يؤكد النبيّ (ص) في خطبته الرمضانية المعروفة إلى مسألة اجتماعية غاية في الأهمية، وهي أن تشعر بأنّ هناك فقراء لا يجدون من الغذاء ما تجده أنت، وهناك مساكين لا يملكون العيش الكريم: "وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم"، كلٌّ بحسب قدرته، فإنّ الصدقة تطفئ غضب الله، وتنمِّي للإنسان رزقه، وتشفي للإنسان مرضه.
ويعالج النبيّ (ص) أيضاً مسألة اجتماعية في تعامل الأجيال بعضها مع بعض، فهناك الكبار من آبائنا وأجدادنا وأمّهاتنا وذوي العلم والسّنّ في مجتمعاتنا، والله سبحانه يريد للأجيال الجديدة من الصِّغار، أن يوقّروا الكبار ويحترموهم، وأن لا يسيئوا إليهم، بل أن يتعاملوا معهم على أساس أنّهم سبقوهم إلى الإسلام، وأنّهم يملكون من التجارب ما لا يملكونه.
أمّا الكبار، فعليهم أن يرحموا الصِّغار؛ أن يرحموا قلَّة تجربتهم، وضعف عقولهم، وأن يعملوا على أن ينصحوهم، وأن لا يتعسَّفوا معهم، ولا يحمِّلوهم ما لا يستطيعون: "ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم"، فالنبيّ (ص) يريد للعوائل أن تتواصل وتتراحم، سواء كان الرَّحم واصلاً أو قاطعاً، لأنّ صلة الرَّحم تمثِّل القيمة الإسلامية التي يعطي الله الإنسان الذي يلتزم بها رحمته ومحبته ورضوانه وكلّ ألطافه.
"واحفظوا ألسنتكم ليصم لسانك عن كلّ قبيح وحرام، كما تصوم عن الطعام والشراب ـ وغضّوا عمَّا لا يحلّ النظر إليه أبصاركم، وعمَّا لا يحلُّ الاستماع إليه أسماعكم".
أمّا الأيتام، فهم أمانة الله في كلّ مجتمع، وعلى المجتمع أن يتكفّل بهم، ويتحنّن عليهم، وأن يحافظ على أموالهم، وأن يتحمّل مسؤوليّتهم في كلّ ما يمكن الإنسان أن يقوم به من تربيتهم وتعليمهم: "وتحنّنوا على أيتام النّاس يُتحنّن على أيتامكم". وقد أوصى الإمام عليّ (ع) بالأيتام بما يشبه الاستغاثة، فقال (ع): "الله الله في الأيتام، فلا تغبُّوا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم"، بل احفظوهم كما تحفظون أولادكم، واحموهم من الضياع في متاهات الحياة، حتى تنشئوهم ليكونوا مواطنين صالحين.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق