• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الأدب في المسجد

سهيلة الجدي

الأدب في المسجد
◄تحتاج النفس الإنسانية إلى التهذيب والتأديب لأنها أمارة بالسوء ميالة للغو واللهو ، فهي إلى صالح الأدب أحوج منها إلى الفضة والذهب، ولا سيما الأدب الإسلامي الذي يحصل سعادة الدنيا والآخرة، لذا يقول خالق الأكوان: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (الشمس/ 7-10). قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) (الجن/ 18). المسجد بيت الله وملتقى المؤمنين ومصدر من مصادر قوتهم وتلاحمهم، وقد حدد الإسلام آداباً تُتبع في المساجد منها: 1-    مراعاة أمور النظافة واستخدام الطيب قبل التوجه إلى المسجد، ومن الأدب المراعى في ذلك عدم أكل ما ينشر الرائحة الكريهة كالبصل والثوم قبل التوجه للمسجد حتى لا يتأذى وينفر المصلون منها، كما يجب التطهر من النجاسات قبل التوجه للمسجد فقد ورد عن النبي (ص) قوله: "في التوراة مكتوب إن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثمّ زارني في بيتي..". 2-    السير بهدوء وتأنٍ وشغل القلب واللسان بذكر الله عزّ وجلّ عند المسير إلى المسجد ويستحب قول: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) (الشعراء/ 78-85). 3-    يستحب تقديم الرجل اليمنى عند الدخول للمسجد وقول: "بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وخير الأسماء كلها لله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللّهمّ صل على محمد وآل محمد وإفتح لي أبواب رحمتك وتوبتك وإغلق عني أبواب معصيتك، وإجعلني من زوارك وعمار مساجدك وممن يناجيك في الليل والنهار ومن الذين هم في صلواتك خاشعون وإدحر عني الشيطان الرجيم وجنود إبليس أجمعين".

4-    عدم الخروج من المسجد عند سماع صوت الأذان بل أداء الصلاة فيه، وعدم الإنفراد في الصلاة وأداؤها جماعة إذا كان هناك إمام عادل يؤتم به.

5-    يستحب صلاة ركعتين لتحية المسجد عند الدخول، كما يستحب إطالة الجلوس في المسجد بحيث يكون أول من يدخل إليه وآخر من يخرج منه، وقد روي عن مؤدب الإنسانية الأعظم قوله: "الجلوس في المسجد لإنتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث، قيل: يا رسول الله وما الحدث؟ قال: الإغتياب". 6-    عدم رفع الصوت في المسجد وعدم الحديث حول أمور الدنيا، وقد سأل أبي ذر رسول الله (ص): كيف نعمر مساجد الله؟ قال: "لا ترفع فيها الأصوات، ولا يخاض فيها بالباطل، ولا يشترى فيها ولا يباع، وإترك اللغو ما دمت فيها، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلاّ نفسك". 7-    المحافظة على نظافة المسجد، وعدم البصق والتجشؤ فيه، وعدم السعال بصوت عالٍ حتى لا ينفر الناس من الحضور للمسجد، كما ينبغي عدم أخذ مكان مُصلِ آخر وصل قبله. 8-    يستحب أن يقدم الإنسان رجله اليسرى عند الخروج من المسجد ويقول: "اللّهمّ دعوتني فاجبت دعوتك وصليت مكتوبك، وإنتشرت في أرضك كما أمرتني، فأسألك من فضلك العمل بطاعتك وإجتناب معصيتك والكفاف من رزقك برحمتك".►

ارسال التعليق

Top