مع اقتراب فصل الصيف وبدء العطلة الصيفية يشغل بال العديد من الأهل إلى كيفية استثمار هذه العطلة وبذات الوقت قضاء أوقات ممتعة ومسلية، فهناك أهل يتوجهون لتسجيل أبنائهم بالنوادي أو المخيمات الصيفية لتنمية شخصياتهم وتنمية مداركهم وقدراتهم الذاتية، ولا شكّ أنّ استغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة يعدّ ضرورة حتمية ينبغي التخطيط لها قبل نهاية العام الدراسي، وعليه يجدر بالوالدين إعداد خطط مسبقة وبالتحاور مع أبنائهم يحدّد خلالها أوقات الترفيه والأنشطة التي يمكنهم القيام بها. إنّ قضاء وقت الفراغ يختلف، وكيفية استغلاله حسب الفئة العمرية للطالب، ففي مرحلة الطفولة يجب الاهتمام بالأطفال وذلك من خلال تنمية مواهبهم وصقل مهاراتهم الإبداعية؛ لأنّ هذه المرحلة يكون الطفل أكثر فهماً لاستقبال التعليم أمّا حول مرحلة المراهقة فمن الضروري أن يتجه الطالب إلى أماكن ذات فائدة كالنوادي الصيفية، وغيرها من المراكز الثقافية التي تنمّي عقلية الطالب وتوجهه التوجه الصحيح. إنّ واقع الحال يشير إلى أنّ شريحة كبيرة من الطلاب وخاصّة الصغار منهم يقضون أغلب وقت الإجازة الصيفية في اللعب واللهو والنوم، ولا يقومون بأداء أي عمل مفيد لأنفُسهم أو لأهلهم أو مجتمعهم. من هنا ومن أجل استغلال هذه الطاقات الواعدة، لابدّ من وجود جهة ما رسمية كانت أو غير رسمية تأخذ على عاتقها مهمّة تنسيق الجهود لتوجيه الطلاب الوجهة الصحيحة حتى ينخرطوا خلال الإجازة الصيفية في أعمال مفيدة لهم ولأُسرهم وللمجتمع بأسره كلّ حسب ميوله وإمكانياته. إنّ دور الأُسرة يُعدّ كبيراً للغاية في التشجيع على القيام بتنمية المهارات وتنظيم الوقت في الإجازة الصيفية لأبنائهم، وذلك كي لا تضيع هدراً بدون الاستفادة منها بالشكل المطلوب، كما يجب أن يتعاون أفراد الأُسرة في التخطيط لتنظيم العطلة الصيفية من خلال تنظيم وقت للاستمتاع بقضاء عطلة سياحية متميزة، وأيضاً الاهتمام بمزاولة بعض من التمارين الرياضية التي يفضلها البعض، ولم يتمكّن من ممارستها، وأيضاً استكمال الجانب المفقود في حياة كلّ شخص سواء كان إحدى الجوانب التعليمية والثقافية التي يرغب في الاطّلاع عليها أو غير ذلك من تلك الأُمور الأُخرى المتنوّعة.
من المهم إعداد برامج وأنشطة مفيدة للاستفادة من أجواء العطلة الصيفية بشكل سليم، إنّ جميع هذه الأنشطة مهمّة ومطلوبة للأطفال والشباب في هذه السن المبكرة، ومن ثمّ يجب أن تسير كلّها متوازية مع بعضها بعضاً في وقت واحد حتى يمكن بناء شخصية الشباب المسلم ليكونوا أهلاً لتولي المسؤولية والمحافظة على الدِّين والوطن ومسايرة التطوّر العالمي في مختلف مجالات الحياة. إنّ الأنشطة سواء كانت ثقافية أو رياضية أو اجتماعية، يجب أن تتم بالتعاون بين الأُسرة والمدرسة أو الجامعة، كما يجب على الأُسرة أن تهتم باشتراك الأبناء في الأنشطة المختلفة، وعلى المدارس والجامعات أن تفتح أبوابها للطلاب خلال العطلة الصيفية لممارسة كلّ هذه الأنشطة، حتى تستوعب معظم وقت فراغ التلاميذ والطلاب. وهذه فرصة لتنمية مداركهم وإبراز مواهبهم، باستخدام الوسائل الحديثة المتاحة الآن مثل الكومبيوتر الذي أصبح وسيلة تعليمية بالإضافة إلى استخدامه في الترفيه والترويح عن النفس، وهذه فرصة كذلك ليتردّد الطلاب على المكتبة الموجودة في المدرسة أو الكلّية أو المكتبات العامّة التي قد لا تُتاح لهم الفرصة للاستفادة منها خلال العام الدراسي.
وفي كلّ الأحوال؛ فالمتوفر من الفرص والإمكانيات للشباب غير قليل، ولو تم استغلاله من قبل الطلاب لكان مردوده جيِّداً. فمن يرى من الشباب متنفساً له في ممارسة الرياضة، يمكنهم الذهاب إلى الأندية الرياضية المنتشرة في مختلف الأماكن لقضاء وقت الفراغ مع الزملاء والأصدقاء في ممارسة نشاطه الرياضي. كذلك فمن لديه ميول ثقافية بإمكانه أن يشبع حاجته منها من خلال البرامج المتنوعة لهذه الأندية، حيث أنّها تضاعف جرعتها من البرامج الثقافية والرياضية بكافة أنواعها خلال موسم الإجازة الصيفية.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق