السلام عليكم ورحمة الله
الشكرالجزيل لمن يسهر على هذا الموقع الطيب الريح والرائحة.
أريد إستشارة اذا بالامكان الرد وساكون ممنونة.
إبنتي في 14 من العمر نجيبة ومؤدبة بدأت تلح للحصول على النقال. أخاف أن ألبي طلبها كما انني لست مرتاحة لحرمانها من آلة حتى اطفال 10سنين يملكونها.
الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
من الافضل لمثل سن ابنتك الكريمة أن تقوم علاقتك بها على اساس من الصداقة والرفقة والثقة المتبادلة فالبنت في تلك الحال أحوج ماتكون الى ذلك ، ومَن اقرب من الأم الى ابنتها لتكون موضع أسرارها وملجأ أمنها واستقرارها ، ومن ثم يمكن بالتفاهم وتبادل الرأي أن تقتنع البنت بوجهة نظر الأم من غير ضغط أو إكراه.
كما ينبغي أن تتجه التربية مع البنات البالغات الى جانب تأهيل الحصانة والمتانة في شخصيتهّن ، فمن جهة يتم العمل على تقوية الجانب الخيّر عندهنّ من خلال التزكية بالصلاة والصيام وقراءة القرآن والدعاء والذهاب الى المسجد … وهو مايعمق الايمان ويشيع نوره في داخلهنّ ويجعلهنّ في بُعد وغنى عن ماهو سيىء وسخيف من القول والعمل، ومن جهة ثانية التأكيد على التوعية الى جنب التزكية حتى تعرف البنت تجارب الحياة ولاتنخدع بالمظاهر البراقة أو الأقوال الناعمة لهذا أو ذاك من الناس... بل تكون على وعي لما يدور ويحدث، فإن كثيراً من البنات ينخدعن بإبتسامة صغيرة أو عبارة جميلة ظناً منهنّ ان الشاب يريد الزواج, في الوقت الذي تدل الوقائع والاحصائيات على أن أكثر الشباب يقيمون صداقة مع البنات لغرض التمتع وإشباع الشهوات لاغير، في المقابل أكثر البنات ينجذبن الى الشباب بنية الزواج .
وقد يمنع الحياء بين الأم والبنت أو الأب والولد من الصراحة والانفتاح في مثل هذه المسائل، ولكن اذا لم يجد الولد ارتياحاً لوالديه بروح رياضية وأجواء معتدلة من الحوار بعيداً عن التعصب والعصبية ، بل يجب يعمل الوالدان على أن تكون أجواء البيت معمورة بالمودة والمحبة والاحترام والتواضع، معطرة بذكر الله وتقواه، حتى يجد الولد أنسه وألفته وسكنه واطمئنانه في العائلة، فلا يلجأ ولا يستكين لغيرها.
وينبغي أيضاً تقوية جانب العزة والكرامة عند الولد، خصوصاً بعد البلوغ, اذ يجب أن يكون للولد رأيه واختياره ويحترم ويعزز ذلك عنده حتى لايستجيب لأي طلب او فكرة بسهولة … وهكذا أراده الله مسؤولاً عن تصرفاته دنيا وآخرة، أمام القانون وأمام الشرع.
ومما يؤسف له ان بعض الآباء ينزعجون عندما يكون للولد رأيه وشخصيته فأنهم يريدون منه السمع والطاعة حتى مع بلوغه وكبره وهذا خطأ تربوي ، فالولد المطيع دوماً وبلا رأي ولاهوية يكون أمام الاخرين ضعيفاً فيستجيب لرغباتهم بسهولة كما هو مع والديه.
لقد خلق الله تعالى الأنا عند الانسان لتبرز عند البلوغ استقلالية الفرد ورغبته في التمحور حول ذاته حتى يكون مسؤولا ً ويختار لنفسه ما ينفعها ,ولذا ينبغي أن ننسجم مع هذا القانون التكويني للأولاد ونتقبله بإرتياح..
وبناءً على ذلك نستطيع أن نتعامل مع البنت في موضوع النقال بنفس الاتجاه، من جهة نعطيها الثقة بالنفس والاحترام, ومن جهة ثانية التوعية بمخاطر استعمال النقال واستغلال البعض لذلك ، حتى لاتعطي رقمها لأي أحد ، إلاّ لمن تثق به من صديقات المدرسة اضافة الى الاهل .
واذا تحسّين بأن البنت تحتاج الى فترة أخرى كي تكون أكثر أمناً وحصانة فيمكن أن توعديها بشراء نقال لها بعد اتمام العام الدراسي حتى لايشغلها فعلاً عن الدرس ويكون هدية نجاح لها وتستفيدين من هذه الفترة في تهيئتها للتعامل مع الحياة من حولها، لا بخصوص النقال فحسب، بل مجمل الأمور، والا تنسي أن يكون ذلك تدريجياً وبدون تكلف حتى لاتحسّ البنت بالإحراج أو الضغط… بل اطرحي المسائل بيسر وبساطة وبما يناسب عمرها، لا أكثر ، وبأسلوب جميل من خلال التحدث عن تجربة شخصية أو قصة أو مثال أو شيء سمعتيه في الأخبار أو قرأتيه في كتاب.
ومن الله التوفيق.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق