محمد رجا حنفي عبدالمتجلي
◄لقد دلت الدراسات النفسية على أنّ الإرادة تخضع إلى حد بعيد للقوة العقلية، وتصطبغ في الناس بصبغتها، فإذا ما اقتنع العقل بشيء وآمن به وجّه إليه الإرادة، وبعث الرغبة فيه فكان هذا الاقتناع هو القوة المحركة، والعاملة على وجود هذا الشيء، وعلى بقائه ودوامه.
ومن هنا نجد أن أصحاب الدعوات يحرصون كل الحرص على مخاطبة العقل، وعلى اقناعه بما يريدون، لأنّ العقل متى اقتنع استجاب، ومتى استجاب كانت الإرادة، ومتى كانت الإرادة كان العمل، ولذلك كانت الأديان ذات تأثير قوي لا يقهر، لأنها تتصل بعقائدها وما تبثه في العقول وترسخه في النفوس وتعمقه في القلوب، تصل إلى تكوين إيمان قويّ، تثير به العزائم اثارة فعالة.
وعلى هذا فالمجتمعات التي يتقرر فيها مبدأ الاعتقاد والاقتناع، هي المجتمعات التي تأخذ بأهم ركن من أركان الجدية، والعمل المثمر، الذي له من القيمة الذاتية ما يجعله نافعاً ثابتاً، وخالداً على الدوام، وهذا هو شأن العقيدة عند كل إنسان، فهي التي تدفعه إلى العمل، وهي التي تجعل منه قوة فعالة فاعلة، بعد أن كانت قوة قابلة، أو صالحة، أو كامنة.
وان أوّل ما يدعو إليه الدين هو: الإيمان بالمولى تبارك وتعالى، الخالق لكل شيء، والمنفرد بالربوبية، والمستحق للعبودية، يقول المصطفى (ص): "أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله" – رواه البخاري، فـ"لا إله إلا الله" هي جوهر الدين، وأساس العقيدة الصالحة في كل زمان ومكان، يقول المولى تبارك وتعالى في كتابه الكريم: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء/ 25).
والقرآن الكريم به الكثير والعديد من الآيات التي تدعو العقل الإنساني إلى النظر والتأمل والتدبر، للوصول إلى وحدانية المولى تبارك وتعالى وحدانية مطلقة، يقول المولى جلّ شأنه: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ) (آل عمران/ 190).
ويقول جلت حكمته في كتابه الكريم: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) (الأعراف/ 185).
ويقول عزّ من قائل: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذاريات/ 21).
ويقول وهو أصدق القائلين جلّ شأنه وعلت كلمته: (فَلْيَنْظُرِ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ) (الطارق/ 5).
والإسلام عندما يطلب من الناس أن يؤمنوا بإله واحد، بيده كل شيء، لا يحملهم على ذلك اكراهاً، لأن طبيعة الدين تأبى الإكراه، وترفض الارغام، يقول المولى تبارك وتعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة/ 256).
ولقد قال عبد الله بن عباس – رضي الله تعالى عنهما – في سبب نزول هذه الآية الكريمة: نزلت في رجل من الأنصار، يقال له: الحصيني.. كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجل مسلماً، فقال للنبي (ص): ألا أستكرهما؟.. فأنزل الله – عزّ وجلّ – فيه: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة/ 256).
- الإيمان أساس الإسلام:
إنّ الإيمان بالله تبارك وتعالى هو أساس الإسلام، الإيمان بوجوده، وبأنّه واحد لا شريك له، وانّه متصف بكل كمال يليق بذاته العلية، وانّه متفرد بالخلق والتدبير والتصرف، منزه عن المشاركة في العزة والسلطان، والمماثلة في الذات والصفات، جدير باستحقاق العبادة والتقديس، والاتجاه إليه في الاستعانة والخضوع والطاعة المطلقة، يقول الحق سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ... قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الأنعام/ 162-164).
وقد استعمل القرآن الكريم طريق المنطق في مخاطبة العقول والوجدان، واقامة الأدلة والبراهين الداعية إلى الإيمان بالله عزّ وجلّ.
