للشباب أهمية بالغة، في بناء مستقبل الأوطان ورفعة البلدان، فهم ذلك العنصر الغني بتلك الطاقات المتقدة، وهم تلك القدرات الخصبة التي لو رعت منبتاً حسناً، لأصبحت جوهراً، وهم تلك المواهب العظيمة الخلابة، التي لو وجدت اهتماماً وتحفيزاً، لما توارت تحت الثرى.
الشباب هم النهار، وبدر حالك الليل، وربيع الأرض، ونبض الحياة، وسياج الأوطان، وعليهم المُعوّل وبهم تُعقد الآمال، فمن أهملهم، فقد شطّ عن جادة الصواب، ولا غرو فالاهتمام بهم، أمر مما تعقد له الخناصر، وتشدّ له الحيازيم، لأنّهم ذلك الربيع الذي لو هطلت عليه أمطار التوجيه السليم، سرعان ما تكوّن عطاءاً متميزاً في التقدم والإنجاز الذي تنشده الأُمّم الأبية، لأنّهم مرآة المستقبل، والمؤشر الحقيقي على قدرة الدولة أو ضعفها. ومن هنا، أدركت كثير من المجتمعات هذه الحقيقة، فجعلت جُلّ عنايتها في توجيه الشباب التوجيه الذي يضمن مستقبلاً مشرقاً، وإذا ما رجعنا إلى التاريخ، وبخاصّة عصر النبوة المحمّدية، لوجدنا أنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اهتم بالشباب أيّما اهتمام. وممّا هو جدير بالقول، حريّ بأن ينتقل إلى صميم الفعل، هو إعداد الشباب ورعايتهم، والاهتمام بهم، وتحفيز مواهبهم، وتفعيل إبداعاتهم، وتنمية قدراتهم، لأنّ ذلك حقّ لهم، وواجب على أُمّتهم، وفيه فوائد خير مشتركة تعود عليهم وعلى أوطانهم والإنسانية، لا يمكن حصرها، أو الإحاطة بها .
أجل، إنّ توثيق الصلة بين الشباب والعملية الإبداعية وتجلية إبداعاتهم، وتكريس الجهود الحثيثة، لتنمية القدرات، وتوجيهها التوجيه السليم، من المؤكد بأن يأخذ الوطن وأبناء الوطن إلى الطريق القويم، وجدير بأن يجعل الوطن وأبناءه في طليعة الأُمم الحية والمتحضرة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وفكرياً وروحياً وجسمياً، وعلى هذا الأساس، يكون الشباب مستعدين لمواجهة التحديات، ويكونوا قادرين على الالتزام بثوابت أُمّتهم ووطنهم، كما يكونوا على قدر المسؤولية، التي ستناط إليهم، لأنهّم حاضر الأُمّة ومستقبلها.
الشباب هم أمل المستقبل ويجب على المجتمع كلّه والدول الاهتمام بالشباب اهتماماً كبيراً منذ الصغر حتى يصيروا رجال المستقبل. فالشباب هم الأيدي العاملة التي تساهم بقوة في بناء الأُمّم والأوطان والمجتمعات. ويجب علينا تربية أبنائنا تربية دينية على الأخلاق والقيم وتعليم مبادئ الدين الإسلامي من صبر وصدق وأمانة والإخلاص والسعي على مساعدة الآخرين حتى يصبح لدينا جيل قادر على تحمّل المسؤولية يدافع عن بلده باستماته بكلّ ما أوتي من قوة جيل شجاع ناجح من أطباء ومهندسين وعلماء ومخترعين ومحامين وعمال وحرفين وفي كلّ مجالات الحياة المختلفة.. فالشباب هم عمود الوطن والآلة التي تحرك المجتمع كلّه وتجعله متقدم متحضر وناجح أمام كلّ شعوب العالم.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق