• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإمام العسكري (عليه السلام).. أمين الرسالة

عمار كاظم

الإمام العسكري (عليه السلام).. أمين الرسالة

تصادف وفاة الإمام الحادي عشر من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، وهو الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام)، في الثامن من ربيع الأوّل. عاش الإمام العسكري (عليه السلام) كما عاش آباؤهُ من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في موقع الإمامة من أجل فتح عقول الناس وقلوبهم على الإسلام الأصيل الذي انطلق به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسار فيه أئمة أهل البيت (عليه السلام)، باعتبار أنّهم أُمناء الله على الرسالة، ولأنّهم خلفاؤه سبحانه في أرضه وحججه على عباده.. وقد تتلمذ عليه الكثيرون من الرواة والعلماء، وأثّر في مجتمعه بالرغم من حداثة سنه تأثيراً كبيراً جدّاً، حتى أنّ أعداءه كانوا يشهدون له بما يشهد له به أولياؤه. وبالرغم من أنّه كان أصغر الأئمة عمراً، لكنّه استطاع أن يستولي على ثقة المجتمع كلّه، وكان يُقَدَّم على شيوخ بني هاشم، والمجتمع كلُّه يقدّمه ويثقُ به ويتحرّك باتجاه علمه وإمامته.

وفي سيرته (عليه السلام)، أنّه بلغ عدد الرّواة عنه (149)، حدّثوا عنه بلا واسطة، مع الاختلاف في وثاقتهم ومنازلهم، ما يدلّ على اهتمام المجتمع الثقافي آنذاك بالمكانة العلمية التي يمثّلها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، لأنّ الرُّواة ليسوا مجرّد أشخاص يسألون، بل كانوا يمثّلون أساتذة المجتمع في الثقافة الإسلامية، ومواقع المعرفة فيه.

الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) كان يتابع حركة الثقافة في زمانه، وكان يتحرّك على كلّ الاتجاهات المضادّة التي تنطلق في مواجهة الإسلام، فلم يكن خارج نطاق الواقع الثقافي، وهذا ينطلق من مسؤولية الإمام عن تصحيح المسار الإسلامي في كلّ ما يمكن أن يعرض عليه من الانحرافات، ويرى أنّ عليه أن يقوم بالمبادرة الفعلية في ذلك، إمّا بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر. وهذا هو ما نرصده في سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، فنحن عندما نقرأ كلّ التراث الذي نقله لنا المؤرّخون والباحثون، فإنّنا نرى أنّ كلّ إمام من الأئمّة، يواجه كلّ التيارات التي تتحرّك في داخل الواقع الإسلامي، عندما يعيش المسلمون الخلاف الكلامي تارةً، والفقهي تارة أخرى، فيتمذهب كلّ واحد منهم بمذهب معيّن، وينطلقون إلى الواقع الإسلامي ليديروا الحوار حول هذه القضايا، حتى يصحّحوا ما فسد، ويقوّموا ما انحرف.

من وصايا الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):

- «أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى مَن ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار».

- «ليس العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنّما هي كثرة التفكّر في أمر الله».

- «بئس عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين. يطري أخاه شاهداً ويأكله غائباً. إن أُعطي حسده وإن اُبتلي خذله».

- «الغضب مفتاح كلّ شر. وأقل الناس راحة الحقود، وأزهد الناس مَن ترك الحرام».

- «الإلحاح في الطلب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء. فاصبر حتى يفتح الله لك باباً يسهّل الدخول فيه، فلا تعجل على ثمرة لا تدرك، فاعلم أنّ المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخبرته في جميع أمورك».

- «كفاك أدباً تجنّبك ما تكره من غيرك. خير إخوانك من نسي ذنبك وذكر إحسانك إليه».

 

ارسال التعليق

Top