والقرآن الكريم حينما يخاطب العقل، إنما يدعوه إلى الإيمان بالله عزّ وجلّ، عن طريق توجيهه إلى التأمل في مظاهر الطبيعة التي تحيط به من جميع الأركان، من أرض وسماء، وما يربط هذه المظاهر من وحدة وانسجام، وبالتأمل والتفكير يستطيع الإنسان أن يصل وهو مؤمن موقن إلى استحالة أن تكون هذه المظاهر قد خلقت نفسها بنفسها، أو قد خلقتها قوي متناقضة أو متعارضة، أو يكون الكون كله مخلوقاً من غير هدف.
- نظرة الإسلام إلى العقل:
لقد دعا الإسلام إلى تعظيم العقل، والتنبيه إلى وجوب العمل به، والرجوع إليه، بينما تشير كتب الأديان الأخرى إلى العقل بمنتهى التحفظ، ويشير القرآن الكريم إلى العقل بمعانيه المختلفة، مستخدماً في ذلك الألفاظ التي تشير إليه من قريب أو من بعيد، وقد وردت أحاديث نبوية شريفة كثيرة عن رسول الله (ص) في شأن العقل وتعظيمه ورفع شأنه، فمن هذه الأحاديث ما رُوي عن السيدة عائشة (رض) أنها قالت: قال رسول الله (ص): "أوّل ما خلق الله العقل، فقال له: اقبل.. فأقبل، ثمّ قال له: أدبر.. فأدبر، ثمّ قال الله عزّ وجلّ: وجلالي ما خلقت أكرم منك عليَّ، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أثيب، وبك أعاقب".
وروى عن أبي سعيد الخدري – رضي الله تعالى عنه - انّه قال: قال رسول الله (ص): "لكل شيء دعامة، ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته، أما سمعتم قول الفجار في النار: لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير".
ومن مظاهر اهتمام الإسلام بالعقل، الأمور التالية:
أوّلاً: الأمر بالتعلّم:
إنّ المولى تبارك وتعالى أمر الذين لا يعلمون بالتعلم، بقوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل/ 43)، وأمر العلماء بنشر العلم، ولعن الذين يكتمونه ويبخلون به على الناس بقوله عزّ وجلّ: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ * إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة/ 159-160)، فالعقل بدون تعلم وتعليم واستعداد للمعرفة لا جدوى منه، ولا فائدة.
ثانياً: المحافظة على العقل:
إنّ الإسلام عندما أمر بالمحافظة على العقل أوجب علينا تنميته بالتمرين والتفكير الصحيح، وصقله بالتوجيه السليم، حتى تتكون فيه قوة التمييز بين الحق والباطل، وقوة التفريق بين الخير والشر، كما أوجب علينا من ناحية أخرى حمايته من كل ما يدخل عليه خللا في سيره، أو اضطراباً في عمله.
ومن هنا حرّمت الشريعة الإسلامية شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وحرمت تعلم الأشياء الضارة، التي تفسد العقول والنفوس، والكتب والصور التي تكون حربا على الأخلاق.
ولقد توعد المولى تبارك وتعالى الذين يشرون لهو الحديث ليضلوا الناس بغير علم، ويتخذون الحياة هزواً ولعباً، فقال سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) (لقمان/ 6).
ثالثاً: كرامة العقل:
لقد حفظ الإسلام للعقل كرامته، ومنحه حرية البحث الديني، ومنع اجباره على اعتناق دين معيّن، أو مذهب محدد، أو الالتزام برأي خاص، وفتح باب العلم والمعرفة أمامه، بما خلق الله عزّ وجلّ من كائنات، ومما أنزل من كتب على الأنبياء والمرسلين – عليهم الصلاة والسلام – واهتم بالعقل الإنساني تكويناً وحفظاً لأنّ العقل من أجلّ نعم المولى تبارك وتعالى على الإنسان وأعظمها، إذ به يهتدي إلى معرفة خالقه، وبه يتأمل في أسرار الكون والحياة، وبه يؤدي الرسالة التي استخلفه الله جلّ شأنه في الأرض من أجلها، وبه يتلقى المعارف ومكارم الأخلاق من الأنبياء والعلماء، وبه يعرف بدايته، والحكمة من وجوده، والغاية التي يسير إليها، وما يجلب للناس من ضرر، وما يعود عليهم بالمنفعة، لذلك كان الدين والعقل السليم متفقين على الدوام، وسائرين في اتجاه واحد، وهذا هو المعنى المفهوم من قوله تبارك وتعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم/ 30).
وإذا نظرنا إلى أي جانب من جوانب الشريعة الإسلامية لوجدناه يتفق تمام الاتفاق مع العقل، فلم يأمر الإسلام مطلقاً بشيء ينكره العقل، ولم ينه عن شيء يحبذه العقل أو حتى يقبله.
- تكريم الإنسان وتفضيله نعمة من الله:
إنّ الإنسان الذي خلقه المولى تبارك وتعالى، وكرمه وفضله على كثير ممن خلق تفضيلاً، لا تتم له ولا تكتمل نعمة التكريم والتفضيل إلا إذا كان قلبه عامراً بالإيمان بالخالق الواحد الأحد، فإذا عمر قلب الإنسان بالإيمان وتذوق حلاوته، صار عزيز النفس، مرفوع الرأس مرهوب الجانب، ويصدق فيه قول رسول الله (ص): "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه الا لله، وأن يكره أن يعود للكفر كما يكره أن يقذف في النار" – رواه البخاري، وهناك الكثير من الآيات القرآنية الكريم التي تقيم الأدلة المنطقية على قدرة المولى تبارك وتعالى، وعظيم إرادته وقوته.
والقرآن الكريم يوجه انتباهنا إلى تلك الأدلة البديهية على الإيمان بالمولى تبارك وتعالى، ذلك الإيمان الذي نقوم على معرفته بحواسنا الداخلية، وذلك عندما يشير إلى أحد الحقائق النفسية الهامة، وهي: وجود احساس غريزي فطري بالإيمان بالله عزّ وجلّ في داخل كل إنسان، وهذا هو ما يجده الإنسان عندما يريد أن يتحرر من الميول والنزعات، أو من تشتت الفكر الذي تسببه الأعمال الرتيبة الجامدة، أو عندما تواجهه المصاعب والمشاق، فلا يقدر على التخلص منها، ونجد هذه الحقائق في الكثير من آيات القرآن الكريم، يقول المولى سبحانه وتعالى: (وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) (لقمان/ 32).
ويقول جلّ شأنه: (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ) (فصلت/ 51).
ويقول عزّ وجلّ: (إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) (العلق/ 6-7).
ويقول المصطفى (ص): "كل مولود يولد على الفطرة".
وهناك نقطة هامة يؤكدها الإسلام في دعوته إلى الإيمان بالمولى تبارك وتعالى، وهي انّه يرفض الشرك بجميع أنواع وجوهه وشتى صوره، وقد فند القرآن الكريم مزاعم أولئك الذين يقولون بوجود آلهة أخرى مع الله عزّ وجلّ، ويخاطبهم بالبراهين القوية المنطقية التي تثبت الوحدانية لله جلّ شأنه، الوحدانية المطلقة التي لا تشوبها شائبة، يقول سبحانه جلت حكمته: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة/ 73).
ويقول تبارك وتعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الأنبياء/ 22)، ففي هذه الآية الأخيرة دليل قطعي عن طريق العقل، لا برهان اقناعي على ثبوت الوحدانية لله عزّ وجلّ.
ويقول الحق جلّ وعلا: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (المؤمنون/ 91).
إنّ الإيمان بالمولى تبارك وتعالى هو الدعامة الأولى فيما تستقيم به حياة الإنسان، وليس مجرد نظرة قلبية عرفانية لا آثار لها من الجوانب المادية الواقعية، بل هو عقيدة توجيهية إيجابية فعالة.
وعندما ينظر الإنسان إلى تحديد العلاقة بينه وبين خالقه جلّ شأنه، يجد أنّه لم يكلفه إلا بما فيه مصلحته، وما يكفل له السعادة في الدنيا والآخرة، وانّه تبارك وتعالى يشرع تكاليفه على حدود طاقة الإنسان، والرحمة به ورعايته من مقتضيات تشريفه، وانّه ما خلقه الا ليجعله عزيزاً كريماً مفضلاً، وبذلك يحب الإنسان خالقه، ويحترم تكاليفه، لأنّها لا تخالف منطقه البشري، ويجتهد في تنفيذها وهو راضي النفس، هادئاً، مطمئناً.►
ارسال التعليق