وكما يرغب الطفل إلى ملاعبة الأطفال، فإنّ الكبير يحنُّ إلى مسامرة أصدقائه.
يقول الحديث الشريف: "لكلّ شيء ما يستريح إليه، وإنّ المؤمن ليستريح إلى أخيه المؤمن، كما يستريح الطير إلى شكله. وإنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد".
ويقول الإمام عليّ (ع): "الأصدقاء نفس واحدة في أجسام متفرقة".
ولذلك فإنّ الإنسان يعيش حياة واحدة حينما يعيش منعزلاً عن النّاس، بينما يعيش أكثر من حياة حينما يعيش مع الناس.
وحسب الحديث الشريف فإنّ "المرء كثير بأخيه" و"من لم يرغب في الاستكثار من الإخوان ابتلى بالخسران".
فالأصدقاء هم قوّة عند البلاء، وراحة عند الرخاء، ولذلك كانت مفاكهتهم من أفضل وسائل الترويح عن النفس.
يقول الحديث الشريف: "لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتّع بالنساء، ومفاكهة الإخوان، والصلاة بالليل".
وقواعد المصادفة هي كالتالي:
أوّلاً: كلّما شعرت بالإجهاد والتعب، أو التوتّر والضيق، فابحث عن أصدقائك الذين ترتاح إليهم، وادخل عليهم بلا مواعيد، وافرش نفسك عندهم، فسرعان ما تشعر بخدر لذيذ ينساب إليك، ليطرد عنك واردات الهموم، ويعيد تجميع ذاتك الممزقة بفعل عوامل الإحباط وأسباب التوتّر.
ثانياً: اختلط دائماً بالمتفائلين من النّاس، واهرب من المتشائمين فإنّهم سوف يثيرون فيك الأشجان، بينما تكون أنت في حاجة إلى الترويح، ويطردون من دنياك الصفاء، وأنت في حاجة إلى من يثير الراحة فيك.
ثالثاً: تجنّب أنت بدورك أن تنقل للآخرين أحزانك أو تتحدّث لهم عن المشاكل التي تعتريك، أو الأمراض التي تعاني منها.
فمهما كنت متوتّر الأعصاب فلا تظهر ذلك، لأنّها سوف تعود إليك من جديد لتزيد من توتّر أعصابك.
وتذكّر أنّ لا أحد يحبّ أن يستمع إلى شكاوى الآخرين، حيث إنّ لديه ما يكفيه.
ومن هنا قال رسول الله (ص): "القَ أخاك بوجه منبسط".
وفي حديث آخر: "المؤمن حزنه في قلبه وبشره في وجهه".
رابعاً: ليكن عندك دائماً ما تذكره لأصدقائك كخبر مهمّ، أو طُرفة جيدة، أو قصة نافعة. وكن ممن يصغي جيِّداً، ويتكلّم جيِّداً.
وقد ورد في الحديث: "إنّ الله – عزّ وجلّ – يحبّ المداعب في الجماعة بلا رفق".►
المصدر: كتاب كيف تمارس الترويح عن نفسك؟
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق