• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

السياقة «فن وذوق» هل ما زال هذا الشعار قائماً؟

تحقيق: عبدالأمير رويح

السياقة «فن وذوق» هل ما زال هذا الشعار قائماً؟
◄يعتبر نظام المرور من أهم الأنظمة الإدارية العالمية ومن خلاله يمكن أن تتعرف على مستوى ثقافة هذا البلد أو ذاك. ومن خلال ملاحظتك لرجل المرور ومدى إلتزامه وإهتمامه بمظهره الخارجي من حيث النظافة والقيافة والإنضباط تقرر ومن دون تفكير مستوى التقدم الثقافي للبشر في تلك الدولة هذا جزء. أما الجزء الأخر وهو الأهم فيكمن في طريقة القيادة وسلوك سائقي المركبات في الشارع. فكل التصرفات والأفعال محسوبة لا يمكن تجاهلها وغض النظر عنها وهي دليل على مستوى ثقافة السائق ومدى إلتزامه واحترامه للأنظمة والقوانين وللآخرين أيضاً، وقبل ذلك كله مدى إحترامه لنفسه. فكل سائق سيارة عندما يقدم على القيادة يجب أن يشعر أنّه أصبح ملك الشارع ويجب أن يلاحظ أن هناك من يراقبه ويقيّم كل تصرفاته وحركاته. وعن دور السائق ومدى إلتزامه بشعار (السياقة فن وذوق وأخلاق) أرتأينا أن نقوم بهذا التحقيق ونستعرض بعض الآراء بهذا الخصوص ومن مختلف شرائح المجتمع. كانت وقفتنا الأولى مع السواق أنفسهم فقد أخبرنا الأخ نصير محي نجم (31 سنة – إجازة سياقة عمومي) أوجز القول أن هذا الشعار لازال قائماً نوعاً ما لصاحب النظرة الخاصة وأقصد السائق الملتزم بقوانين المرور العامة، أما كوني سائق سيارة للأجرة فلا زلت متفاعلاً مع الشارع وقد لاحظت أن هذا الشعار ومع الأسف بدأ يضمحل والسبب في ذلك يعود إلى دخول (السواق) من قليلي الخبرة في هذا المجال وخاصة ممن لا يحملون إجازات السوق، فهم قليلو الخبرة والدراية بضوابط وقوانين المرور وهي ظاهره غير حضارية قد تتسبب بإزهاق بعض الأرواح بغير ذنب والسبب جهل سائق العجلة بارشادات وقوانين المرور أو عدم إلتزامه بالإشارة الضوئية أو السرعة غير المبررة أو السير عكس الإتجاه.. إلخ من المخالفات المرورية. لذا علينا أن نطمح للوصول إلى الأحسن وعلينا معالجة هذه الأخطاء وبسرعة. السائق عامر حميد (38 سنة – إجازة عمومي) يقول، إن هذا الشعار بيد من يتعامل مع العجلة فهو من يستطيع جعله شعاراً رائعاً وفي خدمة الجميع. فالعجلة هي لوحة بيد فنان وبيده أن يجعلها جميلة وبيده أن يجعلها محطاً للسخرية. فالسياقة عندما تمارس مع تطبيق القوانين المرورية وإمتلاك إجازة السوق والتحلي بالأخلاق الفاضلة ستكون مصدر سعادة وراحة للجميع. ويضيف عامر، للأسف فأن تصرفات البعض من غير الملتزمين والعارفين بالأنظمة والقواعد المرورية ممن هم دخلاء بهذا المجال والمنبوذين حتى من أنفسهم قد أساؤوا إلى باقي السواق الجيدين والملتزمين. الحاج أبو مخلص (62 سنة – إجازة سياقة عمومي) يقول عندما أتحدث عن هذا الشعار فإن قلبي يعتصر ألما ولا أخفيك سراً أني تركت القيادة والشارع بسبب تصرفات البعض من يسمون أنفسهم سواقاً، فقد أساء هؤلاء البعض لكل قيم الشارع وأخلاقيات السياقة.. وأكرر البعض، فهم لا يعرفون معنى الثوابت المرورية والأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها السائق وأضاف الحاج أبو مخلص، لا أريد أن أكون متشائماً وأقول على السياقة السلام، فمازال هناك من يعمل ويقود بأدب وأخلاق محافظاً على تلك الأخلاقيات الثابتة محترماً للكل وأولهم سيد القانون في الشارع رجل المرور، لذا أدعوا هؤلاء البعض لمراجعة أنفسهم كما أدعوا لتفعيل قوانين وأنظمة مديرية المرور العامة فهي تصب في مصلحة الجميع وأولهم السائق فهذه القوانين هي الضمان الوحيد لحقوق الجميع. السائق عمار (20 سنة غير مجاز) فيقول بلا فخر أنا سيد الشارع تعلمت القيادة منذ صغري وإحترفتها. وأعتبر المجازفة والسرعة أساسيات مهمة في حياة السائق فمن لم يكن (جاكي) بحسب تعبيره، لا يمكن أن أسميه سائقاً. أما عن رأي الآخرين فلكل شخص وجهة نظر خاصة وانا أعرف بعض قوانين المرور وأهرب أحياناً من رجل المرور خوفاً من المحاسبة. أبو محمود (45 سنة – أجازة عمومي) قال أنا سائق منذ أكثر من عشرين عاماً ولكن وللأسف الشديد فأنا عندما أقود العجلة الآن أحس كأني لا زلت مبتدئاً والسبب في ذلك تصرفات بعض السواق التي أعتبرها صبيانية، فهم غير مكترثين بأرواح الآخرين ومسرعين غير منضبطين وليس لديهم أيّة معرفة بقواعد المرور.   -        المرور وهذا الشعار: يقول البعض أن هذا الشعار قد تلاشى أو في طريقه لذلك بسبب تصرفات بعض السواق اللامسؤولة ولكن أقول أنّ الأخلاق والذوق أشياء مهمة وهي نتاج التربية والبيئة التي يعيشها السائق فالشارع من وجهة نظري مرآة عاكسة لأداب وأخلاق شاغلي الطريق. نعم نواجه مشاكل جمة في تعاملنا اليومي مع مثل هكذا سواق فالبعض يجادل ويناقش رجل المرور من دون دراية أو معرفة وهذه الأشياء تتعب رجل المرور الذي يمضي جل وقته في خدمة الجميع، فهذا الإنسان الذي يقف معظم النهار وفي مختلف الظروف المناخية جدير بالإحترام والتقدير وتقديم المساعدة من أجل أن يعم النظام ويرتاح الجميع. آراء أخرى بهذا الخصوص.. هذا وأكملنا المسير باستطلاع آراء المواطنين عن هذا الشعار المهم وما مدى التزام أصحاب المركبات به. وقد ظهرت الشكوى صريحة من تصرفات أغلب سائقي سيارات النقل الداخلي. فيقول الأخ أبو ميثم الخفاجي. أن تصرفات البعض من سائقي الباصات العاملين في الداخل، تشعرنا بالخجل والإحباط فهم لا يحترمون قدسية الشارع ولا مشاعر الركاب من خلال تصرفات غير مسؤولة فمنهم صغار السن غير المجازين الذين يجازفون بأرواح الركاب بالسرعة المفرطة والبعض الأخر أستطيع أن أصفهم بقليلي الذوق أو من قليلي التربية فهم يتجاوزون على الراكب ويتفوهون بكلمات نابية ومزاحهم يفتقر للأخلاق لذا أدعو من نقابة النقل وبمساعد مديريات المرور بضرورة التوجيه وإقامة بعض الدورات التوجيهية. الأخت سناء تحدثت قائلة :"أنا شخصياً ومن خلال نظرتي للشارع أجزم أن هذا الشعار غير مطبق عند أكثر من (90%) من سواق اليوم فالبعض منهم يفتقر لأدبيات التعامل في الشارع". وأضاف أبو ميثم، ما يزعجني وأغلب الباقين من شرائح المجتمع هو إستخدام المنبهات (الهورن) من أغلب السواق وبعضهم يلحُّ فيه وهذه الأشياء تسبب لنا الحرج والبعض يلجأ للتحرش بالكلمات، وأتمنى أن يشعر من يتصرف هكذا تصرفات أن ذلك يحدث مع أخته فهل سيقبل لها ذلك؟ وأضافت إحدى الأخوات قائلة، هناك شيء ملفت للنظر يخص إستئجار السيارة، يلجأ البعض من السواق إلى المبادرة بطرح مواضيع للمناقشة وكأنه يعرف الراكب منذ الصغر! وعند تجاهله وعدم الإكتراث به يلجأ لتصرفات أخرى مثل تشغيل المسجل ببعض الأغاني أو النظر المتكرر بالمرآة الداخلية للسيارة، وأكرر هذه الحالة ليست عامة فهنالك السائق الملتزم المؤدب الساعي لكسب الرزق الحلال. أما الأخ أبو أيمن فيقول هذا الشعار جميل لذا يجب أن يشمل الجميع فقبل أن نحاسب السائق العادي يجب أن نرى تصرفات بعض سائقي المركبات الحكومية الذين يجب أن يكونوا قدوة للآخرين وللأسف فتصرفات بعضهم تؤلم المشاعر وتحزن القلب وهي معروفة فمن نعتبرهم الأساس في تطبيق القانون هم من يلجأ إلى مخالفته وأقصد بذلك بعض السواق من رجال الأمن والشرطة وحتى من مرافقي الشخصيات المهمة. فما الداعي والمبرر من السير بعكس الاتجاه أو الوقوف في الأماكن الممنوعة أو إطلاق صفارات الإنذار لا لشيء سوى لأنّ الأخ السائق يعجبه ذلك أو أنّه مسرع لشراء شيء. إلى هنا إنتهت رحلتنا بسلام مع هذا الشعار المروري المهم مع علمنا أنّه ورغم كل ما ذكر من سلبيات فأن هنالك ما يقابلها من إيجابيات وهناك أيضاً سواق في قمة الأخلاق وعلى مستوى عالٍ من الذوق الرفيع ومن أصحاب الخبرة في القيادة والتعامل باحترام مع قواعد وأنظمة المرور.  وقبل الوداع نترك للقارئ الكريم حرية التعليق والمشاركة بإبداء رأيه بهذا الخصوص متمنين للجميع دوام السلامة...►

ارسال التعليق

Top