بحلول العطلة الصيفية، يحاول الآباء ملء أوقات فراغ أطفالهم بأنشطة تنمي ذكاءهم، مهاراتهم، شخصيتهم وتوجههم نحو سلوكيات ايجابية، لذلك على الآباء أن يفكروا جدياً في طريقة قضائها، والإعداد لها إعداداً يعود بالنفع والخير على أطفالهم مستقبلاً، فوقت العطلة طويل، وبدل أن تصبح الإجازة الصيفية وبالاً على الأبناء، يجب على الآباء أن يجعلوها أداة للبناء لا الهدم، كما عليهم مراقبة أبنائهم، ومتابعتهم ووضع الخطط اللازمة لقضاء هذه العطلة في أماكن آمنة، من خلال المؤسسات، الجمعيات والمخيمات الصيفية ومن خلال برامج تربوية تقويمية. لهذا نجدهم يستنجدون بالمخيمات الصيفية لتسجيل أطفالهم، كإطار يقضون فيه عطلتهم الصيفية، ويكتشفون فيه مهاراتهم وتدريبهم وتنمية قدراتهم الذاتية وتطويرها، وتكوينهم على المستوى الروحي، الثقافي والمعرفي. كما ان هناك عدة جمعيات تقوم بتكوين أطرها طيلة السنة من خلال الملتقيات والتداريب، حتى يكونوا في الموعد خلال فترة التخييم، لأن التأطير داخل المخيم هو جوهر العملية التربوية ككل، لذلك على الآباء الذين يتخوفون من إرسال أبنائهم إلى المخيمات المنتشرة، أن يأخذوا المعلومات اللازمة من الجمعيات المختصة.
المخيّمات الصيفيّة تحوّلت إلى إحدى الخطط التي تدخل في جدول المشاريع التي يخصّصها الأهل لأطفالهم وهي فترة منتظرة من الأطفال والأهل معاً. يجد الأطفال في المخيّمات الفرصة للتسلية واللّهو وفي نفس الوقت هناك العديد من المخيّمات التي تقوم بمساعدة الأولاد على تحضير فروضهم الصيفيّة. أمّا بالنسبة للأهل، فإنّ المخيّمات الصيفيّة هي فرصة لهم ليقوم أولادهم بالخروج من المنزل بدل البقاء فترات في المنزل وأمام شاشة التلفزيون والكمبيوتر والإنترنت وبذلك تساعد المخيّمات بالانخراط مع أولاد آخرين ويتعلّمون تحمّل المسؤولية وتنمو شخصيّتهم.
معظم الأخصائيين التربويين ينصحون الأهل بضرورة تسجيل أبنائهم في المخيمات الصيفية، من أجل تغذية روحهم، تنمية أفكارهم وتعدد علاقاتهم، ومن هذا المنطلق يكثر الحديث وخاصة خلال العطلة الصيفية، عن الحاجة للمخيمات الصيفية، وهذا يعني أننا في حاجة إلى مرافق تضطلع بدور تربوي وتكويني مهم يترك آثاراً ايجابية على سلوك الأطفال، لأن المخيم نوع من أنواع النشاط الثقافي، الذي تستفيد من فعاليته قاعدة عريضة من الأطفال، ينطلق من أرضية التوجيهات التربوية التي يقوم بها لبث روح الاعتماد على النفس ونبذ الإتكالية لدى الأطفال الذين هم رجال الغد، مع تنويع أساليب التقويم والانضباط، وكذلك تقوية البدن.
انّ الطفل الذي يستمتع خلال أوقات فراغه بأعمال ذهنية، جسدية، يصبح شجاعاً وجريئاً في تعامله مع الناس، قادراً على التعبير عن رأيه ويكتسب ثقافة معنوية ومعلوماتية، إنّ البرامج المفيدة تؤدي إلى حماية الأطفال من سلبيات الفراغ، وإلى تطوير مواهبهم وذواتهم، واستثمار أوقات فراغهم، خاصة خلال العطلة الصيفية التي تطول مدتها، لذلك على الأهل متابعة أطفالهم وملاحظة كلّ تحركاتهم، ومساعدتهم على اكتشاف الحياة من منظور إيجابي مفيد وسليم.
أشارت بعض الدراسات السيكولوجية عن فائدة المخيمات الصيفية، إذ أنها تساهم في انخفاض بنسبة 40 في المائة من حالات العنف التي أخذت في التزايد في الآونة الأخيرة وخاصة في فترة العطلة الصيفية. وبعد البحث عن السبب الرئيسي الكامن وراء انتشار هذه الظاهرة، أوضحت الدراسة أن المخيمات التي تكون في أوج فعاليتها في العطلة الصيفية تشغل الأولاد وتبعدهم عن الفراغ الذي يعرضهم للعنف ولمشاكل تربوية أخرى تفسد أخلاقهم وتجعلهم يكتسبون سلوكاً انحرافياً قد يدمر حياتهم المستقبلية.
لذلك ينصح أخصائيي التربية جميع الأهالي بضرورة اختيار المخيم المناسب لأولادهم لأن العديد من ايجابيات الشخصية عند المرء تظهر في المخيمات التي عادة ما ترتكز على تقوية المهارات الذاتية للشخص.
بالإضافة إلى كون برنامج المخيم الصيفي يؤثر في شخصية الطفل حيث يخلق فيه قيم ومبادئ ايجابية، على اعتبار أن برامج الترفيه والتثقيف في هذه المخيمات تساعد على تطوير وتفريغ الكبت بأنواعه، وتفريغ الشحنات النفسية وزرع قيم الانتماء والحوار والمشاركة والتعاون بعيداً عن مظاهر العنف وأساليبه، كما تقوم ببناء وصقل شخصيته التي تصبح قادرة على الحوار والتعبير عن نفسها.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق