إنّنا بحاجة إلى أن نجيد فنّ الحياة.
وقبل أن نجيد هذا الفن، لن تصلح لنا دنيا ولن يصلح بنا دين.
لهذا: اسأل نفسك هل تجيد فنّ الحياة؟
وللإجابة لابدّ من أن تكون روحُكُ روحاً مرنة، تستعدُّ لجميع الظروف المحيطة بك.
لذا: كن أنت الفنان وارسم شكلك وشخصيّتك، وإيّاك ثمّ إيّاك أن تكون مجرّد فرشاة وألوان تُستخدم في رسم شخصيتك.
ولا تسمح لنفسك بالضّعف وكن قويّاً نافعاً لنفسك وأهلك ودينك.
واعلم: أنّ لهذه الحياة شروطاً لكي تستطيع الاشتراك في خضمِّ عنانها؛ وهي:
القناعة في التغيير، الهمة العالية التي تملكها، الثقة المطلقة بنفسك.
فقم إلى الحياة بروح الفنّان الغريد، واكتب على صفحاتها أحلى ذكرياتك الجميلة، وخلِّد معاني الحبّ بها، وكن مبتسماً، متفائلاً، مقبلاً عليها إقبال الهُمام، وإيّاك أن يغرَّك ما فات منها، فإنّها ما زالت سائحة؛ لأنّ الحياة تبقى ما بقي في العمر بقية. وصفحتها ما زالت بيضاء ناصعة، تحتاج لقلمي أن يكتب بها ويأبى أن يغمد في غمده.
وتطّلع إلى المستقبل ولا تلتفت إلى كبوات الماضي؛ لأنّها سُلّم إلى الحاضر ومستقبل غَدِكَ.
ألا تعلم: أنّ الحياة أحوج ما تكون إلى:
· همّة عالية.
· قلب يخفق بحرارة وحب.
· والصدق مع الله ومع الذات.
· ابتسامة صافية نقية.
· وتفاؤل دائم.
لأنّ الهدف من الحياة: هو اكتشاف مواهبك التي مُنحت لك.
ووظيفتُك في هذه الحياة: أن تعمل على تنميتها وتطويرها.
ألا تعلم أنّ سرّها: هو أنّه ليس لها أسرار، وإذا كان لها أسرار هو بأن تواجه مصاعبها بثبات الطير في ثورة العاصفة.
لأنّ الحياة كالحسناء، إن طلبتها امتنعت منك، وإن رغبت عنها سعت إليك.
الكاتب: عبدالحميد محمد الدرويش
المصدر: كتاب اصنع حياتك
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق