• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإحسان إلى (الزوج) و(الزوجة)

أسرة

الإحسان إلى (الزوج) و(الزوجة)
-        الإحسان الى الزوج: 1- الإحسان إلى (الزوج) في القرآن الكريم: أ- طاعته في غير معصية الله، لأنّه لا طاعة لمخلوقٍ – حتى ولو كان زوجاً – في معصية الخالق: قال تعالى: (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا) (النساء/ 34). ب- التودّد له، والإعراب عن مشاعر الحب والشوق والإنجذاب إليه: قال سبحانه في صفة حوريّات الجنّة: (عُرُبًا أَتْرَابًا) (الواقعة/ 37). وقد سبقت الإشارة إلى أنّ معنى (عُرُباً) المُعربات عن العشق لأزواجهنّ. ت- التزيّن له بأبهى ما لديكِ من ثياب وزينة، لتُدخلي السرود على قلبه، فيشعر أنّ ذلك خالصاً له دون غيره: قال عزّ وجلّ: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ) (النور/ 31). بُعولتهنّ: أزواجهنّ. ث- ومن الإحسان لزوجكِ، أن تفعلي له كلّ ما حرّم الله عليكِ بالنسبة لغيره، لأنّه إنما حرّمه هناك بسبب إثارته، أمّا هنا فالإثارة محبوبة ومطلوبة ومرغوبة. وهنا يجوز لكِ أن تقلبي الآيات التالية لتأخذي بها مع زوجكِ: 1- تبرّجي له: قال تعالى: (وَلا تَبَرَّجْنَ) (الأحزاب/ 33). 2- أسفري له، وأمتعيه بالسِّحر الحلال: قال سبحانه: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (النور/ 31). جيوبهنّ: صدورهنّ. 3- إضربي رجلكِ حتى يعلم ما تُخفين من زينة: قال تعالى: (وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) (النور/ 31). 4- رقِّقي له الصوت، وتنغّمي وتغنّجي به: قال سبحانه: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ) (الأحزاب/ 32). 5- قول له في لحظات الإنسجام الحميم: (هَيْتَ لَكَ): قال عزّ وجل: (وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ) (يوسف/ 23). ج- ومن أحسن الإحسان إلى زوجكِ أن تصوني شرفه، وتُحافظي على سُمعته، وأن تكوني موضع اطمئنانه وثقته، وأن تُقدِّري مكانته بين الناس: قال تعالى ذامّاً زوجات نوح ولوط (ع): (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا) (التحريم/ 10). لم تكن خيانة زوجيّة بالمعنى السائد والمعروف، فلم تزنِ زوجةُ نبيٍّ قطّ، وإنما لم تراعيا موقع وخصوصيّة ومشاعر زوجيهما، وانحازتا إلى أعدائهما، وذلك أفظع الخيانة. ح- أن تحفظي أسراره، لأنّك الأمينة عليها، وإذا كان يُطلعكِ عليها فلأنّكِ الأقرب والأحبّ إليه، فلا تُفرِّطي بالثقة وبالأمانة: قال جلّ جلاله: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ) (التحريم/ 3).   2- الإحسان إلى (الزوج) في الأحاديث والروايات: أ- الإمتثال لطلباته في غير معصية الله: جاءت امرأة إلى النبي (ص)، فقالت: يا رسول الله! ما حقُّ الزوج على المرأة؟ فقال لها: "أن تطيعيه ولا تعصيه". ب- منحه حقّ الإستمتاع إلا إذا كان ثمّة مانع شرعيّ: قال (ص) للمرأة ذاتها: "ولا تمنعهُ نفسها وإن كانت على ظهر قتب (مسافرة معه على بعير)". ت- إلتمسي أذنه في خروجكِ من بيتكِ لتكوني موضع ثقته وتحرّزي مودّته ورضاه: قال (ص) للمرأة نفسها: "ولا تخرج من بيتها إلّا بإذنِه". ث- إظهري دائماً أمامه بالمنظر الذي يسرّه، حتى لا يمدّ عينه لأزواج الآخرين: قيل لرسول الله (ص): أيُّ النساء خير؟ قال: "التي تسرّهُ إذا نظرَ"[1]! ج- صوني نفسكِ عن كل ما يجلب الشك والرِّيبة، ويُنغِّص الصفاء والهناء، ليجد فيكِ زوجكِ (السكن) و(اللِّباس) و(المودّة) و(الرحمة)، كما تجدينها عنده: يقول الإمام الصادق (ع): "لا غنى بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها (المُنسجِم معها الراضي بها)، عن ثلاث خصال، وهنّ: 1- (صيانةُ نفسها عن كلّ دَنَس حتى يطمئنّ قلبه إلى الثِّقة بها في حال المحبوب والمكروه). 2- وحياطته ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلّةٍ تكون منها). 3- (وإظهار العشق لهُ بالخلابة (القول الناعم اللّطيف الطيِّب)، والهيئة الحسنة لها في عينه). خ- خدماتكِ لزوجكِ مُسعّرة تسعيرة خاصّة عند الله تعالى. يقول رسول الله (ص): "أيما إمرأةٍ خَدَمَت زوجها سبعة أيّام، غلقَ الله عنها سبعة أبواب النار، وفتح لها ثمانية أبواب الجنّة، تدخل من أينما شاءت". وقال (ص): "ما من إمرأةٍ تسقي زوجها شربة ماء، إلا كان خيراً لها من سنةٍ صيام نهارها وقيام ليلها". وسألت (أمّ سلمة) رسول الله عن فضل النساء في خدمة أزواجهنّ. فقال: "أيّما إمرأةٍ رفعت من بيتها شيئاً من موضع إلى موضع تُريدُ به إصلاحاً إلا نظر الله إليها، ومَن نظر الله إليه لم يُعذِّبه"!!   3- الإحسان إلى (الزوج) في الأدب: في الأمثال الروسيّة: "على الزوجة أن تكون (وديعة) كالحمل، (مشغولة) كالنحلة، (جميلة) كطيور الجنّة، و(مُخلصة) كالقمريّة". وفي المثل اليونانيّ: "المرأة الفاضلة الوفيّة، تحكمُ زوجها وهي تُطيعه"! وفي الصين يقولون: "الزوج والزوجة اللّذان يُحبّان بعضهما بعضاً، يقولان ألف شيء دون أن ينبسا بكلمةٍ واحدة"! ويقولون أيضاً: "النجاح للزوجة التي تعرف كيف تُغمض عينيها، وللرّجل الذي يعرف كيف يفتح عينيه".   4- برنامج الإحسان إلى (الزوج): لا نجد بين أيدينا من وثائق الإحسان إلى الزوج كوصيّة تلك الأعرابية لابنتها في ليلة زفافها، فلقد لخّصت الإحسان للزوج في عشر وصايا، تقول في مُقدّمتها: "أي بُنيّة! إنّكِ فارقتِ بيتكِ الذي منه خرجتِ، وعشّكِ الذي فيه درجتِ، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لم تأليفهِ، فكوني له (أمةً) يكن لكِ (عبداً)، واحفظي له خصالاً عشراً: أمّا الأولى والثانية: فاصحبيه بالقناعة، وعاشريه بحُسن السمع والطاعة. وأمّا الثالثة والرابعة: فالتفقّد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منكِ على قبيحٍ، ولا يشمُّ فيكِ إلا أطيب ريح. وأمّا الخامسة والسادسة: فالتفقّد لوقت منامهِ وطعامهِ، فإنّ تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة. وأمّا السابعة والثامنة: فالإحتراس بماله، والإرعاء (الرعاية) على حشمه وعياله. وملاك الأمر في المال (حُسْن التقدير)، وفي العيال (حُسْن التدبير). وأمّا التاسعة والعاشرة: فلا تعصينَ له أمراً، ولا تفشينَ له سرّاً، فإنّك إن خالفتيه أغرتِ صدره، وإن أفشيتِ سرّه لم تأمني عذره". وكما قدّمت لوصيّتها ذيّلتها أيضاً، بالقول: "ثمّ إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتّماً (مُصاباً بالهمِّ)، والكآبة بين يديه إذا كان فَرِحاً، فإنّ الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير. وكوني أشدّ الناس له إعظاماً، يكن أشدّهم لكِ إكراماً، واعلمي أنّكِ لا تصلين إلى ما تحبِّين حتى تؤثري رضاهُ على رضاكِ، وهواهُ على هواكِ، فيما أحببتِ وكرهتِ، والله يُخيِّرُ لكِ"!! لا ندري ما إذا كانت هذه الأعرابية قد اطّلعت على وصايا النبي (ص) للمرأة وتأكيده على حقوق زوجها، أم لا، فهي تضع وصاياه (ص) في برنامج عمل وأجندة زوجيّة رائعة، هي مثال الإحسان الذي تُقدِّمه زوجة صالحة لزوجٍ سعيد. إنّها لخّصت قوله (ص): "جهادُ المرأة حُسْن التبعُّل"، في الوصايا العشر التي لم تخصّ ابنتها فقط، بل هي لكلِّ زوجة تُريد الإحسان إلى زوجها. -الإحسان الى الزوجة: 1- الإحسان إلى (الزوجة) في القرآن الكريم: تنويه: حثيما يرد في القرآن الكريم خطابٌ للزوج في التعامل مع الزوجة بـ(المعروف)، فهو الطلب لمعاشرتها بالإحسان: أ- إشعارها أنّها هبة الله لك، ونعمته عليك، وجائزته المُهداة لك: قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم/ 21). ب- أن تُكرمها، وترفق بها، وترحمها، فهي في نفسك، وهل عاقلٌ يؤذي أو يؤلم أو يسيء إلى نفسه؟! قال تعالى في حُسن معاشرة الزوجة: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء/ 19). ت- التوسعة عليها، وليس فقط أداء حقّها الشرعي في النفقة ممّا يجب اداؤه في توفير حاجاتها المعاشية من الملبَس والمطعمَم والمسكّن وسائر مستلزمات الحياة الكريمة، فالله يحبّ إذا وسّع عليك أن توسع على عيالك والزوجةُ في الطليعة: قال عزّ وجلّ: (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة/ 236). ث- إتِّخاذ ميزة القوامة كشعور إضافي بالمسؤوليّة، فهي ليست تشريفاً، وإنّما إجراء إداري اقتضتهُ مصلحة البيت والزوجيّة والأسرة، أي إشعار الزوجة أنّها في كنف رجلٍ صادقٍ أمينٍ، مُحبٍّ، مُخلصٍ، مُضحٍّ، ومُقدِّم لمصلحة الأسرة على مصالحه، يتفقّد احتياجاتها من قبل أن يُطلب منه ذلك: قال تعالى: (إِذْ قَالَ مُوسَى لأهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) (النمل/ 7). إنّ شعور موسى (ع) كزوجٍ بحاجة زوجته إلى الدِّفء، جعلهُ يبحث عن النار ليأتيها بشهابٍ قبس، والزوجة بحاجةٍ دائمةٍ إلى دفءٍ لا توفِّره النار، وهو دفء الشعور أنّها محبوبة ومحطّ أنظار زوجها وتحت عنايته ورعايته. وتأمين النار للتدفئة، هو رمز لسدِّ احتياجات الزوجة بما تسمح به إمكانات زوجها.   2- الإحسان إلى (الزوجة) في الأحاديث والروايات: يقول رسول الله (ص): "حقُّ المرأةِ على زوجِها أن يسدّ جوعتها، وأن يستر عورَتها، ولا يُقبِّح لها وجهاً". نفهم من قوله (ص) (ولا يُقبِّح وجهاً)، أي لا يُشينها أو يُعيبها أو يُعيِّرها بشيءٍ، أو لا يجعلها تحتاج غيره فتبذل ماء وجهها بالسؤال، ولعلّ ذلك مستوحى من قرينة (سدِّ الجوع) و(ستر العورَة). ويقول الإمام زين العابدين (ع) في (رسالة الحقوق): "وأمّا حقّ الزوجة: فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها لكَ سكَناً وأُنساً، فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها، وترفق بها، وإن كان حقّك عليها أوجب، فإنّ لها عليك أن ترحمها". وعن النبي (ص) في أثر المغازلة على نفسيّة المرأة: "قول الرجل للمرأة: (إنِّي أحبّكِ)، لا يذهب من قلبِها أبداً". ولابدّ من أن يتجمّل الزوج لزوجته كما يطلب منها ذلك، فهي تشتهيه منه كما يشتهيه منها. يقول الإمام علي (ع): "إنّ التهيئة (التجمّل والتزيّن والتطيّب) ممّا يزيد في عفّة النِّساء، ولقد تركت النساء العفّة بتركِ أزواجهنّ التهيئة. ثمّ قال: أيسرّك أن تراها على ما تراكَ عليه إذا كنتَ على غير تهيئة؟ قلت: لا: قال: فهو ذاك". ويضع الإمام الصادق (ع) وصفة الإحسان إلى الزوجة من ثلاث بنود، فيقول: "لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته، وهي: 1- الموافقة (المُلاينة) ليجتلب بها موافقتها ومحبّتها وهواها، وحُسن خُلقه معها. 2- واستمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها. 3- وتوسعته عليها". وعن الرسول الأكرم (ص) الذي كان يقول: "خيركُم خيركُم لنسائه، وأنا خيركُم لنسائي": "إذا سقى الرجل امرأته أُجِر". وعنه (ص): "إنّ الرجل ليُؤجَر في رفع اللقمة إلى في (فَمِ) امرأته". فأنتَ شابَ ومُكافأ على إحسانك لزوجتك بالقول الجميل أو بالفعل الجميل. وكان (ص) يعتبر جلوس الرجل مع عياله من إحسانه إليهم، فيقول: "جلوس المرء عند عياله، أحبّ الله تعالى من إعتكافٍ في مسجدي هذا".   3- الإحسان إلى (الزوجة) في الأدب: يُقال: إنّ السمع عند المرأة أرهفُ من النظر، وإن كان نظرُها مُرهفاً أيضاً. ولذلك كانت كلمات التغزّل بها لها وَقْع، كما أشار النبي (ص) إلى ذلك في حديث: "إنِّي أحبُّكِ" لن يُمحى من قلبها أبداً. يقول الشاعر: أمَّ البنين رفيقة الدّربِ **** أنتِ قلبُ القلب من قَلبِي ماذا أقولُ وأنتِ رائعةٌ جدّاً **** إلّا بأنّكِ مُنتهى حُبِّي! وقال آخر: ضَمنتُ لها أن لا أهيمَ بغَيرِها **** وقد وثقتْ منِّي بغير ضَمان! وعبّر ثالث من اشتياقه لزوجته، فقال: إلى هندٍ صَبا قَلْبي **** وهندٌ مِثلُها يُصبي! وقال أحدهم مُعبِّراً عن غيرته، والغيرة من المروءة: أغار عليكِ من عيني وقَلْبي **** وفيكِ، ومن زمانكِ والمكان ولو أنِّي وضعتُكِ في عيوني **** إلى يوم القيامة ما كفاني!   4- برنامج الإحسان إلى (الزوجة): يُستَوحى برنامجُ الإحسان إلى الزوجة من وصايا الرِّفق والرحمة بها، وكلّ زوج يمكن أن يتفنّن في إسعاد زوجته بألوانٍ من الإحسان قد نذكر بعضها وقد نجد عند الكثيرين ما هو أجمل وأكثر تأثيراً منها، وعلى أيّة حال، فالأمر ليس محصوراً بما نقول: 1- تأمين الجانب العاطفي للزوجة لكن أساسي في إسعادها والإحسان إليها، فهي تريد أن تشعر أنّها محبوبة ولها موقع الإسعاد في حياة الزوج. 2- أن تشعر بالحماية والأمن في ظلِّ زوجٍ خلوقٍ مُتدِّينٍ يُكرمها ولا يهنها، غيور عليها، صائن لها عمّا يُشينها أو يُسيء إليها. 3- أن تجد في الزوج الشخص المُقدِّر لعطاياها وإنجازاتها وألطافها السخية المجانية، وأن يُقدِّر لها جهودها المبذولة لإسعاد الأسرة. 4- التعاون معها فيما هي مُخيّرة بعمله أو عدم عمله من شؤون المنزل، ومُشاطرتها في أعباء التربية والمسؤولية الأسرية. 5- إعطاؤها أوقات للراحة والإستجمام من عناء العمل المنزلي والعناية بالأولاد، أو إعفاؤها من بعض الإلتزامات في بعض الأوقات والأيّام والمناسبات. 6- عدم جرح مشاعرها وأحاسيسها بالنقد غير المسؤول، وغير الراعي لأتعابها، ويمكن أن تُقدِّم الملاحظات على طبقٍ من لُطف ومحبّة وعلى انفراد. 7- منحها الفرصة للقيام باعمالها الإجتماعية كزيارة الأهل والأقرباء والصديقات. 8- إعطاؤها المجال الكافي لتعليم وتربية وتثقيف نفسها لتطوير كفاءتها، وتحسين أدائها، ولمُمارسة هوايتها ومواهبها وإشباع رغباتها. 9- الإخلاص والوفاء لها، ومُقابلة إخلاصها ووفائها بأكبر منه. 10- توفير إحتياجاتها من السكن والطعام واللِّباس حتى ولو كانت ثريّة موسرة. 11- وطالما كانت أعمالها للبيت والأسرة تطويعيّة، فلا يصحّ قسرها أو إجبارها على عمل هو ليس من ضمن تكاليفها ومسؤوليّاتها، كخدمة أفراد خارج نطاق العائلة إلا برضاها. 12- مُشاركتها في القرارات الأسريّة والمنزليّة والحياتية العامّة، لأنّها طرف وشريك أساس في المسؤوليّة وفي التربية وفي الإهتمام بالمستقبل. 13- نفحها بالهدايا المادية والمعنوية إكراماً لها وتطييباً لخاطرها وإسعاداً لقلبها، ومكافأة رمزية على جهودها، وقد تكون كلمة طيِّبة مُعبِّرة أجمل من كثير من الهدايا. 14- مُسامحتها على انفعالاتها بحكم عاطفيّتها ورهافتها، فقد يصدر عنها في حالات الثورة النفسية ما لا يجب أن تؤاخذ عليه، ولا يجوز مقابلة إساءاتها إلّا بالإحسان والتسامح والرِّفق، والتدرّج في علاج غضبها وانفعالها وتمرّدها بما علّم الله تعالى الزوج كيفيّة التعامل مع هذه الحالات. وفي الأمثال (الهندية): "نحصل على السعادة الحقيقيّة، عندما نستطيع منحها للآخرين"!
[1]- تتمّة الحديث: "وتُطيعهُ إذا أمر، ولا تُخالفهُ في نفسها".

ارسال التعليق

Top