الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، وأُمّه فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).. عاش في كنف الوحي، والرسالة، تنزّلت آيات الله تعالى تجاهر بطهارته، وقداسته، ومكانته السامية، كآية التطهير: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب/ 33). وآية المباهلة: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران/ 61). كما تواترت أحاديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووصاياه، تشيد بالمكانة السامية التي يحظى بها هذا السبط الإمام (عليه السلام)، منها:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً». وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن أحبّ أن ينظر إلى أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء، فلينظر إلى الحسين (عليه السلام)». وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحسن والحسين (عليهما السلام): «هما ريحانتاي من الدُّنيا». وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنّة». وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهما: «هذان ابناي، فمن أحبّهما فقد أحبّني، ومَن أبغضهما فقد أبغضني». وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهما: «اللّهُمّ إنّي أحبّهما فأحبّهما».
وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي، فإذا سجد وثب الحسنان (عليهما السلام) على ظهره، فإذا أرادوا أن يمنعوهما، أشار إليهم أن دعوهما. فلما قضى الصلاة، وضعهما في حجره وقال: «مَن أحبّني، فليحبّ هذين». وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي، فكان إذا سجد، جاء الحسين (عليه السلام) فركب ظهره، فإذا رفع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه، أخذه فوضعه إلى جانبه، فإذا سجد، عاد على ظهره، فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من صلاته. وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يجثو للحسنين (عليهما السلام)، فيركبان على ظهره ويقول: «نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما». وحملهما (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّة على عاتقة، فقال رجل: نعم الفرس لكما. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «ونعم الفارسان هما».
وسمع (صلى الله عليه وآله وسلم) بكاءهما وهو على المنبر، فقام فزعاً، ثمّ قال: «أيّها الناس، ما الولد إلّا فتنة، لقد قمت إليهما وما معي عقلي». وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب على المنبر، فجاء الحسنان (عليهما السلام) وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل (صلى الله عليه وآله وسلم) من المنبر، فحملهما ووضعهما بين يديه، ثمّ قال: «إنّما أموالكم وأولادكم فتنة». وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب على المنبر، إذ خرج الحسين (عليه السلام)، فوطأ في ثوبه، فسقط، فبكى، فنزل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المنبر، فضمّه إليه وقال: «قاتل الله الشيطان، إنّ الولد لفتنة. والذي نفسي بيده، ما دريت أنّي نزلت عن منبري». ومرّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على بيت فاطمة (عليها السلام)، فسمع الحسين (عليه السلام) يبكي، فقال: «ألم تعلمي أنّ بكاءه يؤذيني؟». وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله تعالى جعل ذرية كلّ نبيّ من صلبه خاصّة، وجعل ذريتي من صلب عليّ بن أبي طالب».
وأجلس النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) الحسن (عليه السلام) على فخذه اليمنى، والحسين على فخذه اليسرى، وأجلس عليّاً وفاطمة (عليهما السلام) بين يديه، ثمّ لفّ عليهما كساءه أو ثوبه، ثمّ قرأ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). ثمّ قال: «هؤلاء أهل بيتي حقّاً». وكان ابن عباس مع علمه وجلالة قدره، يمسك بركاب الحسنين (عليهما السلام) حتى يركبا، ويقول: «هما ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)». وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام): «أنا سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم». ونظر (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الحسن والحسين (عليهما السلام)، فقال: «مَن أحبّ هذين وأباهما وأُمّهما، كان معي في درجتي يوم القيامة».
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق