوجهوا أبناءهم بشأن ما يرتكبون من أخطاء أو ما يبدو منهم من قصور، بحيث يكون هذا التوجيه وقتياً.. أي متعلقاً بالموقف القائم، ولا يتعداه إلى غيره من مواقف.
9- يجب أن يكون للأبناء نصيب من وقت الآباء، فلقد كثرت مشاغل الحياة في هذه الأيام، وكثرت الأعباء الملقاة على عاتق الآباء، فانصرفوا عن أبنائهم لا يعطونهم من الوقت والرعاية ما هو حقّ لهم.. وأصبح كثير من الآباء لا يساهمون مساهمة فعّالة في الإشراف على أبنائهم، مما قد تكون له آثاره السلبية على تنشئة هؤلاء الأبناء، ويجب أن ندرك أهمية مباشرة الآباء لأبنائهم وإعطائهم من الوقت ما يمكّن الابن من أن يتوحد بأبيه، وأن يمتص عنه مُثله ومبادئه.
10- يجب ألا يلقي الآباء أوامر أو نواه للأطفال بقصد منعهم من سلوك معين باستخدام الألفاظ الدالة على التحريم مثل "عيب" أو "لا يصح" في الوقت الذي لا يستطيع فيه الطفل إدراك معاني الأشياء.
11- كذلك يجب على الآباء ألا يفرضوا على أطفالهم التزامات جديدة بشكل مفاجئ، بل يجب مراعاة التدرج في تحميلهم المسؤوليات، أي أن يكون ذلك خطوة بخطوة بما يتناسب مع مستويات نموهم، وفي الوقت الذي يصبحون فيه قادرين على الفهم والتمييز.
12- يجب أن يكون الآباء قدوة لأبنائهم، فكما نعرف شخصية الطفل إنّما هي نتاج لتفاعله مع مَن يحيطون به، ويبدأ هذا التفاعل أوّل ما يبدأ مع والديه.
المصدر: كتاب دليل الآباء والأُمّهات في تربية الأبناء
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق